القاهرة - سمر حسين - صحة
يعاني العديد من الأشخاص من حالة «رفة العين» بين الحين والآخر، وتتنوع الأسباب التي تقف وراءها، ويمكن أن ترتبط هذه الحالة بالإجهاد، قلة النوم، أو تناول كميات كبيرة من الكافيين، ومع ذلك، في بعض الحالات النادرة، قد تكون هذه الرفات إشارة إلى مشاكل صحية أكثر خطورة تتطلب علاجًا طبيًا.
الأسباب الشائعة لرفة العين
- الإرهاق:
وفي هذا السياق قال الدكتور محمد علي، استشاري الأمراض العصبية، لـ«الوطن»، أن الشخص عندما يكون تحت ضغط نفسي أو جسدي، تتأثر الأعصاب التي تتحكم في عضلات الجفن، وهذا يسبب «الحركات اللاإرادية أو الرفات»، لذا، يُنصح دائمًا بالبحث عن طرق لتقليل التوتر مثل التأمل أو ممارسة التمارين الرياضية.
- قلة النوم:
يعتبر قلة النوم أحد العوامل المهمة التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، وهو المسؤول عن حركة العين، إذ يقول الدكتور محمد علي ، أن حرمان الجسم من النوم يؤدي إلى زيادة نشاط الجهاز العصبي، مما قد يسبب تقلصات غير إرادية في عضلات العين، وينصح الدكتور عبد الفتاح بالحصول على 7-8 ساعات من النوم العميق يوميًا لتجنب هذا العرض.
- الإفراط في الكافيين:
الكافيين، الموجود في القهوة، الشاي، وبعض المشروبات الغازية، قد يكون أحد الأسباب الأكثر شيوعًا للرفة، يضيف الدكتور محمد علي أن الإفراط في تناول الكافيين يثير الجهاز العصبي، مما يزيد من احتمال حدوث الرفات، ويشير إلى أن تقليل تناول الكافيين يمكن أن يساعد في تقليل حدوث هذه التقلصات العضلية.
- جفاف العين:
تُعد جفاف العين من الأسباب التي تساهم في حدوث رفة العين فعندما تكون العين جافة، تصبح العضلات المحيطة بها أكثر حساسية وتعرضًا للحركة غير الإرادية، يُنصح باستخدام قطرات مرطبة للعين أو الحفاظ على بيئة رطبة لتقليل الجفاف.
هل رفة العين خطر؟
معظم حالات رفة العين ليست مقلقة وتزول من تلقاء نفسها بعد فترة قصيرة، ولكن إذا كانت الرفة مستمرة أو مصحوبة بمشاكل أخرى، مثل آلام في العين أو صعوبة في إغلاق العين، فقد يكون ذلك إشارة إلى حالة طبية أكثر تعقيدًا، ويقول استشاري الأمراض العصبية إذا استمرت رفة العين لأكثر من أسبوعين أو كانت مصحوبة بتغيرات في الرؤية، فمن الأفضل زيارة طبيب متخصص للتأكد من عدم وجود مشكلة صحية كامنة.
متى يجب زيارة الطبيب؟
عادة ما تختفي رفة العين في غضون أيام قليلة دون الحاجة لأي علاج، ولكن في حالات نادرة، قد تكون هذه الحالة نتيجة لأمراض عصبية مثل شلل الوجه النصفي أو التشنجات الوجهية، وإذا لاحظ الشخص أن الرفة مستمرة لفترة طويلة أو إذا كانت مصحوبة بتغيرات في عضلات الوجه أو صعوبة في التحدث أو التنفس، يجب استشارة الطبيب فورًا، ويضيف الدكتور محمد علي أن التغيرات العصبية المرافقة لرفة العين قد تشير إلى اضطرابات في الأعصاب تتطلب تشخيصًا وعلاجًا فوريًا.
علاج رفة العين
من جانبه قال استشاري طب العيون الدكتور سامي حسين، أنه في الغالب، يمكن معالجة رفة العين عبر اتباع بعض الخطوات البسيطة التي تساعد في تخفيف الأعراض منها:
الراحة والنوم
أهم خطوة يمكن اتخاذها هي الحصول على راحة كافية، ويُنصح بضرورة أخذ قسط كافٍ من النوم ليلاً، إذ يقول «حسين»، أن النوم الجيد يعتبر من أسس العلاج للتخفيف من رفة العين، فهو يسمح للجسم بإعادة شحن طاقته والتقليل من التوتر العصبي.
تقليل تناول الكافيين
إذا كانت الرفة ناتجة عن الإفراط في الكافيين، ينصح بتقليل تناول المشروبات المحتوية عليه، فيمكنك التقليل تدريجيًا من تناول القهوة أو المشروبات الغازية لتقليل التوتر العصبي الناتج عن الكافيين.
كمادات دافئة
الكمادات الدافئة على العين يمكن أن تساعد في تخفيف الرفة، حيث تعمل على إرخاء العضلات حول العين وتخفف من التوتر العصبي، وأشار الدكتور سامي حسين إلى أن تطبيق الكمادات يساعد على تدفق الدم بشكل أفضل إلى عضلات الجفن، مما يقلل من التشنجات.
مكملات المغنيسيوم
إذا كانت الرفة ناتجة عن نقص في المغنيسيوم، ينصح الأطباء بتناول مكملات المغنيسيوم بعد استشارة الطبي، إذ يعمل المغنيسيوم على تقوية الأعصاب والعضلات ويقلل من الحركات غير الإرادية، ويقول الدكتور محمد علي أن نقص المغنيسيوم قد يؤدي إلى تشنجات عضلية، لذلك مكملاته تساعد في تقليل هذه الحركات اللاإرادية.
العلاجات الطبية
في حالات رفة العين المستمرة أو الشديدة، قد يحتاج الشخص إلى تناول أدوية تُساعد في تقليل التشنجات العضلية، ويُمكن أيضًا أن يتم اللجوء إلى حقن البوتوكس في حالات معينة لعلاج التشنجات العضلية المستمرة، فحقن البوتوكس قد تكون خيارًا فعالًا في الحالات المستعصية التي لا تنجح العلاجات الأخرى معها.