كتبت: ياسمين عمرو في الخميس 11 سبتمبر 2025 11:08 مساءً - في هذا اللقاءِ الحصري مع «الخليج 365»، تتحدَّثُ النجمةُ العالميَّةُ سكارليت جوهانسون عن أولى مشاركاتها في سلسلةِ أفلامِ «جوراسيك»، وتكشفُ تفاصيلَ رحلتها من الحلمِ إلى الواقع، وكيف جسَّدت شخصيَّةَ «زورا بينيت»، وهي العميلةُ التي تواجه ماضيها وسطَ فوضى الديناصورات. Jurassic World Rebirth، يعيدُ السلسلةَ إلى جذورها: جزيرةٌ منعزلةٌ، ديناصوراتٌ لا ترحم، وأبطالٌ لا خيارَ أمامهم سوى النجاة.
سكارليت جوهانسون

كيف علمتِ للمرَّةِ الأولى عن فيلمِ Jurassic World Rebirth؟
على مدارِ 15 عاماً، كنت أتابعُ عن كثبٍ كلَّ ما يخصُّ سلسلةَ «جوراسيك». في كلِّ مرَّةٍ، أسمعُ فيها شائعةً عن جزءٍ جديدٍ، أتواصلُ فوراً مع فريقي، وأقولُ لهم: «أنا ما زلتُ متاحةً لفيلمِ جوراسيك!». بصراحةٍ، الانضمامُ إلى هذه العائلةِ السينمائيَّةِ، كان حلماً، يرافقني منذ طفولتي.
ما ذكرياتُ الطفولةِ التي تأتي إلى ذهنكِ عن هذه السلسلة؟
نشأتُ على مشاهدةِ الأفلامِ الأصليَّة، وأتذكَّرُ أن من تجاربي السينمائيَّةِ الأولى حينما شاهدتُ Jurassic Park للمرَّةِ الأولى. كنتُ في العاشرةِ أو الـ 11 وقتها، وانبهرتُ به تماماً. المؤثِّراتُ الصوتيَّةُ، كانت هائلةً، والتأثيراتُ البصريَّةُ أيضاً. لم أشاهد مثلها من قبل. أمَّا الديناصوراتُ، فبدت واقعيَّةً بشكلٍ لا يُصدَّق! لقد كانت تجربةً لا تُنسى، ورافقتني طوالَ حياتي.
عليه، حينما سمعتُ أنهم سيعيدون إطلاقَ الفيلمِ برؤيةٍ جديدةٍ، ومنظورٍ مختلفٍ، شعرتُ بحماسٍ شديدٍ. أحسستُ أن هذه ستكون فرصتي لأجدَ دوراً، يُناسبني فعلاً، وعندما اكتشفتُ أن هناك دوراً فعلياً، غمرتني السعادة.
هل تواصلتِ مع ستيفن سبيلبرج، مخرجِ السلسلة؟
نعم. طلبتُ لقاءً معه في نيويورك بعد أن سمعت عن المشروع. سبق أن التقينا اجتماعياً، لكنْ هذه كانت المرَّةَ الأولى التي نتحاورُ فيها مهنياً.
تحدَّثنا لساعاتٍ، وفي لحظةٍ، قال لي مازحاً: «أعتقدُ أننا هنا للحديث عن جوراسيك». فأجبته فوراً: «أنا مستعدَّةٌ أن أموتَ في أوَّلِ خمسِ دقائقَ فقط لأكون في الفيلم!». أخبرتُه بأنني حلمتُ بذلك منذ الطفولةِ، وقلتُ: «لا أعرفُ التفاصيل، لكنْ يكفيني أن ديفيد كويب، كتبَ النص». تفاجأ بحماسي، ومن هناك بدأنا الحديثَ الجدي عن المشروع. خرجتُ من اللقاءِ وأنا أشعرُ بأن الحلمَ قد يصبحُ حقيقةً.
