الارشيف / اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | الحي الصيني في ناغاساكي... بوتقة تنصهر فيها التقاليد اليابانية والصينية!

  • اليابان | الحي الصيني في ناغاساكي... بوتقة تنصهر فيها التقاليد اليابانية والصينية! 1/14
  • اليابان | الحي الصيني في ناغاساكي... بوتقة تنصهر فيها التقاليد اليابانية والصينية! 2/14
  • اليابان | الحي الصيني في ناغاساكي... بوتقة تنصهر فيها التقاليد اليابانية والصينية! 3/14
  • اليابان | الحي الصيني في ناغاساكي... بوتقة تنصهر فيها التقاليد اليابانية والصينية! 4/14
  • اليابان | الحي الصيني في ناغاساكي... بوتقة تنصهر فيها التقاليد اليابانية والصينية! 5/14
  • اليابان | الحي الصيني في ناغاساكي... بوتقة تنصهر فيها التقاليد اليابانية والصينية! 6/14
  • اليابان | الحي الصيني في ناغاساكي... بوتقة تنصهر فيها التقاليد اليابانية والصينية! 7/14
  • اليابان | الحي الصيني في ناغاساكي... بوتقة تنصهر فيها التقاليد اليابانية والصينية! 8/14
  • اليابان | الحي الصيني في ناغاساكي... بوتقة تنصهر فيها التقاليد اليابانية والصينية! 9/14
  • اليابان | الحي الصيني في ناغاساكي... بوتقة تنصهر فيها التقاليد اليابانية والصينية! 10/14
  • اليابان | الحي الصيني في ناغاساكي... بوتقة تنصهر فيها التقاليد اليابانية والصينية! 11/14
  • اليابان | الحي الصيني في ناغاساكي... بوتقة تنصهر فيها التقاليد اليابانية والصينية! 12/14
  • اليابان | الحي الصيني في ناغاساكي... بوتقة تنصهر فيها التقاليد اليابانية والصينية! 13/14
  • اليابان | الحي الصيني في ناغاساكي... بوتقة تنصهر فيها التقاليد اليابانية والصينية! 14/14

في أزقة الحي الصيني العريق بمدينة ناغاساكي، يعبق الهواء برائحة طبقٍ دافئ يحمل بين نكهاته حكاية قرن من الزمن. إنه ”تشانبون“، طبق النودلز الغني الذي وُلد من ابتكار طاهٍ صيني في أواخر القرن التاسع عشر، ليُصبح رمزًا للمزيج الثقافي بين اليابان والصين. واليوم، لا يزال هذا الطبق يحتفظ بمكانته الراسخة كأحد كنوز المطبخ المحلي، يُقدَّم بسخاء ليحكي قصة مدينة عابرة للثقافات.

جذور تاريخية تربط ناغاساكي بالصين

تمتد العلاقة بين ناغاساكي والصين عبر قرون طويلة. حتى خلال فترة ”الساكوكو“، التي أغلقت فيها اليابان أبوابها أمام العالم الخارجي، كان الحي الدولي ”توجين ياشيكي“ موطنًا لنحو عشرة آلاف مهاجر صيني. ومع انتهاء فترة إيدو (1603-1868) وحلّ هذه المستوطنة، انتقل الصينيون إلى منطقة مستصلحة كانت تُستخدم سابقًا كمستودعات، ليؤسسوا هناك ما يُعرف اليوم بالحي الصيني في ناغاساكي.

