اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | هوسونو هارومي... الرجل الذي أعاد تشكيل الموسيقى اليابانية من الداخل!

  • اليابان | هوسونو هارومي... الرجل الذي أعاد تشكيل الموسيقى اليابانية من الداخل! 1/7
  • اليابان | هوسونو هارومي... الرجل الذي أعاد تشكيل الموسيقى اليابانية من الداخل! 2/7
  • اليابان | هوسونو هارومي... الرجل الذي أعاد تشكيل الموسيقى اليابانية من الداخل! 3/7
  • اليابان | هوسونو هارومي... الرجل الذي أعاد تشكيل الموسيقى اليابانية من الداخل! 4/7
  • اليابان | هوسونو هارومي... الرجل الذي أعاد تشكيل الموسيقى اليابانية من الداخل! 5/7
  • اليابان | هوسونو هارومي... الرجل الذي أعاد تشكيل الموسيقى اليابانية من الداخل! 6/7
  • اليابان | هوسونو هارومي... الرجل الذي أعاد تشكيل الموسيقى اليابانية من الداخل! 7/7

لأكثر من نصف قرن، ظل هوسونو هارومي يمضي بخطى واثقة في سماء الموسيقى اليابانية، كمغنٍ ومؤلف أغانٍ ومنتج لا يعرف التكرار. من تأسيسه لفرقة ”هابي إند“ التي أحدثت ثورة في موسيقى الروك اليابانية، إلى إبداعه في ”أوركسترا يلو ماجيك“ التي فتحت أبواب الموسيقى الإلكترونية على مصراعيها، وصولاً إلى أعماله المنفردة الغارقة في تأملات موسيقى الأمبينت، يشكّل هوسونو حالة فريدة من التنوع والابتكار. في هذه المقالة، يصحبنا الكاتب مونما يوسكي في رحلة فنية داخل عالم هوسونو، لاستكشاف جوهر منهجه الإبداعي وعبقريته المتجددة.

في عام 2024، احتفل النجم الموسيقي الياباني هوسونو هارومي بعامه الخامس والخمسين في عالم الموسيقى. وتشمل مسيرته الفنية الواسعة مشاركته في فرق مؤثرة مثل هابي إند وأوركسترا يلو ماجيك، وجلساته مع فرقة تين بان آلي، ومجموعة من الألبومات المنفردة، استكشف من خلالها مجموعة مذهلة من الأنواع الموسيقية، من الروك إلى الكانتري إلى الأمبينت والإلكترونيكا، وغيرها.

وفي تأمله لتجوالاته الموسيقية الواسعة، وصف هوسونو نفسه بسخرية بأنه موسيقي متجول. لكنه لم ينجرف بلا هدف بين أنماط موسيقية متنوعة، بل اتبع دائمًا فضوله وموهبته الإبداعية، مواكبًا موسيقاه مع العصر والاتجاهات السائدة. وفيما يلي، أستعرض لرحلة هوسونو الموسيقية الحرة لتسليط الضوء على شغفه العميق ورغبته الإبداعية الجامحة، اللتين كانتا الدافعين الرئيسيين لنجاحه.

قوة رائدة

أثار هوسونو إعجاب من حوله بمواهبه الموسيقية في وقت مبكر، مما أدى إلى ظهوره الأول عام 1969 أثناء دراسته الجامعية كعازف غيتار في فرقة ”أبريل فول“ لموسيقى الروك السايكدلية. ولكن هذا التعاون لم يدم طويلًا، لكنه دفع هوسونو إلى تجربة موسيقى الساحل الغربي لفرق مثل ”بافالو سبرينغفيلد“، وهي فرقة امتزجت فيها موسيقى الكانتري والفولك بعناصر من الموسيقى الأمريكية الأفريقية واللاتينية، وشعر بانجذاب شبه غريزي نحوها.

وحرصًا منه على إشباع هذه الرغبة الموسيقية، تواصل هوسونو مع ماتسوموتو تاكاشي، عازف طبول فرقة أبريل فول، وزملائه في الفرقة، لتشكيل فرقة جديدة على غرار فرقة بافالو سبرينغفيلد. وكانت النتيجة فرقة ”هابي إند“، التي ضمت هوسونو، وماتسوموتو، وأوتاكي إييتشي، وسوزوكي شيغيرو. وقامت الفرقة بجولات موسيقية وأنتجت ثلاثة ألبومات استوديو من عام 1969 وحتى أوائل سبعينيات القرن العشرين.