ما كان انطباعُكِ عند قراءةِ السيناريو؟
ما شدَّني في سيناريو كويب، هو مدى تعقيدِ شخصيَّةِ «زورا»، وواقعيَّتها. هي ليست مجرَّد شخصيَّةٍ، تتبعُ الأحداث، بل هي التي تتَّخذُ قرارَ الدخولِ في هذه المهمَّة. «زورا» امرأةٌ قويَّةٌ، مرَّت بالكثير، وتملك خلفيَّةً عسكريَّةً بوصفها عميلةً خاصَّةً. عندما نلتقي بها، تكون في مفترقِ طرقٍ. عملت في هذا المجالِ لـ 20 عاماً، لكنَّها وصلت إلى حالةٍ من الإرهاقِ العاطفي، لذا تُمثِّل هذه المهمَّةُ لها فرصةً لإعادة تقييمِ حياتها، وتضعها في مواجهةِ قراراتٍ حقيقيَّةٍ. تحدَّثتُ مع ديفيد كثيراً عن أشياءَ، تفتقدها «زورا»، وما الذي ضحَّت به من أجل الآخرين، وهل هي مستعدَّةٌ أخيراً لاختيارِ شيءٍ لنفسها.
ما أبرزُ ما يُميِّز شخصيَّةَ «زورا بينيت» من وجهةِ نظركِ؟
الجميلُ في «زورا»، أنها ليست مجرَّد شخصيَّةٍ، تتفاعلُ مع الحدث، بل وتقودُه أيضاً. هي امرأةٌ، تحملُ تاريخاً طويلاً من المهمَّاتِ الخاصَّة، ونراها في لحظةٍ مفصليَّةٍ من حياتها، تُعيد تقييمَ اختياراتها. لم تعد هناك بطولاتٌ تقليديَّةٌ، بل هناك امرأةٌ مرهقةٌ، قويَّةٌ، تواجه ماضيها، وتُقرِّر أن تختارَ شيئاً لنفسها للمرَّةِ الأولى منذ أعوامٍ طويلةٍ.
ما الذي يدورُ حوله الفيلمُ بشكلٍ عامٍّ؟
القِصَّةُ تتبعُ فريقاً متخصِّصاً، يُرسَلُ في مهمَّةٍ لجمعِ عيِّناتِ DNA من ثلاثةِ أنواعٍ من الديناصورات: من الأرضِ، والبحرِ، والجوِّ. الشركةُ التي تموِّلُ العمليَّة، تدَّعي أنها تعملُ على تطويرِ علاجٍ للقلب، لكنْ سرعان ما نُدرِك أن الأمورَ ليست كما تبدو. المهمَّةُ التي بدأت بوصفها رحلةً علميَّةً، تتحوَّلُ إلى معركةٍ للبقاء.
في رأيكِ، ما الذي يجعلُ هذا الجزءَ مختلفاً عن الأجزاءِ السابقة؟
عالمُ «جوراسيك»، أصبح ضخماً جداً عبر الأعوام. لقد تطوَّرَ من حديقةٍ إلى شيءٍ هائلٍ، لكنْ Rebirth، يعيدُ كلَّ شيءٍ إلى الجذور. له طاقةُ «فيلم نجاة» شبيهةٌ بالفيلمِ الأوَّل.
مجموعةٌ من الناسِ على جزيرةٍ، محاصرون، ماذا يفعلون، وكيف ينجون؟
هناك شيءٌ حميمي جداً فيه. يعودُ لما جعلَ الفيلمَ الأوَّلَ رائعاً: التوتُّرُ، الدهشةُ، وخطرُ المواجهةِ مع هذه الكائنات.
يمكنك أيضًا الاطلاع على فيلم song sung blue لهيو جاكمان وكيت هدسون.. القصة وتفاصيل العمل

هل ساعدتكِ خلفيَّتُكِ الطويلةُ في أفلامِ «الأكشن» أثناءَ التحضيرِ للدور؟
بشكلٍ كبيرٍ. خضتُ في الماضي تدريباتٍ عسكريَّةً، اشتملت على استعمالِ الأسلحةِ، وتدريباتِ القتال. كلُّها أفادتني هنا. في هذا الفيلمِ، تعلَّمتُ التسلُّقَ بالحبال، وصوَّرنا مشاهِدَ صعبةً وسطَ المستنقعاتِ والغاباتِ في تايلند. كان عليَّ أن أكون مستعدَّةً جسدياً ونفسياً تماماً.