الحي الصيني في ناغاساكي يعج بالمطاعم والمتاجر المتنوعة.(© Nippon.com)
الحي الصيني في ناغاساكي يعج بالمطاعم والمتاجر المتنوعة.(© Nippon.com)

يضم الحي الصيني اليوم مجموعة من المطاعم والمتاجر التي تعكس تناغمًا فريدًا بين المطبخين الياباني والصيني. ويتصدر طبق ”تشانبون“ قائمة الأطباق التي ينبغي تذوقها عند زيارة المدينة. يتميز هذا الطبق بنودلز سميكة ومرنة تُقدَّم في مرق غني يُحضَّر من عظام الدجاج ولحم الخنزير، شبيه بمرق الرامن. لكن ما يميّزه هو إضافاته المطهوة سريعًا، مثل الخضروات الطازجة، الروبيان، وكرات السمك، التي تمنحه نكهة متوازنة وغنية لا تُقاوم.

تشانبون: نكهة فوجيان بلمسة ناغاساكي

يعود أصل طبق ”تشانبون“ إلى مطعم ”شيكائيرو“ الصيني، مهد هذا الطبق الأيقوني. يقع المطعم اليوم في حي ماتسوغاي بالقرب من حديقة غلوفر، ويعود تاريخ افتتاحه إلى عام 1899 في موقع المستوطنة الصينية القديمة. في بدايات القرن العشرين، كان ”شيكائيرو“ وجهة مفضلة للشاعر وأستاذ الطب سايتو موكيشي، الذي كان يدعو أصدقاءه من الأدباء البارزين، مثل أكوتاغاوا ريونوسوكي وكيكوتشي كان، لتناول الطعام هناك. واستمر المطعم في استقطاب شخصيات مرموقة على مر العقود، بما في ذلك الإمبراطور الياباني الحالي ناروهيتو، الذي زاره عندما كان وليًا للعهد.

لم يكن مطعم شيكائيرو مجرد مكان لتناول الطعام، بل كان يشتمل أيضاً على خدمات فندقية. (بتصريح من إدارة شيكائيرو)
لم يكن مطعم شيكائيرو مجرد مكان لتناول الطعام، بل كان يشتمل أيضاً على خدمات فندقية. (بتصريح من إدارة شيكائيرو)

المتجر الحالي يتميز بأعمدة قرمزية بارزة تتباين مع واجهته الحجرية البسيطة (© Nippon.com)
المتجر الحالي يتميز بأعمدة قرمزية بارزة تتباين مع واجهته الحجرية البسيطة (© Nippon.com)

لم يكن ”شيكائيرو“ مجرد مطعم، بل كان يوفر أيضًا خدمات فندقية. يتميز المبنى الحالي، الذي انتقل إليه المطعم عام 1973 وأُعيد بناؤه عام 2000، بواجهة حجرية أنيقة تتزين بأعمدة قرمزية بارزة. يُعد هذا المطعم، أقدم مطعم صيني في ناغاساكي، وجهة سياحية بارزة. إلى جانب قاعة الطعام، يضم الموقع متجرًا للهدايا التذكارية ومتحفًا صغيرًا لـ”تشانبون“ يعرض صورًا ووثائق تاريخية تروي قصة نشأة هذا الطبق وتطوره.

طبق ”تشانبون“ الشهي من مطعم شيكائيرو. (الصورة مقدمة من مطعم شيكائيرو)
طبق ”تشانبون“ الشهي من مطعم شيكائيرو. (الصورة مقدمة من مطعم شيكائيرو)

يضم الجزء الداخلي من المطعم عناصر تاريخية مثل أوعية تقليدية وصور لزوار مشهورين. (© Nippon.com)
يضم الجزء الداخلي من المطعم عناصر تاريخية مثل أوعية تقليدية وصور لزوار مشهورين. (© Nippon.com)

بدأت قصة ”تشانبون“ مع تشين بينغ شون، مؤسس ”شيكائيرو“، الذي وصل إلى ناغاساكي عام 1892 من مدينة فوتشو في مقاطعة فوجيان الصينية. خلال إقامته، تولى رعاية الطلاب الصينيين الوافدين إلى اليابان، فألهمه ذلك لابتكار طبق ”تشانبون“، وهو وجبة دافئة ومغذية تذكّر الطلاب بأوطانهم. بدمج نودلز فوجيان التقليدية مع مكونات محلية من ناغاساكي، خلق تشين طبقًا يجسد التمازج الثقافي بين المطبخين الياباني والصيني.

تشين بينغ شون (الصف الأوسط، الثالث من اليسار) برفقة أفراد عائلته. (الصورة بإذن من مطعم شيكائيرو)
تشين بينغ شون (الصف الأوسط، الثالث من اليسار) برفقة أفراد عائلته. (الصورة بإذن من مطعم شيكائيرو)

إلى جانب ”تشانبون“، ابتكر تشين طبقًا آخر شهيرًا يُعرف باسم ”سارا أودون“، مستوحى من نودلز فوجيانية مقلية مع لحم مفروم. في الأصل، كان يُحضَّر بنودلز سميكة تُشبه الأودون، تُسلق ثم تُقلى مع مكونات مشابهة لـ”تشانبون“. وبما أنه لا يحتوي على مرق، يُقدَّم في طبق بدلاً من وعاء، ومن هنا جاء اسمه ”سارا أودون“ (أودون الطبق). لاحقًا، تطور الطبق ليشمل نودلز رفيعة مقرمشة، وهي النسخة الأكثر شيوعًا اليوم.

يقدم مطعم شيكائيرو طبق سارا أودون بنوعين من النودلز: إما نودلز سميكة طرية (في الأعلى) أو نودلز رفيعة مقرمشة مقلية. (بإذن من مطعم شيكائيرو)
يقدم مطعم شيكائيرو طبق سارا أودون بنوعين من النودلز: إما نودلز سميكة طرية (في الأعلى) أو نودلز رفيعة مقرمشة مقلية. (بإذن من مطعم شيكائيرو)

دلالات الاسم وتنوع النكهات

لا يزال أصل تسمية ”تشانبون“ غامضًا. يرجّح مطعم ”شيكائيرو“ أن الاسم مستمد من كلمة في لهجة فوجيان تعني ”يأكل“، بينما يرى بعض اللغويين أنها قد تكون مشتقة من مصطلح يعني ”المزج“، مشابهًا لطبق ”تشانبورو“ المقلي من أوكيناوا. بفضل مرونة ”تشانبون“، يمكن تنويع مكوناته بلا حدود، مما يجعله طبقًا مفتوحًا للإبداع.

في مطعم ”لاو لي“ التايواني بالحي الصيني، يُقدَّم ”تشانبون“ بنكهة مميزة مع إضافة ”كاراسومي“ (بيض البوري المملح والمجفف)، وهو مكون محلي يضفي نكهة أومامي غنية. يُحضّر الطبق بتقليب المكونات على نار عالية لبضع دقائق، مما ينتج عنه تجربة طعم لا تُنسى.

صورة من داخل مطعم لاو لي التايواني (في الأعلى)، بالإضافة إلى واجهة فرع مطعم ناغاساكي تشانبون في الحي الصيني. (© Nippon.com)
صورة من داخل مطعم لاو لي التايواني (في الأعلى)، بالإضافة إلى واجهة فرع مطعم ناغاساكي تشانبون في الحي الصيني. (© Nippon.com)

ونظراً لمرونة طبق تشانبون التي تسمح بخلط جميع أنواع المكونات، فإن احتمالات تنويعه لا حدود لها.

الطبق المميز في مطعم لاو لي التايواني بالحي الصيني في ناغاساكي هو نسخة مبتكرة من التشانبون، حيث يتم إضافة الكاراسومي، وهو بيض البوري المملح والمجفف تحت الشمس، الذي يُعد من الأطباق المحلية الشهيرة. ويمنح هذا المكون الطبق نكهة أومامي غنية وقوية.

