الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من القاهرة: تشعر القاهرة بغضب كبير من السلطات البريطانية التي وقعت في فخ الاستغلال الإخواني لأجواء الحرية والديموقراطية اللندنية، وسمحت للإخوان يتنظيم مظاهرات أمام سفارة مصر في لندن، والإساءة إلى الحكومة المصرية، بل قامت باعتقال شاب مصري حاول التصدي للتجمع الإخواني.
وبادرت القاهرة بإزالة الحواجز الأمنية أمام السفارة البريطانية بحي جاردن سيتي في القاهرة، رداً على لندن، إلا أن السلطات المصرية لم تكشف بصورة مباشرة عن أن إزالة هذه الحواجز هو ردها وفقاً لمبدأ المعاملة بالمثل، بل إن المعلن هو أن إزالة الحواجز هدفه تحقيق سيولة مرورية في منطقة جاردن سيتي بالقاهرة، حيث يقع مقر السفارة البريطانية.
رسالة مسربة من وزير الخارجية المصري
وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي قد أعلن في فيديو مسرب أنه طلب من حكومات الدول حماية السفارات المصرية لديها من التهجم الإخواني، وإلا سوف تتم معاملة سفارات هذه الدول في مصر بالمثل، وذلك بعد أن انتشرت ظاهرة اغلاق السفارات المصرية في أوروبا (هولندا وغيرها) من جانب بعض المتظاهرين بالسلاسل تعبيراً عن غضبهم مما وصفوه بالحصار المصري لغزة، وإغلاق معبر رفح، وهو الأمر الذي أثار غضباً عارماً في مصر حكومياً وشعبياً، خاصة أن هؤلاء لم يقوموا بنفس الفعل أمام سفارات إسرائيل أو أميركا، بل إنهم يحملون مصر المسؤولية الكاملة عن تجويع غزة.
إعلامي كويتي يتضامن مع مصر
وقد وجه الإعلامي الكويتي محمد أحمد الملا رسالة تضامن قوية إلى الشعب المصري، مشيدا بقرار السلطات إزالة الحواجز الأمنية من محيط السفارة البريطانية في منطقة جاردن سيتي بالقاهرة.
ووصف الكاتب والإعلامي الكويتي تلك الخطوة التي نفذتها السلطات المصرية بأنها "المعاملة بالمثل" رداً على التهاون الأمني الذي شهدته السفارة المصرية في لندن، وذلك في ظل تصاعد التوترات الدبلوماسية بين القاهرة ولندن بعد تقاعس السلطات البريطانية عن حماية البعثة المصرية من اعتداءات نسبت إلى جماعات متطرفة.
استغلال إخواني لأجواء الحرية اللندنية
وكتب الملا عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" قائلا: "الشعب المصري شعب متحضر وراقٍ، وهو أسمى من جماعات متطرفة وجدت في بريطانيا ملجأً تحت غطاء قوانين الحريات".
وأضاف الإعلامي الكويتي "بريطانيا لم تتحمل إزالة حواجز أمام سفارتها بالقاهرة حتى أغلقتها بالكامل، بينما اليوم تحتضن من يرفعون شعارات الكراهية، ويعتدون على السفارة المصرية في لندن، المعاملة بالمثل عدل. تحيا مصر!".
وأثارت هذه الرسالة تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد العديد من المصريين بدعم الملا وتأكيده على سيادة مصر وحقها في اتخاذ موقف حازم.
وكانت السلطات المصرية قد أزالت الحواجز الخرسانية المحيطة بالسفارة البريطانية يوم الأحد في خطوة اعتبرتها مصادر دبلوماسية مصرية رداً على عدم تجاوب بريطانيا مع مطالب القاهرة بتوفير الحماية الكافية لسفارتها في لندن، التي تعرضت لاعتداءات وصفت بالمنظمة.
اغلاق مؤقت للسفارة البريطانية في القاهرة
وأعلنت السفارة البريطانية إغلاق مبناها الرئيسي بالقاهرة مؤقتاً لمراجعة الإجراءات الأمنية، مما أثار جدلاً واسعاً حول دلالات هذا القرار.
وتأتي هذه الأزمة في سياق دبلوماسي معقد يعكس مبدأ "المعاملة بالمثل" الراسخ في القانون الدولي، والذي ينص على أن الدول لها الحق في اتخاذ إجراءات متبادلة بنفس القدر كرد على أي تجاوزات تتعرض له بعثاتها الدبلوماسية.
ووفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية (1961)، تتحمل الدولة المضيفة مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسية على أراضيها، وأي تقصير في ذلك يعتبر انتهاكا للقانون الدولي.
يأتي هذا في الوقت الذي أشارت فيه تقارير إلى أن السلطات البريطانية سمحت بتظاهرات قرب السفارة المصرية في لندن، قادتها جماعات اتهمتها القاهرة بالانتماء إلى تنظيم الإخوان المسلمين، مما أدى إلى تصعيد إعلامي وسياسي في مصر دعا إلى تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل.