شكرا لقرائتكم خبر عن عقوبات قاسية بحق جنود إسرائيليين يرفضون العودة للقتال في غزة وسط تزايد الصدمات النفسية والان مع التفاصيل
عدن - ياسمين التهامي - عقوبات قاسية بحق جنود إسرائيليين يرفضون العودة للقتال في غزة وسط تزايد الصدمات النفسية

في مؤشر جديد على التحديات النفسية المتزايدة التي يواجهها الجنود الإسرائيليون في قطاع غزة، أفادت وسائل إعلام عبرية أن الجيش الإسرائيلي فرض عقوبات مشددة على أربعة جنود من لواء "ناحال"، شملت السجن والإبعاد عن الخدمة القتالية، بعد رفضهم العودة إلى القتال.
الجنود أشاروا إلى معاناتهم من صدمات نفسية عميقة نتيجة العمليات العسكرية المستمرة.
تفاصيل الرفض والعقوبات
وفقاً لتقرير قناة "مكان" العبرية، أبلغ الجنود قادتهم أنهم غير قادرين نفسياً على العودة إلى القطاع بعد مشاركتهم في جولات قتالية متعددة. ورغم أن تقريراً طبياً أكد أهليتهم البدنية والعقلية للخدمة، إلا أن الجيش اتخذ قراراً بمعاقبتهم، مما يثير تساؤلات جدية حول الضغوط النفسية التي يتحملها الجنود في ظل الحرب الدائرة.
تأتي هذه الحادثة في وقت يواجه فيه الجيش الإسرائيلي تحديات متزايدة، بما في ذلك نقص القوى البشرية نتيجة الإرهاق وارتفاع حالات الرفض. وتشير تقارير إلى ظهور ظاهرة جديدة تُعرف بـ"الرفض الرمادي"، حيث يلجأ بعض الجنود إلى استخدام أعذار صحية أو عائلية لتجنب العودة إلى جبهة القتال، مما يزيد من تعقيد جهود الجيش في استمرار عملياته.
منذ 7 أكتوبر 2023، تشهد غزة تصعيداً عسكرياً مكثفاً أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتدمير واسع للبنية التحتية. في المقابل، يواجه الجيش الإسرائيلي خسائر في صفوفه وتزايداً في حالات الإرهاق النفسي والبدني بين الجنود، خاصة جنود الاحتياط الذين استُدعوا لفترات طويلة. لواء "ناحال"، أحد أبرز ألوية المشاة، شارك بكثافة في العمليات البرية، مما عرّض أفراده لضغوط نفسية وعملياتية هائلة.
ففي مايو 2025، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن 11 جندياً من الكتيبة 50 في لواء "ناحال" رفضوا العودة إلى غزة، وحُكم على ثلاثة منهم بالسجن مع وقف التنفيذ.
دراسة أجرتها جامعة تل أبيب في مايو الماضي كشفت أن حوالي 12% من جنود الاحتياط الذين شاركوا في العمليات بغزة يعانون من أعراض حادة لاضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، مما يجعلهم غير قادرين على مواصلة الخدمة العسكرية. هذه الأرقام تؤكد أن حالة الجنود الأربعة ليست معزولة، بل هي جزء من ظاهرة متنامية من الرفض، سواء لأسباب نفسية أو أخلاقية، تتزامن مع تصاعد الجدل حول استمرار الحرب وتأخر مفاوضات تبادل الأسرى.
تتزامن هذه التطورات مع ضغوط دولية مكثفة على إسرائيل وحركة "حماس" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في ظل إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استمرار العمليات العسكرية.