الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من واشنطن: في تصعيد ناري جديد، شنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجومًا لاذعًا على زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، متهمًا إياه بالابتزاز السياسي، بعد تعثر المفاوضات بشأن المصادقة على ترشيحات السلطة التنفيذية.

وتفجّرت الأزمة إثر انهيار الاتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين، ما تسبب في تجميد عشرات الترشيحات الرئاسية، ودفع بمجلس الشيوخ إلى مغادرة واشنطن لعطلته الصيفية دون التصويت عليها، وهو ما أثار غضب ترامب.

عبر منصته "تروث سوشيال"، اتهم ترامب شومر بابتزاز الحزب الجمهوري عبر المطالبة بأكثر من مليار دولار للموافقة على عدد محدود من المرشحين الذين وصفهم بأنهم "مؤهلون للغاية"، مضيفًا: "إنه طلب فاضح وغير مسبوق، وسيشكّل عارًا على الجمهوريين إذا رضخوا له. قولوا لشومر أن يذهب إلى الجحيم!". واتهم الرئيس السابق السيناتور الديمقراطي بأنه خاضع لضغوط من الجناح الراديكالي داخل حزبه، ومارس "ابتزازًا سياسيًا" لتعطيل إدارته.

وفي ظل هذا الجمود، اشتكى العديد من الجمهوريين من أن أكثر من 130 مرشحًا لا يزالون عالقين دون تصديق، رغم أن هذه الترشيحات عادةً ما تمر عبر تصويت صوتي سريع. وأشار زعيم الأغلبية الجمهورية، جون ثيون، إلى أن أي رئيس أميركي في العصر الحديث لم يواجه هذا النوع من العراقيل، مؤكدًا أن المفاوضات مع شومر كانت تتجه أحيانًا إلى اتفاق، قبل أن تنهار مجددًا بسبب مطالب الديمقراطيين بإعادة تفعيل تمويلات سبق أن أوقفها ترامب، منها مساعدات خارجية ودعم للمعهد الوطني للصحة.

بعض الجمهوريين ناقشوا علنًا خيار "تفجير القواعد"، أي تعديل اللوائح لحرمان الديمقراطيين من أدوات العرقلة، لكن الانقسام داخل الحزب حول الحفاظ على التقاليد البرلمانية حال دون التوصل إلى قرار. ثيون وافق على عقد جلسات شكلية فقط خلال العطلة، لمنع الرئيس من القيام بتعيينات دون مصادقة المجلس.

ومع تصاعد الإحباط في صفوف المشرعين، خرج ترامب داعيًا الجمهوريين إلى رفض الاتفاق والعودة إلى دوائرهم الانتخابية لشرح "مدى فشل الديمقراطيين ونجاحات الجمهوريين"، مضيفًا: "لتجعلوا أميركا عظيمة من جديد!!!".

من جهته، رد شومر عبر منصة X مؤكدًا أن الديمقراطيين لن يسمحوا بتمرير مرشحي ترامب "غير المؤهلين تاريخيًا"، وسخر من أسلوب الرئيس السابق بالقول: "المراوغة، التملق، ضرب القدم بالأرض... ثم الاستسلام".

المعركة لم تنته بعد. ومع اقتراب موعد استئناف الجلسات في سبتمبر، يواجه الكونغرس تحديًا جديدًا يتعلق بتمويل الحكومة لتفادي إغلاقها في الأول من أكتوبر. ورغم إقرار ثلاثة فقط من أصل 12 مشروع قانون مطلوب، إلا أن بعض الجمهوريين رأوا في هذا تقدّمًا، كونه أول إنجاز مشابه منذ عام 2018، بحسب السناتور سوزان كولينز.