الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من باريس: يتحرّك النظام السوري الجديد متحرّرًا من إرث الأيديولوجيات، متجاوزًا العداء مع إسرائيل، ساعيًا إلى ضمان الاستقرار في رحلة إعادة بناء سوريا. وفي هذا الإطار، التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وفدًا إسرائيليًا في باريس، يوم الثلاثاء، لبحث عدد من الملفات المتعلقة بخفض التصعيد وتعزيز الاستقرار في المنطقة، في اجتماع تم برعاية أميركية.
وذكرت المصادر السورية الرسمية أن النقاشات ركزت على وقف التدخل في الشأن السوري الداخلي، وتعزيز الاستقرار في الجنوب السوري، ومراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وإعادة تفعيل اتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974، الذي ينص على وقف الأعمال القتالية بين سوريا وإسرائيل، وإشراف قوة أممية على المنطقة المنزوعة السلاح.
وأشارت وكالة الأنباء السورية إلى أن المحادثات تأتي في إطار "الجهود الدبلوماسية الأميركية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها".
لم يكن هذا اللقاء الأول بين السوريين والإسرائيليين
ويُعد اللقاء امتدادًا لاجتماع مماثل استضافته باريس أواخر تموز (يوليو) بين الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، في وقت تحدثت فيه مصادر دبلوماسية عن لقاءات مباشرة أخرى جرت بين الطرفين في العاصمة الأذربيجانية باكو.
وتأتي هذه التطورات غير المسبوقة عقب أعمال عنف دامية شهدتها محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية منتصف تموز (يوليو)، وأدّت إلى مقتل أكثر من 1600 شخص، معظمهم من أبناء الطائفة الدرزية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقد اندلعت الاشتباكات بدايةً بين مسلحين محلّيين وآخرين من البدو، قبل أن تتدخل القوات الحكومية وتتوسّع المواجهات، لتشن إسرائيل بعدها ضربات قرب القصر الرئاسي ومقر هيئة الأركان في دمشق.
وكانت واشنطن قد أعلنت في 18-19 تموز (يوليو) عن اتفاق على وقفٍ لإطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، في ظل تصاعد التوتر بعد غارات إسرائيلية متكررة وتوغلات عسكرية في الجنوب السوري، تزامنًا مع سقوط نظام بشار الأسد.