اخبار العالم

خاص: "الخليج 365" تلتقي إيلي كوهن عضو الكابينيت الأمني المصغر

  • خاص: "الخليج 365" تلتقي إيلي كوهن عضو الكابينيت الأمني المصغر 1/3
  • خاص: "الخليج 365" تلتقي إيلي كوهن عضو الكابينيت الأمني المصغر 2/3
  • خاص: "الخليج 365" تلتقي إيلي كوهن عضو الكابينيت الأمني المصغر 3/3

الرياص - اسماء السيد - خاص- "الخليج 365" من القدس: في أول حوار له مع وسيلة إعلام عربية بعد عملية الدوحة، يفتح وزير الطاقة الإسرائيلي وعضو الكابينيت الأمني المصغر إيلي كوهين، النار على كل الجبهات. من اتهام مباشر لقطر بتمويل إيران، إلى إعلان "عقيدة ميونخ" لملاحقة عناصر حماس في كل عواصم العالم، ورسم خط أحمر نهائي أمام قيام دولة فلسطينية، يقدم كوهين في هذا الحوار الخاص مع ""الخليج 365"" رؤية إسرائيلية صارمة وغير قابلة للمساومة لمستقبل الشرق الأوسط، حيث الأمن الإسرائيلي المطلق هو القاعدة الوحيدة للتسويات، وحيث "لا مكان لدولة إرهاب فلسطينية على أرضنا".

3a9b5a7610.jpgنص اللقاء
قطر تمول إيران والإخوان المسلمين
الوزير كوهين:
قطر تضر بالاستقرار الإقليمي. في الشرق الأوسط، هناك معسكر مشترك بين الولايات المتحدة، ، الإمارات، إسرائيل، ودول أخرى ترغب في الاستقرار والازدهار. وقطر هي دولة مرتبطة بالإخوان المسلمين. ليست عدوة لإسرائيل فقط، بل هي عدوة لكل المحور الإسلامي المعتدل.

"الخليج 365": قطر أيضًا حليف قوي جدًا للولايات المتحدة، وهناك أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط موجودة في قطر. وحتى ترامب قال إنهم حلفاؤنا. وقطر ليست عدوة للولايات المتحدة. ربما هي عدوة لإسرائيل حسب ما تقول حضرتك، لكن لا يمكن اعتبارها عدوة للولايات المتحدة؟

الوزير كوهين: قطر تحاول أن تمسك العصا من المنتصف. السبب في تواصلها اليوم مع الولايات المتحدة وتقربها أكثر من الغرب هو أنها ترى في ترامب رئيسًا قويًا. وقطر، على مر السنين، تمول جهات مرتبطة بالثورة في إيران.

"الخليج 365": هذا جديد، أنت تتهمهم الآن بشيء لم يتحدث عنه أحد؟
الوزير كوهين:
هي توفر مصادر تمويل لإيران. تشكل مصدر تمويل لإيران.

"الخليج 365": هل هذا مثبت لديكم؟
الوزير كوهين:
نعم، لدينا... نعم. قطر متورطة في العديد من حالات التمويل المالي لجهات مختلفة في إيران. ونرى أن قطر، من خلال "الجزيرة"، تعمل على زيادة معاداة السامية، نشر الكراهية، وتعزيز أجندة جهات إسلامية متطرفة. وعلى الرغم من إدانات من دول إسلامية عديدة في الخليج، هناك كثيرون في داخلهم يفرحون أيضًا بالإضرار بحماس، ولا يقل عن ذلك، بعضهم يفرح بموضوع قطر، أي باستهداف قادة حماس في الدوحة. لأن تلك الدول ترى في قطر طرفًا إشكاليًا، يشكل محفزًا لتشجيع الجهات الإسلامية المتطرفة.

"الخليج 365": أنت تقول إنهم يمولون المتطرفين، يمولون إيران، وحرس الثورة الإيراني؟
الوزير كوهين:
أيضًا يمولون جهات في إيران، ليس الحرس الثوري فقط... جهات في إيران، يمولون متطرفين في أماكن مختلفة.

