كتبت: ياسمين عمرو في الأحد 14 سبتمبر 2025 11:08 صباحاً - تشير عدة دراسات حديثة إلى أن هناك أكثر من 40 % من الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال -دون سن الخامسة- تحدث بسبب حوادث الاختناق؛ بالألعاب ذات القطع الصغيرة، والتي تخرج من أجزاء الألعاب القابلة للفك أو الأدوات المنزلية، ولحظات قليلة وتتغيّر حياة أسرة!
و الاختناق لا يقتصر على الألعاب ذات القطع الصغيرة فقط، بل يشمل كل ما يمكن أن يضعه الطفل في فمه مثل العملات المعدنية أو البطاريات الصغيرة، والتي تجذب الطفل لتذوقها خصوصاً إذا كانت ملونة، وارتباط كل هذا بعادة وضع كل شيء بالفم وبالمرح وغياب الحذر أحياناً.
لقاؤنا والدكتورة فايزة الطوخي أستاذة التربية لشرح وتوضيح الكثير من التفاصيل عن مخاطر الألعاب الصغيرة لطفلك.
أسباب خطورة القطع الصغيرة

الألعاب وسيلة أساسية لنمو الطفل وإسعاده، لكن غياب الوعي بتحذيرات السلامة قد يحوّلها إلى كارثة.
القاعدة الذهبية عدم الاستهانة بحجم اللعبة، وكل واحدة يمكن أن تعلق بسهولة في حلق الطفل.
اجعلي اختيارك للألعاب مبنياً على الأمان أولاً ثم المتعة، وكوني دائماً حاضرة أثناء اللعب، فحياته أمانة بين يديك.
الأطفال بطبيعتهم فضوليون، ويميلون لاستكشاف الأشياء من حولهم بوضعها في أفواههم، وعندما تكون اللعبة صغيرة الحجم أو تحتوي على أجزاء قابلة للفصل، فإنها تصبح تهديداً مباشراً لحياتهم، والسبب:
ضيق المجرى التنفسي
حجم القصبة الهوائية لدى الأطفال أصغر بكثير من البالغين، ما يجعل أي جسم غريب يمكنه سدّ المجرى التنفسي بالكامل في ثوانٍ.
عدم قدرة الطفل على التصرف
الطفل غالباً لا يعرف كيف يتعامل مع الأزمة ولا يستطيع إخراج القطعة بنفسه، أو استدعاء أحد لإنقاذه.
صعوبة اكتشاف الخطر بسرعة
يحدث الاختناق في صمت في كثير من الأحيان، ودون أن يلاحظ الأهل إلا بعد فوات الأوان.
أكثر الألعاب خطورة

- الألعاب التي تحتوي على كرات صغيرة جداً، مثل كرات الزينة أو الألعاب التركيبية.
- الألعاب التي تضم بطاريات زرّية صغيرة، والتي إذا ابتلعها الطفل قد تؤدي إلى حروق داخلية خطيرة.
- البلالين، والتي قد يتمزق جزء منها ويعلق في الحلق، بجانب الألعاب ذات القطع المنفصلة القابلة للفك بسهولة.
الاختيار الآمن للألعاب

اختيار الألعاب لا يجب أن يعتمد على الشكل الجذاب أو السعر فقط، بل هناك قواعد أساسية يجب مراعاتها مثل:
الالتزام بالفئة العمرية: كل لعبة مكتوب عليها العمر المناسب، والأطفال دون سن الثالثة يحتاجون ألعاباً كبيرة الحجم وخالية من القطع المنفصلة، لهذا تأكدي من أن الأجزاء مثبتة جيداً وغير قابلة للفك بسهولة لأنها قد تسبب الاختناق أو الالتفاف حول الرقبة، مع تجنب الألعاب التي تحتوي على الحبال الطويلة.
قراءة التحذيرات بعناية: بعض الألعاب قد تبدو آمنة لكنها تحتوي على أجزاء صغيرة مخبأة.
10 قواعد للحماية والمراقبة

- الاحتفاظ بالأشياء الصغيرة الحجم كالبطاريات والدبابيس والخرز، بعيداً عن متناول الأطفال.
- استعمال سلات المهملات ذات الأغطية المحكمة، وتفريغها بسرعة ما أمكن.
- عدم تعويد الطفل على حمل النقود المعدنية في يده، والتجول بها بعيداً عن أنظاركم.
- انتقوا منها ما يناسب عمر الطفل؛ شرط ألا تحتوي على قطع صغيرة قابلة للفصل والتي تبلغ أبعادها أقل من 2 سم.
- تفحصوا ألعاب الطفل باستمرار وتخلصوا من التالف منها أو المعرضة لأن ينفصل منها قطع صغيرة.
- اجعلوا ألعاب الإخوة الأكبر سناً بعيدة عن متناول الصغير.
- المراقبة المستمرة أثناء اللعب، خاصة للأطفال دون سن الخامسة.
- تخزين الألعاب غير المناسبة بعيداً، واحرصي على فصل ألعاب الكبار عن الصغار.
- تعليم الطفل منذ الصغر؛ أن الألعاب لا توضع في الفم، وأن هناك خطورة من ذلك.
- إبعاد الأشياء الصغيرة الأخرى؛ مثل العملات المعدنية، الأزرار، الإبر، البطاريات الصغيرة.
خطة إسعاف عاجلة عند حدوث الاختناق

في حال لاحظتِ أن طفلك اختنق أثناء اللعب:
حافظي على هدوئك، الذعر يضيع الثواني الثمينة، وإذا كان الطفل يسعل أو يبكي، فلا تتدخلي، فالسعال هو أفضل وسيلة لإخراج الجسم الغريب.
إذا توقف عن التنفس:
للأطفال دون السنة، ضعيه على بطنه على ذراعك، واضربي بين كتفيه خمس ضربات قوية بكعب يدك، وللأطفال الأكبر، يمكن استخدام مناورة، بالضغط أسفل القفص الصدري.
اطلبي الإسعاف فوراً:
حتى لو بدا الطفل بخير بعد إخراج الجسم الغريب.
قصص من داخل المستشفيات
وصلت حالة طفل لم يتجاوز العامين ابتلع بطارية صغيرة من لعبة قديمة، ورغم سرعة نقله، تسببت البطارية في حرق جدار المريء وأدت إلى مضاعفات خطيرة، البطاريات الصغيرة من أخطر ما يمكن أن يبتلعه الطفل لأنها تتفاعل كيميائياً بسرعة مدمرة.
قصة أخرى: لطفلة ابتلعت خرزة صغيرة أثناء اللعب مع إخوتها، ولم يلحظ أحد حتى بدأت تتغير ملامح وجهها وتزرقّ، لحسن الحظ استطاعت والدتها تنفيذ الإسعافات الأولية حتى وصلت سيارة الإسعاف في الوقت المناسب.
لهذا يجب:
- تشديد الرقابة على جودة الألعاب المستوردة والمحلية.
- ضرورة عمل حملات توعية دورية في الحضانات والمدارس والإعلام.
- تدريب الأمهات على الإسعافات الأولية؛ لأن التدخل السريع ينقذ حياة الطفل.
*ملاحظة من "الخليج 365": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