كيف كانت تجربةُ التصويرِ في تايلند؟
كانت شاقَّةً ومذهلةً. كنا نعملُ وسطَ طبيعةٍ حقيقيَّةٍ قاسيةٍ: نباتاتٌ حادةٌ، طينٌ كثيفٌ، حرارةٌ عاليةٌ، وأحياناً حيواناتٌ غير متوقَّعةٍ، لكنْ النتيجةُ، كانت تستحقُّ كلَّ هذا العناء. الشاشةُ لا تكذب، وكلُّ ما تراه حقيقي، وكلُّ حركةٍ، حملت جهداً.
هل يمكن القولُ إن الديناصوراتِ في هذا الفيلمِ مختلفةٌ عمَّا سبق؟
تماماً. بعضها تمَّ التلاعبُ بجيناته، لذا تصرُّفاته غير متوقَّعةٍ.
منذ لحظةِ وصولنا إلى الجزيرة، كان هناك شعورٌ غامضٌ بأن الأمورَ لن تسير كما خطَّطنا، وهذا ما يصنعُ التوتُّرَ الحقيقي في الفيلم.
كيف تصفين العملَ مع المخرجِ جاريث إدواردز في هذا الفيلم؟
جاريث مخرجٌ فريدٌ. هو يملك رؤيةً بصريَّةً عميقةً، وكان أحياناً، يحملُ الكاميرا بنفسه. تشعرُ وكأنَّ الفيلم، يُعرَضُ داخلَ رأسه، والمذهلُ أنه يشرحُ الأمورَ بطريقةٍ بسيطةٍ، ويمنحك مساحةً للإبداع. إضافةً إلى ذلك، هو مضحكٌ جداً، وهذا مهمٌّ في موقعِ تصويرٍ متوتِّرٍ مثل هذا.
ماذا عن علاقتكِ ببقيَّةِ فريقِ العمل؟
كانت رائعةً. العملُ مع ممثِّلين مثل جوناثان بيلي، ماهرشالا علي، وبشير، وغيرهم، شكَّل تجربةً مهنيَّةً وإنسانيَّةً مميَّزةً. أمَّا العائلةُ في الفيلم: مانويل، ديفيد، لونا، وأودرينا الصغيرة، فقد أبدعوا. أودرينا تحديداً كانت مفاجأةً. هي صغيرةٌ، لكنَّها تملك تركيزاً مذهلاً، وأداؤها كان نابضاً بالحياة.
كيف صمَّمتم الشكلَ الخارجي لشخصيَّةِ «زورا»؟
الهدفُ، كان إظهارَ «زورا» بوصفها امرأةً، تنجو كلَّ يومٍ. لا مكياج، لا لمساتٍ تجميليَّة. فقط طينٌ، عرقٌ، جروحٌ، ودمٌ. كنت أصلُ إلى موقعِ التصويرِ نظيفةً، وبعد دقائقَ، أتحوَّلُ إلى امرأةٍ، عاشت أيَّاماً في الغابة! الفريقُ، اهتمَّ بكلِّ تفصيلةٍ من لونِ البشرةِ إلى ملمسِ العرقِ، وحتى طريقةِ تقشُّرِ الجلد.
كيف تُقيِّمين العملَ الفنِّي من ناحيةِ الديكورات؟
مذهلٌ. الديكوراتُ، لم تكن مبهرةً بصرياً فقط، بل وكانت واقعيَّةً أيضاً بشكلٍ لافتٍ. في أحدِ مواقعِ التصوير، نظرتُ حولي، وقلت: لحظة، في أي زمنٍ نحن؟ كان هناك راديو قديمٌ، وميكرويف من زمنٍ آخر. لقد جعلني هذا، أشعرُ بأنني فعلاً أعيشُ هناك.
هل واجهتِ شيئاً لم تتوقَّعيه خلال التصوير؟
نعم، تفاجأتُ بمدى بساطةِ الفيلمِ على الرغمِ من ضخامةِ الاسم. توقَّعتُ عملاً ضخماً مملوءاً بالمؤثِّرات، لكنْ ما وجدته، كان فيلماً حقيقياً، يعودُ إلى الجذور، ويتَّسمُ بالتوتُّرِ والمشاعر. كذلك، النصُّ كان مكتوباً بخفَّةٍ ذكيَّةٍ. يمكن أن تشعرَ بمتعةِ الكاتبِ بين السطور.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة الخليج 365 الديجيتال من خلال هذا الرابط