"الخليج 365": لكن هذا لم يمنع إسرائيل والولايات المتحدة من أن تطلب منهم تحويل أموال لحماس بتوجيه من الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية؟
الوزير كوهين:
في البداية، كان هناك تصور ثبت خطؤه، وهو أنه إذا تحسنت معيشة سكان غزة، فسيتخلون عن طريق الإرهاب. ورأينا أن هذا لم يحدث. رأينا أن لحماس أجندة متطرفة للعمل وتدمير دولة إسرائيل. ونرى أن قطر من بين أربع دول فقط توفر ملاذًا للإرهابيين على أراضيها.

"الخليج 365": من هم الآخرون؟
الوزير كوهين:
إيران، قطر، تركيا ولبنان.

"الخليج 365": ولكن سمعنا أيضًا مسؤولين في إسرائيل، وزراء، رئيس وزراء، رئيس الموساد السابق، يقولون: "قطر هي كنز وهم يقدمون لنا خدمة جيدة ويساعدوننا". ما الذي تغير الآن؟ ما الذي تغير في الفترة الأخيرة؟
الوزير كوهين:
ترى الجهات الإشكالية التي تمولها قطر بين الإخوان المسلمين، ترى ميليشيات إرهابية تمولها قطر، ترى الأموال التي تقدمها لتعزيز معاداة السامية في العالم. ليس عبثًا أن بعض دول الخليج حظرت بث "الجزيرة". قبل وقت طويل من حظر بث "الجزيرة" في إسرائيل.

«عقيدة ميونخ»: سنصل إلى كل عنصر من حماس
"الخليج 365": الآن، الهجوم في قطر، هذا الهجوم أغضب الولايات المتحدة. ونسمع الرئيس الأمريكي، ماذا يقول؟ كيف ترد؟ أنت وزير في دولة إسرائيل، عضو في المجلس الوزاري المصغر. ألم تفكروا في ذلك، ألم تعتقدوا أن هذا سيغضب أكبر حليف لكم في العالم اليوم؟ من يقف إلى جانب إسرائيل غير الولايات المتحدة؟

الوزير كوهين: الولايات المتحدة هي أكبر حليف لنا، لكننا قلنا شيئًا واحدًا: كل من كان متورطًا في مجزرة السابع من أكتوبر، كل من له علاقة بحماس، كل من لديه دم إسرائيلي على يديه، سنحاسبه أينما كان. حدث هذا في إسرائيل، حدث في لبنان، حدث في سوريا، حدث في إيران، ويحدث أيضًا في الدوحة.

"الخليج 365": وسيحدث في إسطنبول؟
الوزير كوهين:
كل من ينتمي إلى حماس لا يمكنه أن ينام مطمئنًا في أي مكان في العالم.

"الخليج 365": بما في ذلك في إسطنبول وأنقرة؟
الوزير كوهين:
في أي مكان في العالم، كل من له علاقة بحماس، كل من قتل يهودًا، كل من شارك في التخطيط لعمليات ضد إسرائيليين، لا يمكنه أن ينام مطمئنًا. لقد أثبتنا أننا قادرون على الوصول بدقة إلى أي مكان.

"الخليج 365": مثلما حدث في ميونخ آنذاك، عندما قررت رئيسة الوزراء حينها، غولدا مائير، أن كل من شارك أو خطط أو موّل أو نفّذ، سنصل إليه؟
الوزير كوهين:
هذا بالضبط نفس الشيء. هذا هو الإلهام مما حدث في ميونخ. وعلينا أن نتذكر أن في السابع من أكتوبر، كان هناك من تفاخر على شبكات التواصل الاجتماعي بقتل إسرائيليين. كل من تفاخر بذلك، وكل من دخل إلى الشبكات الاجتماعية وأعلن أنه عمل ضد دولة إسرائيل وقتل يهوديًا، فقد أصدر على نفسه حكم الإعدام. سنصل إليه، إنها فقط مسألة وقت.

87e7c79949.jpg

التنسيق مع واشنطن
"الخليج 365":
وبالنسبة للولايات المتحدة، كيف ستتعاملون الآن مع ما يحدث هناك بخصوص الهجوم في قطر؟ كل غضب الرئيس، تصريحاته العلنية، ليس مجرد تسريبات، بل كلام مباشر منه؟
الوزير كوهين:
نحن قلنا إن كل عنصر في حماس هو محكوم بالموت. وقلنا لهم إنه إذا أطلقوا سراح الرهائن، ربما يتمكنون من إنقاذ أنفسهم بالتخلي عن طريق الإرهاب. لكن منذ اللحظة التي لم يلتزموا بما طلبته إسرائيل، قمنا بعملية مهمة جدًا على بُعد نحو 2000 كيلومتر من هنا.

