الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من القدس: نشرت قناة "i24 News" العبرية تقريرا خاض في تفاصيل محاولات اغتيال رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة غولدا مائير في نيويورك وروما وتحذير العميل المصري أشرف مروان.
وفي تقريرها قالت القناة العبرية إنه وبعد نصف سنة فقط من هجوم ميونخ الدموي الذي قتل فيه 11 رياضيا إسرائيليا، بدأ تنظيم "أيلول الأسود" يبحث عن انتقام.
ويضيف المصدر أن غولدا مائير التي أمرت بعملية "غضب الله" لتصفية المسلحين من عناصر التنظيم، أصبحت الهدف الأول وتعرضت لعدة عمليات اغتيال.
ووفقاً لشبكة RT الروسية نقلاً عن قناة "i24 News" الإسرائيلية، فإنه في المحاولة الأولى في شهر يناير (كانون الثاني) 1973 بروما، كان هناك مخططات لإطلاق صواريخ كتف "ستريلا" على طائرة غولدا في روما.
والصواريخ وصلت إلى إيطاليا مخبأة داخل سجاد، لكن العميل المصري المزدوج أشرف مروان، نقل تحذيرا إلى الموساد، وتمكن الإيطاليون من اعتقال الخلية قبل هبوط الطائرة بلحظات.
أما في المحاولة الثانية في 4 مارس (آذار) 1973 بنيويورك ووفق ما نشره المصدر، فقد وضع خالد الجواري وهو مسلح عراقي فلسطيني، ثلاث سيارات مفخخة محملة بـ"سمتكس" وغاز ونفط في مانهاتن وفي مطار كينيدي، وكان الهدف موكب غولدا مائير.
وأشارت القناة إلى أن أمرا لا يصدق حدث ووصفته بالمعجزة، حيث حاول خالد الجواري تشغيل العبوات لكنها لم تعمل. وأفادت القناة بأن عطلا تقنيا بسيطا مكن غولدا من المرور والنجاة من عملية الاغتيال.
ولم ينته هذا التزامن المذهل هنا، حيث جر مفتشو المرور في نيويورك بعد يومين وعن طريق الخطأ سيارتين إلى موقف الحجز دون أن يعرفوا أنهم ينقلون قنابل ضخمة.
ويوضح المصدر ذاته أن وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA) اعترضت رسالة مشفرة من العراق مع مواقع السيارات الثلاث، حيث داهم مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) وشرطة نيويورك وعثروا على جميع السيارات.
وبينت القناة "i24 NEWS" أن خبير المتفجرات الذي فكك العبوة الناسفة صرح بأنها كانت ستنتج كرة نار بارتفاع 20 مترا ونطاقا قاتلا بعشرات الأمتار، إذا انفجرت.
وفي ختام التقرير، تقول القناة إنه وبدون العطل الفني، وبدون مراقب المرور الصبور، وبدون اعتراض استخباراتي نادر، كان مارس 1973 سيسجل في تاريخ العالم كيوم كارثة رهيبة في قلب نيويورك.
وأشارت إلى أن القصة التي كشف عنها فقط في عام 2009 أي بعد 36 عاما من محاولات الاغتيال، تبدو كأنها فيلم هوليوودي إلا أنها حدثت فعلا.
من هو أشرف مروان "العميل المزدوج"؟
أشرف مروان.. مواليد 2 فبراير (شباط) 1944، وتوفي في 27 يونيو (حزيران) 2007، وهو سياسي ورجل أعمال مصري له خلفية بالعمل الاستخباراتي، وزوج منى جمال عبد الناصر ابنة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر.
ووفقاً لـ"ويكيبيديا" فقد اتهمت الصحف الإسرائيلية أشرف مروان بعد وفاته بأنه كان عميلا مزدوجا ما بين المخابرات المصرية والإسرائيلية.
وكتبت صحيفة يديعوت أحرونوت: أن إيلي زعيرا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي أثناء حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 وكبار قادة الموساد في ذلك الوقت والشاباك اعتبروا أن أشرف مروان كان عميلا مزدوجا، وأنه سبب إخفاقا تاما وكبيرا لمؤسسة الموساد، لكن هناك منتقدين لهذا التوجه قالوا أنه لا يوجد أساس لهذه النظرية.
وكتبت صحيفة معاريف: "أشرف مروان عميل مزدوج وكان سبباً في فشلنا في حرب أكتوبر (تشرين الأول)، وأيا تكون الأسباب وراء موته فإنه ترك بقعة سوداء تلوث تاريخ الجاسوسية في إسرائيل بعد أن خدعها وجعل من هذه المؤسسة أضحوكة"، وانتقدت معاريف بشدة الكشف عن اسم مصدر من قبل الدولة وهو على قيد الحياة.
قال اللواء إيلي زعيرا، الذي طرد من منصبه كرئيس للاستخبارات العسكرية بعد فشل إسرائيل في التنبؤ بالحرب عليها، في كتاب صدر في العام 1993، إن إسرائيل فوجئت بالحرب لأنها وقعت ضحية عميل مزدوج. غير أنه لم يذكر اسمه في ذلك الكتاب، لكن الصحافة الإسرائيلية قامت بنشر اسم أشرف مروان.
ويعتبر رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية السابق بأن أهم مهمة قام بها أشرف مروان ه،ي عندما أبلغ إسرائيل بموعد الحرب. فهو قال إنها ستتم قبيل حلول المساء وبذلك خدع إسرائيل لأن الحرب بدأت في الثانية من بعد الظهر. فقد فهم منه الإسرائيليون أن الحرب ستقع في السادسة مساء، وخلال الساعات الأربع كانت القوات المصرية قد أتمت عبور القناة، ولذلك فإنه نجح في تضليل إسرائيل.
ويقول أنصار رؤية زعيرا من القادة الإسرائيليين: "إن ما قامت به المخابرات المصرية بزرع مروان كعميل مزدوج هو تكتيك روسي تقليدي يتمثل في "زرع عميل مزدوج يغذونه بـ 95% معلومات دقيقة وفي اللحظة الحاسمة ينقلون عبره معلومات كاذبة".