تشهد هذه الأيام ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة، خاصة خلال ساعات الذروة، ما يزيد من خطر التعرض للإجهاد الحراري، وهو أحد أخطر المضاعفات الصحية المرتبطة بفصل الصيف، ومع تزايد التحذيرات من الأرصاد الجوية ووزارة الصحة، أصبح من الضروري رفع الوعي بالإسعافات الأولية التي يجب اتباعها فور ظهور أعراض الإجهاد الحراري، لتفادي المضاعفات الخطيرة مثل ضربة الشمس أو حتى الوفاة.

إسعافات أولية ضرورية للإجهاد

أكد الدكتور إسلام رشاد، استشاري الباطنة في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنّ الإجهاد الحراري يحدث غالبًا بسبب التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة، خاصة في أوقات الذروة بين الثانية والرابعة عصرا، أو نتيجة بذل مجهود بدني شاق في أجواء حارة ورطبة.

وأوضح أنّ أعراض الإجهاد الحراري تشمل التعرق الشديد، تسارع ضربات القلب، انخفاض ضغط الدم عند الوقوف، الشعور بالإرهاق، الدوار، الغثيان، الصداع، وتشنجات العضلات، مضيفًا أن تجاهل هذه الأعراض قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل ضربة الشمس، التي تهدد الحياة وتستدعي التدخل الطبي الفوري.

ونصح بضرورة إيقاف أي نشاط بدني فورا عند الشعور بأي من الأعراض السابقة، والانتقال إلى مكان بارد أو مظلل، وخلع الملابس الزائدة لتسهيل تبريد الجسم، كما شدد على أهمية تبريد الجسم سريعا، سواء باستخدام كمادات باردة على الرأس والرقبة وتحت الإبطين، أو برش الجسم بالماء البارد، أو حتى الغمر في حمام ماء بارد إذا أمكن، وأكد أن شرب الماء أو السوائل الباردة أمر ضروري لتعويض الفاقد من السوائل والأملاح، مع تجنب المشروبات المنبهة أو السكرية بكثرة.

علامات لا تتجاهلها

وأشار إلى أنه إذا لم تتحسن الأعراض خلال 10 دقائق من هذه الإسعافات، أو ظهرت علامات الارتباك أو فقدان الوعي، يجب الاتصال بالإسعاف فورًا، لأن التأخر في العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل تلف الأعضاء الحيوية أو الغيبوبة، ولفت إلى أنّ الفئات الأكثر عرضة للإجهاد الحراري هم الأطفال، وكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة مثل القلب والسكري، والعاملين في الأماكن المفتوحة.

وأوصى بضرورة الابتعاد عن التعرض المباشر للشمس وقت الذروة، وارتداء ملابس قطنية خفيفة وفاتحة اللون، واستخدام المظلات الشمسية، والحرص على التهوية الجيدة في المنازل وأماكن العمل، كما شدد على أهمية مراقبة لون البول كدليل على ترطيب الجسم، وتناول كميات كافية من الماء يوميًا، وعدم ترك الأطفال أو كبار السن في السيارات المغلقة أبدًا.