"الخليج 365": هل أطلعتم الولايات المتحدة مسبقًا؟
الوزير كوهين:
أستطيع أن أقول إن إسرائيل والولايات المتحدة منسقتان بالتأكيد. الولايات المتحدة هي الحليف الأكبر لنا. الولايات المتحدة عامل مهم جدًا، وخاصة الرئيس ترامب، الذي يعزز الاستقرار في الشرق الأوسط. في فترة ترامب، سواء السابقة أو الحالية، كان حجم الحروب أقل، وليس لدي شك أنه في ولايته الحالية ستُوقَّع اتفاقيات سلام جديدة.

"الخليج 365": لم تُجبني بعد. هل أطلعتموهم على العملية في الدوحة؟ أنت عضو في المجلس الوزاري الأمني؟
الوزير كوهين:
هناك أمور، يا مجدي، لا يمكن الحديث عنها بالتفصيل. لقد أُبلغوا بشكل عام، ليس أننا قلنا لهم: نحن الآن ذاهبون لنفعل كذا.

"الخليج 365": أي أنهم كانوا يعرفون أن هناك نية للهجوم؟
الوزير كوهين:
يا مجدي... أنت تعرف أن هناك أمورًا لا أستطيع قولها أو الحديث عنها.

«لا دولة فلسطينية بين النهر والبحر»
الوزير كوهين: بالمناسبة، أريد أن أقول إن دعم السعودية لإقامة دولة فلسطينية سيرتد عليها كالبوميرانغ.
"الخليج 365": الآن، بعد الهجوم في الدوحة، نحن أمام وضع جديد: ستكون هناك قمة عربية-إسلامية في الدوحة وستصدر هناك بيانات ضد إسرائيل، هذا واضح، لن يقولوا "شكرًا" أو "أحسنتم". من جهة أخرى، نرى أن هذا سيقوي السعودية وفرنسا وكل الدول التي تدفع نحو حل الدولتين، والتي ستذهب إلى الأمم المتحدة في نهاية هذا الشهر. وهذا الموضوع يكتسب زخمًا ويجعل المزيد من الدول تعترف بدولة فلسطينية. كيف ستتعاملون مع ذلك؟ مع هذا التيار الجارف من الاعترافات، بريطانيا، فرنسا، كندا، دول أوروبية أخرى، الدول الاسكندنافية أيضًا بدأت تتحدث عن ذلك؟

الوزير كوهين: أولًا، حتى في الماضي، بعض هذه الدول رأت في الدولة الفلسطينية حلًا. لكن نحن نعتقد أن أرض إسرائيل، من البحر إلى نهر الأردن، هي لنا. وبالنتيجة، كل مرة تتنازل فيها إسرائيل عن أرض، تتحول إلى بؤرة للإرهاب والتأثير الإسلامي الراديكالي، بما في ذلك تدخل إيران. لذلك لا نية لدينا لتكرار خطأ غزة وارتكاب خطأ أكبر بإقامة دولة فلسطينية بجوارنا. يجب القول إن دعم السعودية لدولة فلسطينية سيرتد عليها. فإذا قامت دولة فلسطينية، فإن حماس، أي الإخوان المسلمون، سيسيطرون عليها، وسيتوجهون ضد السعودية أيضًا.

"الخليج 365": لكنكم تدمرون حماس؟
الوزير كوهين:
حماس في صف إيران وقطر، وليست في صف الدول الإسلامية المعتدلة. لذلك، إقامة دولة فلسطينية ستزعزع استقرار الشرق الأوسط، وعلى أي حال، نحن لن نوافق على قيام دولة فلسطينية.

