الارشيف / الرائج

سنن مميزة يُفضل الالتزام بها في اعتكاف الليالي العشر الأخيرة من رمضان كما كان يفعل النبي دائمًا

سنن مميزة يُفضل الالتزام بها في اعتكاف الليالي العشر الأخيرة من رمضان كما كان يفعل النبي دائمًا

الرياض - أميرة القحطاني - تعتبر العشر الأواخر من رمضان فترة زمنية محورية في حياة المسلمين، حيث تُعزز العبادة وتُبلغ ذروتها، مما يدفع المسلمين إلى الاغتنام الأفضل لأوقاتهم من خلال أعمال الخير والطاعة،وتشمل هذه الكثافة الروحية عادةً الاعتكاف في المساجد، وهو عمل نبوي يحظى بفضل عظيم وثواب جزيل،يسعى المسلمون خلال هذه الأيام إلى تحسين علاقتهم مع الله وإخلاص النية في العبادة، ساعين إلى نيل رضا الله والفوز بالأجر الكبير.

ما هو الاعتكاف

الاعتكاف هو عبارة عن لزوم المسجد بنية مخصوصة لطاعة الله تعالى، ويتسم بأنه مشروع مستحب بموافقة أغلب أهل العلم،ووفقاً لما رواه الإمام أحمد عن أبو داود، فقد قال “لا أعلم عن أحد من العلماء إلا أنه مسنون”،كما أشار الزهري رحمه الله إلى أهمية هذا الفعل بقوله “عجباً للمسلمين! تركوا الاعتكاف، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم، ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل”،يدل ذلك على أن الاعتكاف هو تقربٌ لله في أوقاته الهامة.

سنن مستحبة في اعتكاف العشر الأواخر من رمضان

هناك عدة سنن مستحبة ينبغي للمعتكف أن يحرص عليها خلال اعتكافه، ومن ضمنها تحري ليلة القدر، والخلوة لله عز وجل، والابتعاد عن الناس لتحقيق الأنس بالله وذاته،كما يُفضّل الإقبال على الله والإحساس بالسكينة من خلال الانقطاع عن كل مظاهر الحياة اليومية،بالإضافة إلى ذلك، يُشجع المسلم على ممارسة العبادة الخالصة من صلاة وذكر وقراءة القرآن الكريم، مع الحرص على حفظ الصيام من كل ما قد يؤثر عليه.

شروط الاعتكاف

يشترط للاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان عدة شروط، ومن البديهيات أن يكون المعتكف مسلماً، حيث لا يصح اعتكاف كافر أو مرتد عن دينه،كما يجب أن يكون المعتكف مميزاً، أي يجب أن يكون قادراً على فهم معنى الاعتكاف،وكذلك يُشترط الطهارة من الحدث الأكبر مثل الجنابة والحائض، وأيضاً لابد من أن يُمارس في المسجد، وذلك استنادًا لقوله تعالى “ولا تُباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد”،يُفضل أن يُقام الاعتكاف في مسجد تُقام فيه صلاة الجمعة لعدم اضطرار المعتكف للخروج من المسجد.

آداب الاعتكاف

تتطلب آداب الاعتكاف التوجه إلى العبادة بصدق وتحقيق التفاعل الروحي أثناء تلك الأيام الفضيلة،يُستحب للمعتكف التركيز على الصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله،كما ينبغي تجنب الأقوال والأفعال التي قد تؤخر المبتغى، مثل كثرة الكلام الجدلي أو الشجارات،يُفضل الاعتدال في الحديث؛ وذلك لأن كثرة الكلام قد تؤدي إلى السقوط في المحرمات،ينبغي أيضاً الابتعاد عن أي جدال أو فحش أو سبّ، حيث إن هذا يتنافى مع روح الاعتكاف.

في الختام، يمثل اعتكاف العشر الأواخر من رمضان فرصة للمسلمين لتجديد إيمانهم وتعزيز علاقتهم بالله،تعتبر هذه العبادة من السنن العظيمة التي دعا إليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مما يجعلها من الأمور التي توقظ الروح وتجدد العهد مع الله،إذ تسهم في طاعة الله وتوجه القلوب نحو الخير،لذلك، ينبغي لكل مسلم أن يستغل هذه الفترة بما فيه الفائدة، لتحقيق تقرب أكبر لله والاستزادة من الحسنات القصوى.

Advertisements