اخبار العالم

الدوحة: القمة العربية الإسلامية تعكس التضامن الواسع مع قطر

الدوحة: القمة العربية الإسلامية تعكس التضامن الواسع مع قطر

ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد شعبان (القاهرة)

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن قطر ستستضيف القمة العربية الإسلامية الطارئة غداً الاثنين، والتي تُعقد في ضوء التطورات الأخيرة بالمنطقة.
وأضاف أن القمة ستناقش مشروع بيان بشأن الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر، سيقدمه الاجتماع التحضيري للقمة، الذي يعقده وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية اليوم في الدوحة، مؤكداً أن انعقاد القمة العربية الإسلامية في هذا التوقيت له معانٍ ودلالات عدة، ويعكس التضامن العربي والإسلامي الواسع مع دولة قطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي الجبان الذي استهدف الدوحة مؤخراً، ورفض هذه الدول القاطع لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل.

مساندة الأشقاء
وقال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن قمة الدوحة فرصة تاريخية للدول العربية والإسلامية لتأكيد وقوفها إلى جانب الأشقاء في قطر، في مواجهة الانتهاك الإسرائيلي السافر لسيادتها.
 وأوضح السفير هريدي، لـ«الاتحاد»، أن انعقاد القمة بعد أيام قليلة من الهجوم الغادر، يوجه رسالة واضحة بأن قطر ودول تحظى بتأييد عربي وإسلامي واسع النطاق حمايةً لمصالحها واستقلالها وسيادتها، وأن الشعب القطري لا يواجه العدوان بمفرده.
وأوضح أن الهدف الوحيد من وراء هذا العدوان هو إفشال أي فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن المخططين للهجوم كانوا يُدركون النتائج التي ستترتب عليها في حالة نجاح هذه العملية.
وحذر الدبلوماسي المصري من أن هذه الانتهاكات والجرائم تؤثر على الأمن والاستقرار بالمنطقة، وهو ما ظهر جلياً خلال العامين الماضيين، مشدداً على ضرورة أن تخرج القمة بقرارات صريحة تُعلن التضامن مع قطر وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب التأكيد على دعم الشعب الفلسطيني، مع توجيه رسالة واضحة بأنه لا سلام عربياً وإسلامياً مع إسرائيل طالما لم يتم تنفيذ حل الدولتين على الأرض.

وحدة الصف
من جانبه، قال الكاتب والإعلامي والأكاديمي القطري، الدكتور عبدالله فرج المرزوقي، إن انعقاد هذه القمة الطارئة جاء لبحث العدوان الغاشم على دولة عربية وإسلامية مسالمة تسعى دائماً إلى السلام وتعمل على توحيد الصفوف في أي بقعة من بقاع الأرض، مؤكداً أن إسرائيل بهذا الاعتداء تجاهلت كل القرارات الأممية. وأوضح المرزوقي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الهجوم يعد تهديداً مباشراً وإعلان حرب على جميع الدول العربية والإسلامية، مشدداً على أن اجتماع القادة في الدوحة يؤكد وقوفهم صفاً واحداً للدفاع عن السيادة العربية، وإعلان استمرار دعمهم للقضية الفلسطينية.وأشار إلى أن قطر بذلت منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023 جهوداً دبلوماسية وسياسية لتقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحركة «حماس»، حيث استضافت جولات مفاوضات بالتعاون مع مصر وأميركا، للوصول إلى سلام دائم وحل لوقف الحرب وإطلاق الرهائن، ونجحت في إطلاق سراح العديد من الرهائن.

مواقف شجاعة
أما الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني زيد الأيوبي فأكد أن قمة الدوحة ليست شكلية، وإنما تأتي في توقيت حساس جداً ولحظة حاسمة مصيرية تمر بها الأمة العربية في ظل العدوان الإسرائيلي على سيادة دولة قطر.
وأوضح الأيوبي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الاعتداء على قطر وسيادتها ليس موجهاً إليها وحدها، بل هو اعتداء على العرب جميعاً، متوقعاً أن تصدر عن القمة مواقف حاسمة تشمل معاقبة إسرائيل سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً وقانونياً، وإعادة الاعتبار للتضامن العربي.
وشدد الأيوبي على أن هذه القمة من أهم القمم على الإطلاق في تاريخ الأمة العربية، وأن المواطن العربي ينتظر منها مواقف حاسمة وملزمة ورادعة للعدوان الإسرائيلي الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء واعتدى على الأخلاق وانتهك الأعراف الدبلوماسية والقانون الدولي وسيادة الدول، خصوصاً وأن قطر دولة وسيطة وليست طرفاً في الحرب على غزة. وأشار إلى أن انعقاد هذه القمة في موعدها رسالة واضحة للإسرائيليين وحلفائهم وللعالم أجمع بأن الأمة العربية قادرة على التوحد في اللحظات الحاسمة، وأنها على قلب رجل واحد ومتكاتفة ومتضامنة، مؤكداً أن حجم التضامن مع دولة قطر تجاه العدوان عليها غير مسبوق عربياً.

حدث استثنائي 
وفي السياق ذاته، أكد المحلل السياسي اللبناني أحمد عياش أن انعقاد القمة يمثل حدثاً استثنائياً كبيراً على المستويين الإقليمي والدولي، خاصة أن العدوان الآثم على قطر أثار موجة استنكار واسعة عربياً وإسلامياً ودولياً.
وقال عياش، في تصريح لـ«الاتحاد»: إن الدعوة لعقد القمة شكلت عنواناً كبيراً لأي تحرك دبلوماسي عربي وإسلامي، ورسمت الأفق السياسي بإدانة عدوان إسرائيل تجاوز قواعد السلوك الدولي ويستحق المحاسبة، مؤكداً في الوقت نفسه أن قطر لم تتخل عن دورها التاريخي في الوساطة لخدمة مصالح الشعب الفلسطيني.

موقف حازم
من جانبها، أوضحت الدكتورة سلمى السعيدي، الأستاذة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية في الجامعة التونسية، أن قمة الدوحة تأتي في توقيت شديد الحساسية، مشددةً على أن القمة ليست مجرد اجتماع بروتوكولي، بل إعلان واضح عن قدرة الأمة العربية والإسلامية على توحيد مواقفها في مواجهة التحديات.
وأكدت السعيدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن أي اعتداء على قطر هو اعتداء على جميع العرب والمسلمين، وأن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي للأمة، مشددةً على أن المرحلة الراهنة تستدعي خطوات عملية تُعيد الثقة للشعوب، وتؤكد جدية العمل والتضامن العربي والإسلامي المشترك.
وطالبت القادة والزعماء باتخاذ إجراءات عملية تشمل تحريك القضايا ضد إسرائيل أمام مجلس الأمن والمحاكم الدولية، ودراسة خيارات الضغط الدبلوماسي والاقتصادي عليها، وتعزيز الدعم المباشر لقطر على مختلف المستويات، وتشكيل لجنة عربية إسلامية للتحرك دولياً لضمان تنفيذ القرارات.

Advertisements