"الخليج 365": وإذا وقف العالم كله ضدكم واعترف بالدولة الفلسطينية، وحتى الولايات المتحدة لم تعارض، ماذا ستفعلون؟
الوزير كوهين:
نحن نرى النفاق العالمي في القضية الفلسطينية. نرى، والجميع يفهم، أن غزة تحولت إلى أنقاض بسبب الكارثة التي جلبها حماس على سكانها بقراره شن هجوم السابع من أكتوبر. وبهذا الشكل، غزة لن تُعاد إعمارها في السنوات المقبلة. وكل تلك الدول المؤيدة للفلسطينيين، لم نرَ واحدة منها تفتح أبوابها لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين.

"الخليج 365": ولماذا يجب أن تفتح أبوابها؟
الوزير كوهين:
لأنه عندما حدثت الحرب في سوريا، استقبلوا ملايين السوريين. وعندما وقعت الحرب في أوكرانيا، استقبلت دول كثيرة، بما فيها إسرائيل، لاجئين أوكرانيين. لكن هنا؟ لا شيء. ولا دولة إسلامية واحدة وافقت على استقبال لاجئين فلسطينيين. يقبلون عمالًا أجانب من الهند ونيبال وسريلانكا، لكن ليس فلسطينيين.

"الخليج 365": هذه الدول، كما ترى، تعتبر أن القضية الفلسطينية يجب أن تُحل داخل الدولة الفلسطينية نفسها، إلى جانب دولة إسرائيل. وأنا أتحدث هنا عن الموقف العربي. ولذلك، هم (الدول العربية) لا يقبلون أن يترك الفلسطينيون أماكنهم مرة أخرى إلى أماكن أخرى، وألا تكون هناك دولة. يقولون: جزء من الحل هو السلام، وألا تكون هناك حماس. كل الدول العربية تقول: لا حاجة لوجود حماس هناك. والسلطة الفلسطينية أو رئيس السلطة الفلسطينية يقول بشكل واضح في تصريحاته: الدولة التي نريد إقامتها ستكون بلا سلاح. إذن... كيف ترون ذلك؟

الوزير كوهين: نحن نرى الأمر بشكل مختلف. دولة إسرائيل قامت بخطوة الانفصال. أعطت قطاع غزة للفلسطينيين. لمدة 18 عامًا لم يكن هناك أي إسرائيلي في غزة. الغزيون وحماس تلقوا مليارات الدولارات من العالم. لو تصرفوا بشكل طبيعي، كما يتوقع من أي شعب، كانوا سيأخذون هذه الأموال ويبنون مدارس، مستشفيات، مناطق صناعية. لكن بدلًا من ذلك، أخذوا كل الأموال التي حصلوا عليها، جاع شعبهم، انتُهكت حقوقهم، واستخدموا الأموال للعمل ضد دولة إسرائيل.

"الخليج 365": هذا الوضع كان جيدًا لإسرائيل حتى السابع من أكتوبر. ودولة إسرائيل ساعدت أيضًا في تمرير الأموال. كان الوضع مناسبًا لكم: غزة وحدها، الضفة وحدها، لا وحدة بينهما، حماس ضد السلطة. هذا كان جيدًا لإسرائيل، ربما هذا ما أردتموه؟

الوزير كوهين: ما أرادته دولة إسرائيل هو أن تعيش بسلام، سواء مع المسلمين الذين يعيشون داخل إسرائيل، أو مع جيراننا. وكانت هناك فرصة أمام الغزيين لإثبات قدرتهم على بناء منطقة مزدهرة. لكن غزة أصبحت بلا ديمقراطية، بلا حقوق إنسان، فاشلة اقتصاديًا، تنتظر تبرع 100 دولار للعائلة من قطر نفسها، وتحولت إلى قاعدة للإرهاب.

ما بعد الحرب: السيطرة الأمنية لإسرائيل
"الخليج 365": ما الحل؟ ما الحل برأيك؟ الآن هناك حرب، إسرائيل تدخل مدينة غزة قريبًا. الهدف المعلن للحرب هو القضاء على حماس وتحرير الرهائن. وماذا بعد؟ ما الخطوة التالية؟
الوزير كوهين:
أعتقد أن ما سيأتي هو أن دولة إسرائيل سيكون لها سيطرة أمنية، طبعًا، في كل مكان بين النهر والبحر. أما الجهات الفلسطينية المعنية، فلها حق الاختيار. بالمناسبة، هم ينتخبون رئيس بلدية رام الله، ورئيس بلدية الخليل.