ينتهي الطهاة من تحضير طبق تشانبون كاراسومي في المطعم ،عن طريق تقليب المكونات على نار عالية لبضع دقائق. (© Nippon.com)
ينتهي الطهاة من تحضير طبق تشانبون كاراسومي في المطعم ،عن طريق تقليب المكونات على نار عالية لبضع دقائق. (© Nippon.com)

شوارع ناغاساكي: نكهة عالمية

لم يقتصر تأثير الهجرة الصينية إلى ناغاساكي على المطبخ، بل امتد ليشمل المشهد الثقافي للمدينة. تتجلى هذه البصمات في شوارع الحي الصيني، حيث تبرز البوابات القرمزية الأربع التي تحرس مداخله، والتي شيّدها حرفيون من فوتشو. تطل البوابة الجنوبية على حديقة ميناتو، التي تحتضن بوابة حجرية مزخرفة وجناحًا مربعًا يستضيف جلسات لعب ”غو“ و”شوجي“ في الهواء الطلق، في أجواء تذكّر بالأزقة الصينية التقليدية.

البوابة الجنوبية كما تُرى من حديقة ميناتو. (© Nippon.com)
البوابة الجنوبية كما تُرى من حديقة ميناتو. (© Nippon.com)

تُعد حديقة ميناتو الموقع الرئيسي لإقامة مهرجان الفوانيس السنوي. (© Nippon.com)
تُعد حديقة ميناتو الموقع الرئيسي لإقامة مهرجان الفوانيس السنوي. (© Nippon.com)

يمتد شارع ”فوكين دوري“ بمحاذاة الحديقة، مستمدًا اسمه من النطق الياباني لمقاطعة فوجيان. وعلى مقربة، يتحول الشارع إلى ”توجين ياشيكي دوري“، حيث تصطف المباني التاريخية والجدران الحجرية التي تستحضر ذكريات المستوطنة القديمة.

تزخر ناغاساكي أيضًا بمعابد بوذية صينية تعود إلى فترة إيدو، مثل معبد ”سوفوكوجي“ الذي أُسس عام 1629 لخدمة الجالية الصينية. كما يبرز معبد ”كونفوشيوس“ والمتحف التاريخي الصيني الملحق به، اللذان بُنيا عام 1893 بمبادرة من المهاجرين الصينيين بدعم من حكومة تشينغ. يُعد هذا الموقع مركزًا ثقافيًا يستضيف معارض عن كونفوشيوس وفعاليات مثل عروض تبديل الأقنعة السريعة، التي تأسر الأنظار بحيويتها.

يُعد الحي الصيني في ناغاساكي وجهة تجمع بين النكهات الشهية والتراث الثقافي الغني. من تذوق ”تشانبون“ و”سارا أودون“ إلى استكشاف المعابد والمهرجانات، تقدم المدينة تجربة فريدة تعكس التمازج الثقافي بين اليابان والصين. سواء كنت تتجول بين البوابات القرمزية أو تستمتع بمهرجان الفوانيس السنوي في حديقة ميناتو، فإن ناغاساكي ستترك في قلبك ذكريات لا تُمحى.

معبد سوفوكوجي يحتوي على مبانٍ تُعتبر كنوزًا لبلدين مختلفين. (© Nippon.com)
معبد سوفوكوجي يحتوي على مبانٍ تُعتبر كنوزًا لبلدين مختلفين. (© Nippon.com)

تمثل التماثيل الحجرية الـ72 خارج معبد كوشيبيو، أتباع كونفوشيوس الـ72 من. (© Nippon.com)
تمثل التماثيل الحجرية الـ72 خارج معبد كوشيبيو، أتباع كونفوشيوس الـ72 من. (© Nippon.com)

(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. التقرير والنص بواسطة Nippon.com. صورة العنوان: طبق الكاراسومي تشانبون وساراؤودون الأصلي في الفرع الرئيسي لمطعم لاو لي في الحي الصيني © Nippon.com)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | الحي الصيني في ناغاساكي... بوتقة تنصهر فيها التقاليد اليابانية والصينية! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

قد تقرأ أيضا