وبدلاً من تقليد موسيقى بوفالو سبرينغفيلد، سارت الفرقة على خطاهم في استكشاف المشهد الموسيقي والثقافي المحيط بها، سعياً وراء جذورها الغنائية الخاصة. وكان الإجماع السائد بين معظم فرق الروك المحلية آنذاك أن الأغاني يجب أن تكون باللغة الإنجليزية لتُعتبر روكاً أصيلاً. ولكن فرقة ”هابي إند“ ساهمت في دحض هذه الفكرة بتبنيها الراسخ للكلمات اليابانية، مما وضعها بين رواد موسيقى الروك اليابانية.

غلاف ألبوم ”كازيماتشي رومان“ لفرقة هابي إند عام 1971. (© يو آر سي ريكوردز/ سوني ميوزك ليبلز المحدودة)
غلاف ألبوم ”كازيماتشي رومان“ لفرقة هابي إند عام 1971. (© يو آر سي ريكوردز/ سوني ميوزك ليبلز المحدودة)

وبحلول الوقت الذي أصدرت فيه فرقة هابي إند ألبومها الثاني، وهو تحفة موسيقى الروك اليابانية ”كازيماتشي رومان“ الذي صدر في عام 1971، كانت اهتمامات هوسونو الموسيقية تتجه بالفعل نحو صوت مؤلفي الأغاني والمغنين الأمريكيين مثل جيمس تايلور، الذي كان صوته الجهير الدافئ وترتيباته الصوتية المميزة بمثابة نموذج لهوسونو في تطوير أسلوبه الصوتي الخاص.

وقد أصدر هوسونو ألبومه المنفرد الأول، ”هوسونو هاوس“، عام 1973، بعد فترة وجيزة من انفصال فرقة ”هابي إند“. وقد كان هذا العمل من أوائل الأمثلة على التسجيل المنزلي في اليابان، حيث سجل هوسونو الألبوم على معدات تسجيل أحضرها معه إلى مسكنه، وهو منزل سابق للجيش الأمريكي في منطقة تُعرف باسم ”أمريكان فيليج“ في مدينة ساياما، جنوب وسط محافظة سايتاما كانت تحظى بشعبية كبيرة بين الفنانين.

غلاف الألبوم المنفرد ”هوسونو هاوس“ الصادر عام 1973. (© Nippon.com)
غلاف الألبوم المنفرد ”هوسونو هاوس“ الصادر عام 1973. (© Nippon.com)

تروبيكال تريلوجي

كان مشروع هوسونو التالي هو فرقة ”تين بان ألي“. ومعهم، حوّل هوسونو تركيزه إلى التسجيل في الاستوديو، مُحاكيًا فرقة ”ماسل شولز ريذم سكشن“، وهي فرقة موسيقية شهيرة من ألاباما، تُعرف باسم ”السوامبرز“، عزفوا أغاني لنجوم مثل أريثا فرانكلين ورولينغ ستونز.

وقد قدمت فرقة ”تين بان آلي“ عروضًا على ألبومات لبعضٍ من أبرز فناني اليابان آنذاك، بما في ذلك ألبوم هيكوكيغومو (مسارات البخار) الأول للمغنية ماتسوتويا يومي (كان اسمها أراي آنذاك) عام 1973، وألبوم ”نياغرا مون“ لـ أوتاكي، زميله السابق في فرقة هابي إند، عام 1975. وساهم أسلوب الفرقة، الذي عُرف لاحقًا باسم ”أسلوب تين بان“، في تمهيد الطريق لما أصبح يُعرف لاحقًا بموسيقى البوب اليابانية - وهو نوع موسيقي استحوذ على اهتمام عشاق الموسيقى في أنحاء اليابان.

مجموعة من أعمال هوسونو، من ”هابي إند“ إلى ”تروبيكال تريلوجي“. (© Nippon.com)
مجموعة من أعمال هوسونو، من ”هابي إند“ إلى ”تروبيكال تريلوجي“. (© Nippon.com)

وفي هذه الأثناء، واصل هوسونو استكشاف المشهد الموسيقي بأعماله المنفردة. فبعد ألبوم ”هوسونو هاوس“، وجّه اهتمامه إلى الآلات الموسيقية والإيقاعات الغريبة، مازجًا أصواتًا من أماكن متباينة مثل نيو أورلينز وأمريكا اللاتينية والصين وأوكيناوا في نهج تجريبي أطلق عليه اسم ”الموسيقى الكثيفة“. وكانت النتيجة ألبوم ”تروبيكال تريلوجي“ الذي يتألف من ”تروبيكال داندي“ (1975)، و”بون فوياج كو“ (1976)، و”بارايسو“ (1978).

