القاهرة - سمر حسين - صحة

كشفت دراسة حديثة أن تناول كميات كافية من البوتاسيوم، يمكن أن يكون أكثر فعالية في خفض ضغط الدم، عن تقليل كميات الصوديوم «الملح» في النظام الغذائي، واعتمد الباحثون على تحليل بيانات غذائية وصحية لمجموعات سكانية مختلفة، وخلصوا إلى أن تناول أطعمة مثل الموز، الغني بالبوتاسيوم، يساعد على تحسين توازن السوائل داخل الجسم، وتنظيم نشاط الأوعية الدموية، بينما كان يُعتقد لسنوات أن تقليل الملح، الأسلوب الأساسي للسيطرة على ضغط الدم المرتفع، لتقدم الدراسة رؤية جديدة تؤكد أن تعزيز البوتاسيوم له أثرا أقوى في هذه الحالة، بحسب صحيفة «ذا إندبندنت» البريطانية.
البوتاسيوم سلاح غذائي فعال
تقول الدكتورة ندى عبدالعال، استشاري التغذية العلاجية، في تصريحات لـ«الوطن»، إن السيطرة على ضغط الدم لا تقتصر على تقليل تناول الملح فحسب، بل تعتمد بشكل أساسي على التوازن بين الصوديوم والبوتاسيوم، متابعة: «أننا في الحقيقة، نركز كثيرا على تقليل الصوديوم، لكن الأهم هو إدخال ما يوازنه، مثل البوتاسيوم الذي يعمل على توسيع الأوعية الدموية وتنظيم ضغط الدم بصورة طبيعية».
وتشير إلى أن العلاج الغذائي يجب أن يأخذ في الحسبان جميع العوامل المؤثرة، لا سيما العلاقة بين البوتاسيوم والصوديوم في الجسم، وهو ما يغفل عنه العديد من الناس.
دور الموز في خفض الضغط
تؤكد ندى، أن الموز يُعد من أهم مصادر البوتاسيوم الطبيعية، إلى جانب البطاطا، والأفوكادو، والسبانخ، وإدراج هذه العناصر، ضمن النظام الغذائي، بمثابة خطوة أساسية للوقاية من ارتفاع الضغط أو المساعدة على تخفيفه، لا سيما لدى من يعانون من المراحل الأولى للمرض.
وتضيف أن الموز ليس فقط فاكهة لذيذة، بل مصدرا غنيا بالبوتاسيوم، الذي يعزز من قدرة الجسم على التحكم في مستويات ضغط الدم، فمن خلال إحداث توازن بين نسبة الصوديوم والبوتاسيوم، يمكن تحسين آلية عمل القلب والأوعية الدموية.
وتوضح أن الموز يعزز صحة القلب بشكل غير مباشر من خلال التأثير على الأوعية الدموية، فالبوتاسيوم يساعد على ارتخاء الأوعية، ما يسهم في تخفيف الضغط على جدران الأوعية، إلى جانب دوره في تقليل ارتفاع الضغط، إذ يوفر الموز أيضا مصدرا غنيا بالألياف والفيتامينات، ما يجعله خيارا صحيا ومتعدد الفوائد.
وتابعت بأن إدخال الموز في النظام الغذائي اليومي، يمكن أن يساهم في تحسين التوازن البيولوجي للجسم وتخفيف مستويات الصوديوم الزائدة التي قد تكون وراء زيادة ضغط الدم، ولافتة إلى أن تناول الموز مع أطعمة أخرى غنية بالبروتين والألياف، يعزز من تأثيره بشكل أكبر.
تأثير التغذية الصحية على ضغط الدم
تؤكد استشاري التغذية العلاجية، أهمية تبني نمط حياة غذائي صحي كحل طويل الأمد، موضحة أن الضغط المرتفع، يُعد أحد أهم عوامل الخطر لأمراض القلب والأوعية الدموية، لذا يجب أن ننظر إلى النظام الغذائي كأداة وقائية وعلاجية في آن واحد.
وتواصل بأننا يجب أن نُراعي التوازن في استهلاك الموز، إذ أن الإكثار من تناول السكر أو الفاكهة، قد يؤدي إلى مشكلات أخرى، مثل زيادة الوزن أو اضطرابات السكر، مشددة على ضرورة تقليل الأطعمة المصنعة التي تحتوي على مستويات عالية من الصوديوم، وهي السمة الغالبة في الوجبات الغربية.