"الخليج 365": إذن سيكون نوعًا من حكم العائلات أو... كيف نسميه؟ حكم العشائر؟
الوزير كوهين:
هناك رؤساء بلديات، هناك رئيس بلدية في الخليل، هناك سلطة فلسطينية. قد يكون هناك طرف يدير الحياة المدنية، لكن حتى الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة بايدن قالت إنه يجب أن تكون هناك إصلاحات في السلطة الفلسطينية. لكنهم ما زالوا يواصلون التحريض في المدارس، وكل كتبهم الدراسية مليئة بالتحريض ودعم "الشهداء". نحن نرى أن هذا هو المكان الوحيد في العالم الذي يدفع المال لمن يقتل اليهود.

"الخليج 365": لكنكم أوقفتم الأموال عنهم؟
الوزير كوهين:
صحيح، لكنهم ما زالوا يواصلون نفس السياسة.

"الخليج 365": ولذلك... هل الحل هو الضم؟
الوزير كوهين:
أقول لك: نحن نعارض إقامة دولة فلسطينية. الأهم الآن هو حسم المعركة ضد حماس. حماس ليست فقط مشكلة لإسرائيل، بل أيضًا لسكان غزة، وللسعودية، ولدول الشرق الأوسط. حماس بقرارها في السابع من أكتوبر أضرت باستقرار المنطقة. وأعتقد أننا أثبتنا قوة إسرائيل العسكرية.

رسائل إلى إيران ولبنان وسوريا
الوزير كوهين: اليوم هناك فرصة للبنان أن يستعيد نفسه وألا يكون تحت سيطرة طهران. وربما الأمر نفسه في سوريا. في سوريا أيضًا يمكن أن يحدث. وأعتقد أن إسرائيل فعلت ضد الحوثيين ما لم يفعله أحد، لا دول الخليج ولا القوى الكبرى. نحن قمنا بذلك. وأعتقد أنه يجب القول: حتى في إيران، إذا حاولوا إعادة بناء برنامجهم النووي، لن نتردد في ضربهم مرة أخرى. لقد أثبتنا أننا لن نقبل بتهديد نووي. أوصلنا إيران إلى أدنى نقطة لها منذ ثورة 1979. وسقوط إيران، الذي يحدث بفضل الجرأة الإسرائيلية، يعزز مكانة الدول الإسلامية المعتدلة مثل السعودية والإمارات، التي ربما لا تقول ذلك علنًا، لكنها في الغرف المغلقة سعيدة بأن إسرائيل "تنظف" المنطقة من منظمات الإرهاب وأوكارها. أعتقد أن إسرائيل اليوم عززت الردع وأثبتت نفسها كقوة إقليمية، وأثبتنا أنه لا أحد يجب أن يجرؤ على العبث مع إسرائيل.

السلام والتطبيع مقابل الأمن
"الخليج 365": لكن كل ما فعلتموه، وتقول إنه كان جيدًا للمنطقة، ففي النهاية السعودية تقول: "لن نفعل شيئًا إذا لم يكن هناك حل للقضية الفلسطينية". والإمارات قبل أيام هددت: "إذا ضمت إسرائيل أجزاء من الضفة أو الضفة كلها، فسوف تجمّد أو تلغي اتفاق السلام".
الوزير كوهين:
ما يهمنا أولًا وقبل كل شيء هو أمن دولة إسرائيل. نحن بحاجة إلى ضمان ألا يتكرر حدث مثل السابع من أكتوبر مرة أخرى. ولذلك، ليست لدينا أي نية للسماح بقيام كيان إسلامي متطرف داخل حدودنا، والذي في نهاية المطاف سيعمل ضد دولة إسرائيل. إذا كان هناك من يريد ذلك، وهناك دول إسلامية لديها مساحات أكبر بكثير من إسرائيل، فبإمكانهم تخصيص أرض عندهم ومنح الفلسطينيين إقامة دولتهم هناك. أما نحن، فلن نسمح بذلك على أرضنا، لا من الناحية التاريخية، لأن هذه أرضنا، ولا من الناحية الأمنية، لأننا لن نعرض أمننا للخطر.

"الخليج 365": بمعنى أن إسرائيل تقول للسعوديين وللجميع: نحن غير معنيين بالسلام معكم؟
الوزير كوهين:
إسرائيل تقول إن السلام بيننا وبين السعودية هو مصلحة مشتركة. هذه مصلحة تعزز التعاون الاقتصادي، الأمني، والاستخباراتي. إسرائيل والسعودية ليستا عدوتين لبعضهما، بل هما شريكتان في مواجهة القوى الراديكالية والمتطرفة. لإسرائيل، السعودية، مصر، والإمارات مصلحة في تعزيز الاستقرار الإقليمي، جذب الشركات الدولية، وإنشاء ممر للبنى التحتية والطاقة من الخليج عبر إسرائيل إلى أوروبا. أما الدولة الفلسطينية، فهي عامل سيزعزع استقرار الشرق الأوسط. لقد رأينا بالضبط ما فعلته خطة الانفصال عن غزة، التي لم تضر فقط بإسرائيل، بل بالمنطقة كلها.

"الخليج 365": لكن الآن لم يعد هناك المحور الإيراني، أنتم ضربتموه، لم يعد موجودًا. نصر الله لم يعد موجودًا، حزب الله لم يعد موجودًا، والنظام السوري الذي كان يمدهم بالسلاح لم يعد موجودًا. فما الآن؟ الوضع أفضل، كما وصفت، وأيضًا على الأرض أصبح أقل خطورة؟
الوزير كوهين:
يجب ضمان أن يستمر هذا الوضع. هذا ما علينا أن نضمنه.

"الخليج 365": هل سيستمر ذلك بالقوة أم عبر تسويات؟
الوزير كوهين:
أستطيع أن أقول لك إن إسرائيل ستبقى في لبنان وستبقى في سوريا، طالما هناك عناصر إسلامية متطرفة هناك. لكن في نهاية المطاف، هدفنا هو التوصل إلى تسوية. نحن رأينا، وأنا بصفتي وزيرًا للطاقة وعضوًا في المجلس الوزاري الأمني، أننا أبرمنا صفقة تصدير الغاز لمصر، والتي تهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي. وفي اليوم الذي تتخلى فيه لبنان وسوريا عن تلك العناصر الإسلامية المتطرفة، سنكون قادرين على بيعهم الطاقة، المياه، وتكنولوجيا المياه.

"الخليج 365": هذا يبدو كأنه حلم بعيد المنال، معالي الوزير.
الوزير كوهين:
لكن هذا الحلم اليوم ممكن...

"الخليج 365": كيف يكون ذلك ممكنًا وهناك حرب في غزة؟ إسرائيل لا تريد منح الفلسطينيين حق تقرير المصير في دولة. كيف يمكن أن يكون هذا ممكنًا؟ اشرح لي، لا أفهم. أنا الآن أتكلم بعقلية عربي يجلس في اليمن أو الأردن أو السعودية أو تونس؟
الوزير كوهين:
نعم، هذا ممكن. لأنه في اللحظة التي يُطلق فيها سراح الرهائن وتلقي حماس سلاحها، ستنتهي الحرب. بالنسبة لنا، يمكن أن تنتهي الحرب غدًا. لا أحد يجب أن يستهين بعزيمة إسرائيل، بقوتها، وبقدرتها على إتمام مهامها. ولذلك نقول: في اللحظة التي لا يكون فيها حزب الله في لبنان، ليس لدينا أي نزاع مع دولة لبنان ولا مع شعب لبنان نفسه. والأمر نفسه ينطبق على باقي الأماكن. اليوم، في نهاية المطاف، السلام مع دولة إسرائيل يتحقق عندما تكون إسرائيل قوية. وإسرائيل قوية وتريد إنهاء الحرب في غزة من خلال استعادة الرهائن وضمان ألا تكون حماس موجودة هناك.