ورغم أن الصوت المبتكر للأغاني الثلاث لم يلاقِ صدىً لدى المستمعين، وحتى الموسيقيين، في البداية، إلا أن الأعمال كانت سابقةً لعصرها بكثير. وواصل هوسونو دفع موسيقاه القوية إلى آفاق جديدة، باحثًا عن أصوات جديدة آسرة، دامجًا إياها مع موسيقى الديسكو والموسيقى الإلكترونية الناشئة آنذاك، والتي تعتمد على أجهزة التوليف. وقد لاقت رؤيته صدى لدى زملائه الموسيقيين المخضرمين ساكاموتو ريويئتشي وتاكاهاشي يوكيهيرو، اللذين شكلا معًا فرقة ”أوركسترا يلو ماجيك“، أو ”واي إم أو“ (1978-1983)، وهي فرقة أحدثت ثورة في الموسيقى الإلكترونية في اليابان وخارجها.

من اليسار، هوسونو، ساكاموتو، وتاكاهاشي وهم في فرقة ”واي إم أو“. (© ريدفيرن/ غيتي إيميجيز/ كيودو)
من اليسار، هوسونو، ساكاموتو، وتاكاهاشي وهم في فرقة ”واي إم أو“. (© ريدفيرن/ غيتي إيميجيز/ كيودو)

الوصول للعالمية

تأثرت فرقة ”واي إم أو“ بشدة بفرقة كرافتويرك الألمانية، التي تُعتبر على نطاق واسع من رواد موسيقى البوب الإلكترونية. وقد عبّرت كرافتويرك عن هويتها الألمانية من خلال صوتها الإلكتروني، مما ألهم فرقة ”واي إم أو“ لاستكشاف هويتها الآسيوية أيضًا. وقد تجلّت ثمار هذا البحث في أغنية ”تكنوبوليس“، وهي المقطوعة الافتتاحية لألبوم ”واي إم أو“ الثاني ”سوليد ستيت سرفايفر“. وبدأت الفرقة الأغنية بالهتاف الصوتي الإلكتروني ”طوكيو“، وأعلنت بفخر أنها فرقة تُمثل موسيقى التكنوبوب في طوكيو.

غلاف ألبوم ”سوليد ستيت سرفايفر“ لفرقة ”واي إم أو“ لعام 1979. (© الفا ميوزك المحدودة/ سوني ميوزك ليبلز المحدودة)
غلاف ألبوم ”سوليد ستيت سرفايفر“ لفرقة ”واي إم أو“ لعام 1979. (© الفا ميوزك المحدودة/ سوني ميوزك ليبلز المحدودة)

وقد أصبحت فرقة ”واي إم أو“ ظاهرة عالمية في ثقافة البوب. حيث هيمنت على قوائم الأغاني في اليابان، ولفتت انتباه مستمعيها في الخارج، وخاصةً في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث انطلقت الفرقة في جولتين عالميتين.

وقد ساهم هوسونو وزملاؤه في تشكيل مسار موسيقى البوب اليابانية، ومع أدائهم وموهبتهم في كتابة الأغاني. ألّف هوسونو أغاني ناجحة لبعضٍ من أشهر نجوم البوب اليابانيين، مثل أغنية ”تينغوكو نو كيس“ للمغنية ماتسودا سيكو التي لاقت رواجًا كبيرًا عام 1983. إلا أن الشهرة كانت لها ثمن، إذ أثّر الاهتمام المستمر ومتطلبات الصناعة سلبًا على هوسونو جسديًا ونفسيًا.

