الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من دمشق: أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع عن نجاح جهود دولية في احتواء موجة التصعيد الإسرائيلي، التي استهدفت أمس منشآت مدنية وعسكرية في العاصمة دمشق ومناطق أخرى داخل البلاد.
وفي كلمة متلفزة بثت فجر الخميس، قال الشرع إن الدولة تمكنت من إعادة الاستقرار إلى محافظة السويداء وطرد الفصائل الخارجة عن القانون، رغم ما وصفه بـ"التدخل الإسرائيلي المباشر لتعطيل تلك الجهود".
ووفق الشرع، فإن الضربات الإسرائيلية التي طالت مبنى هيئة الأركان وسط دمشق وقصر الشعب على جبل قاسيون، جاءت في سياق تصعيد متعمد لخلط الأوراق وإفشال التفاهمات المحلية. وأضاف أن ما وصفه بـ"الهجوم الواسع على البنى الحكومية والمدنية" دفع الوضع إلى حافة الانفجار، لولا تدخل وسطاء من أميركا وتركيا ودول عربية تمكنوا من تهدئة الأوضاع ودرء خطر التصعيد.
وفي هذا السياق، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الأربعاء بأن بلاده تعمل على خفض التوتر في سوريا، مشيراً إلى وجود "سوء فهم" بين الطرفين السوري والإسرائيلي، وأنه تحدث مع الجانبين من أجل تهدئة الموقف. من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ خلال ساعات، مشدداً على أن أنقرة تجري اتصالات مكثفة مع الأطراف الإقليمية منذ بداية الضربات الإسرائيلية.
وتزامناً مع الجهود الدبلوماسية، برزت نداءات إنسانية من طائفة الموحدين الدروز، حيث كشف مصدر في الهيئة الروحية في السويداء أن الزعيم الروحي حكمت الهجري وجّه مناشدات إلى كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والملك الأردني عبد الله الثاني، طالباً التدخل لحماية أبناء الطائفة في ظل تدهور الأوضاع الأمنية. وفي لبنان، دعت مشيخة عقل الطائفة الدروز المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى التحرك الفوري والضغط على الحكومة السورية من أجل وقف العمليات العسكرية.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الساحة السورية اضطراباً متزايداً، وسط مخاوف من توسع رقعة الاشتباك الإقليمي، ما يعيد طرح تساؤلات حول مستقبل التوازنات في الجنوب السوري، ودور الوساطات الدولية في احتواء الأزمة.