ابوظبي - سيف اليزيد - إبراهيم سليم (أبوظبي)
اختتمت في أبوظبي، اليوم، أعمال مؤتمر الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالطقس بتنظيم من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) واستضافة المركز الوطني للأرصاد في الفترة من 9 إلى 11 سبتمبر 2025، بمشاركة خبراء وممثلين من مؤسسات بحثية ووكالات أرصاد وطنية وجهات صناعية، ناقشوا فرص بناء نظام بيئي للذكاء الاصطناعي لمصلحة العالم.
وأكد البيان أن تقاطع الذكاء الاصطناعي مع علم الأرصاد الجوية يُحدث تحولاً سريعاً في هذا المجال، ويوفر فرصة لنشر فوائد قدرات التنبؤ المتقدمة بشكل أكثر عدالة للجميع. وأكد المشاركون أن الذكاء الاصطناعي سيكون جزءاً أساسياً من مستقبل التنبؤات الجوية والمناخية والهيدرولوجية، وأعربوا عن حماسهم للتقدم في هذا المجال سوياً.
وأكد المشاركون التزامهم المشترك بتعزيز التعاون في تطوير وتطبيق التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وينبع هذا الالتزام من رؤية مشتركة بأن يُستخدم الذكاء الاصطناعي لإنقاذ الأرواح وتحسين سبل العيش بما يحقق فوائد مشتركة للجميع.
وشدد المجتمع العالمي للأرصاد الجوية على ضرورة الاستثمار في البيانات والأدوات المشتركة والمفتوحة، والمعايير المرجعية المنسقة، وتصميم الخدمات المتمحور حول الإنسان. فهذا النهج يضمن أن تكون أدوات الذكاء الاصطناعي قوية وموثوقة وشفافة وقابلة للتشغيل البيني ومصممة لتلبية احتياجات المستخدمين المتنوعين، بمن فيهم أولئك المحرومون حالياً من أنظمة الإنذار المبكر. كما ينبغي الاستفادة أيضاً من الأطر التقنية وبرامج بناء القدرات القائمة لتسريع تطوير القدرات العالمية.
-
راشد الحوسني يستعرض تطبيقات الذكاء الإصطناعي في المركز الوطني للأرصاد
وأكد المؤتمر أن الاستثمار في القدرات أمر جوهري ويجب أن يراعي مستوى جاهزية الدول وإمكاناتها. وتم تحديد برامج التدريب والبيانات المحلية وحالات الاستخدام والتعاون المفتوح كعوامل تمكينية رئيسية لبناء قدرات مستدامة. كما أوصى المشاركون بمشاركة التطورات المثيرة والمشاريع التجريبية في مجال خدمات الذكاء الاصطناعي بأوسع وأسرع نطاق ممكن، مع التركيز بشكل خاص على التنفيذ الإقليمي، وتقليص الفجوة الرقمية، وضمان الاستدامة طويلة الأمد، وتوزيع الفوائد بشكل عادل.
وجدد المؤتمر التأكيد على ضرورة الاستمرار في دعم الدور الرسمي لخدمات الأرصاد الجوية والهيدرولوجية الوطنية في إصدار التحذيرات الرسمية لحماية الأرواح والممتلكات. كما شدد المشاركون على أهمية الحفاظ على ثقة الجمهور في خدمات الإنذار المبكر، والتي تُبنى على المصداقية والشفافية والصرامة العلمية للمصادر الرسمية. ويتعين أن تُعزز الجهود التعاونية هذه الثقة ولا تقوضها.
وأشار المؤتمر إلى أن الثقة ليست خاصية تقنية، بل هي أساس القبول والتعاون، ويجب أن تستند إلى الابتكار المسؤول. كما يجب أن تواكب التنسيق والمساءلة سرعة التطوير واتساع نطاقه. كما أن خدمات الذكاء الاصطناعي التي تدعم تقديم الخدمات الحيوية يتعين أن تكون قابلة للتدقيق والتكيّف ومستدامة.
وإدراكاً لكون الذكاء الاصطناعي يعتمد على توفر البيانات وإمكانية الوصول إليها، أقر المؤتمر بالحاجة إلى حوار مستمر حول مجموعات البيانات العامة والخاصة لتحقيق الاستفادة الكاملة من فرص الذكاء الاصطناعي. كما أكد على أهمية تعزيز الانفتاح على المستوى الوطني فيما يتعلق بالبيانات الرصدية والإضافية التي يمكن أن تسرّع تطوير خدمات عالية الدقة ومرتكزة على التأثير.
كما شدد المشاركون على الحاجة الماسة إلى الحفاظ على جودة الخدمات العالية والاستمرار في تطوير الأدوات اللازمة لإثراء مجموعات بيانات تدريب الذكاء الاصطناعي، وأن الانتقال الناجح إلى خدمات مدعومة بالذكاء الاصطناعي يتطلب الاستمرار في دعم البنية التحتية للرصد والأنظمة القائمة على الفيزياء.
وأعربوا عن اهتمام قوي بتطوير مجموعة من المبادئ أو القواعد المشتركة لتوجيه التكامل المسؤول والفعال للذكاء الاصطناعي في خدمات الأرصاد الجوية والمناخ والهيدرولوجيا والبيئة.
ويتعين أن تستند هذه المبادئ إلى الانفتاح، وإمكانية التكرار، والشفافية، والتعاون، والاستدامة، والابتكار، وإنتاج المعرفة، وأن تشكل أساساً للتقدم الأخلاقي في هذا المجال. كما أقر المؤتمر بضرورة أن يكون نموذج العمل عادلاَ ويحقق الفائدة لجميع الأطراف.
واقترح المشاركون استمرار الحوار على مستويات متعددة، من خلال مشاورات استراتيجية رفيعة المستوى، وكذلك زيادة تمثيل القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية في هياكل العمل ذات الصلة بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وأخيراً، أعرب المشاركون عن تقديرهم وامتنانهم للمركز الوطني للأرصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة على كرم استضافته للمؤتمر.