وبعد فرقة ”واي إم أو“، ابتعد هوسونو عن موسيقى ”السينثبوب“ أو التكنوبوب وانغمس في عالم موسيقى الأمبينت الهادئة والتأملية. ويُعرف هذا النوع الموسيقي، الذي ابتكره ”برايان إينو“، أيضًا بالموسيقى البيئية، وكان له تأثير نفسي وشفائي على هوسونو، إذ وفّر له الحماية من صخب صناعة موسيقى البوب. وفي تناغماته الهادئة، وجد أيضًا وسيلةً لإضفاء منظور بيئي على إبداعاته، مما غيّر علاقته بالموسيقى إلى الأبد.

ومع مرور الوقت، أصبح هوسونو يعتبر نفسه ناقلًا للإبداع الموسيقي لا مصدره. وأعلن أن حتى أعماله الأكثر إبداعًا لا يمكن النظر إليها إلا ضمن السياق الأوسع للتاريخ والتقاليد الموسيقية، وهي فكرة شكلت جوهر نهجه الموسيقي في المستقبل.

العودة إلى موسيقى البوب الأمريكية

منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عاد هوسونو إلى جذوره، عازفًا موسيقى البوب الأمريكية، والكانتري، والبوغي-ووغي، وغيرها من أنماط موسيقى منتصف القرن العشرين التي عشقها في شبابه. وعلى المسرح وفي الاستوديو، جمع فنانين صاعدين - بعضهم من جيل أبنائه - ليحيوا حفلات حية ولإصدار ألبومات مثل ألبومه المنفرد ”هوسونوفا“ عام 2011 وألبوم ”هيفينلي ميوزك“ عام 2013، مستمتعًا بفرصة نقل الموسيقى التي ألهمته في شبابه.

وقد واصل هوسونو أيضًا العمل مع زملائه في فرقة واي إم أو. وعزف مع تاكاهاشي كثنائي في فرقة الموسيقى الإلكترونية ”سكيتش شو“، وانضم ساكاموتو لاحقًا إليهما لإعادة تشكيل فرقة واي إم أو، حيث عمل على مشاريع تسجيل مختلفة وقدّم عروضًا في اليابان وخارجها. وبشكل عام، ابتعد هوسونو عن الموسيقى الإلكترونية، مائلًا أكثر نحو الصوت الهادئ الذي تُقدّمه الآلات الصوتية. وحتى بعد عودة واي إم أو، عزفت الفرقة نسخةً أكثر هدوءًا ورقيًا من أسلوبها الإلكتروني المميز.

رحلة موسيقية مستمرة

هوسونو في مهرجان طوكيو السينمائي الدولي في أكتوبر/ تشرين الأول 2019. (© جيجي برس)
هوسونو في مهرجان طوكيو السينمائي الدولي في أكتوبر/ تشرين الأول 2019. (© جيجي برس)

وظلّ هوسونو رائدًا طوال مسيرته الفنية، مُبتكرًا أنواعًا موسيقية جديدة، مستكشفًا الأصوات الغريبة والمفاجئة وغير المألوفة التي أسرت دوافعه الإبداعية. ومع انتقاله من رحلة موسيقية إلى أخرى، أصبح يرى نفسه نقطةً بارزةً في تاريخ الموسيقى. وقد أضاف لمسته الفريدة إلى هذا المسار الموسيقي، مُكرّسًا نفسه للحفاظ على التقاليد الموسيقية.

وفي السنوات القليلة التي تلت انتهاء جائحة فيروس ، عاد هوسونو إلى المسرح مع فرقة موسيقية تضم موسيقيين شباب، من بينهم حفيده هوسونو يوتا الذي يعزف على ألة الباس (آلة موسيقية وترية تشبه الغيتار الكهربائي). وهو يعمل حاليًا على ألبوم جديد يضم أعمالًا أصلية، وهو الأول له منذ إصدار ألبوم ”هوتشونو هاوس“ عام 2019. ويمثل تسجيل وإرشاد الجيل القادم من الموسيقيين فصلًا جديدًا في إرثه الموسيقي المتواصل، والذي جلب له في عامه السادس والخمسين من مسيرته الفنية نوعًا جديدًا من البهجة.

(النص الأصلي نُشر باللغة اليابانية، والترجمة من اللغة الإنكليزية. صورة الموضوع: من اليسار، أعضاء فرقة واي أم أو: ساكاموتو، هوسونو، تاكاهاشي في أحد العروض في إسبانيا في يونيو/ حزيران 2008. © رويترز)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | هوسونو هارومي... الرجل الذي أعاد تشكيل الموسيقى اليابانية من الداخل! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

قد تقرأ أيضا