العلاقة مع الإمارات والسلطة الفلسطينية
"الخليج 365": كيف ترى التصريح والتهديد من الإمارات بتجميد أو إلغاء اتفاق السلام، "اتفاقات أبراهام"، مع إسرائيل إذا قامت إسرائيل بضم الضفة أو أجزاء منها؟ وهذا تصريح رسمي، صدر بشكل رسمي، ليس مجرد كلام منسوب أو تسريبات من وزارة خارجيتهم؟
الوزير كوهين:
بالتأكيد نحن نرى في الإمارات دولة جدية جدًا، دولة متطورة جدًا، دولة محبة للسلام. نرى التعاون بين إسرائيل والإمارات يتجسد في حجم تجارة يقارب خمسة مليارات دولار سنويًا، وفي مئات آلاف السياح الذين يزورون كل عام، وفي الاستثمارات. وأنا متأكد أن الإماراتيين أيضًا لن يسمحوا بأن تكون هناك أرض تحت سيطرة الإخوان المسلمين. الأمر نفسه بالنسبة لإسرائيل، لن نسمح بأن تكون هناك أرض تحت سيطرة كهذه.

"الخليج 365": السلطة الفلسطينية إخوان مسلمون؟ لم نكن نعرف ذلك.
الوزير كوهين:
أبو مازن يلتقي مع جهات في إيران. هو يلتقي مع كل العرب وكل المسلمين وكل الدول المعادية لنا.

"الخليج 365": وما العلاقة؟ إذا التقى برئيس إيران، ما الرابط بين إيران والإخوان المسلمين؟ الإيرانيون شيعة، مختلفون عن حركة الإخوان المسلمين.
الوزير كوهين:
أنت محق، لكن هناك محور يجمع إيران والإخوان المسلمين. ومع ذلك، من يدعم السلطة الفلسطينية ماليًا هي إيران.

"الخليج 365": لكن السعودية ودول الخليج ودول عربية يدعمون السلطة الفلسطينية ماليًا؟
الوزير كوهين:
أنا لا أرى أن الأردن ومصر يدعمان ماليًا. السعودية تدعم، وكذلك بعض دول الخليج. لكننا نرى بوضوح أن السلطة الفلسطينية تمارس التحريض، وتدفع رواتب للمخربين والقتلة، وما إلى ذلك. ولذلك، ليس لدي شك أن الدول الإسلامية المعتدلة مثل السعودية، الإمارات، البحرين وغيرها، ستتضرر مصالحها من قيام دولة فلسطينية.

"الخليج 365": كيف ذلك؟
الوزير كوهين:
لأن من يمول غزة هي إيران وقطر. من يمول؟ ليس السعودية ولا الإمارات. ومن هنا أقول لك، دون الدخول في التفاصيل، إن حماس حاولت استهداف قادة في دول إسلامية. وهذا ما أريدك أن تعرفه.

سوريا وتركيا والدروز
"الخليج 365": في سوريا هناك الآن نظام هو الأقرب إلى الإخوان المسلمين، والأقرب إلى داعش؟
الوزير كوهين:
لذلك قيل عندنا: «احترمه واشكك فيه».

"الخليج 365": لكنكم تجلسون معهم وتتحدثون كل أسبوع. الوزير ديرمر، والشيباني؟ لجنة أمنية عليا إسرائيلية تجلس معهم طوال الوقت؟
الوزير كوهين:
مصالحنا في سوريا أولًا: ضمان وجود منطقة عازلة منزوعة السلاح، أعرض بكثير مما كان في اتفاق وقف إطلاق النار عام 1974. ثانيًا: نحن نحافظ على علاقة وتحالف مع إخوتنا الدروز، عبر إنشاء ممر إنساني. نريد ضمان ألا يكون هناك سلاح استراتيجي مقابل إسرائيل، وأيضًا ضمان ألا تحاول تركيا إيجاد موطئ قدم هناك. لأنه إذا أرادت تركيا إقامة قواعد في سوريا، فإن إسرائيل ستتصرف بالمثل. لماذا تريد تركيا إقامة قواعد هناك؟ ضد من؟ هذه هي المواضيع التي كانت أساس المحادثات حول سوريا.

"الخليج 365": هناك نظرية تقول إنه قد يحدث صدام بين إسرائيل وتركيا في سوريا، أو أن إسرائيل ستفعل ما يفعله الأتراك. هل هذا ممكن؟
الوزير كوهين:
إسرائيل لا تبحث عن صدام مع تركيا. ليس لدينا أي عداء ضد الشعب التركي. كانت هناك في الماضي علاقات ممتازة بين الشعبين. عندما كنت وزيرًا للخارجية قبل عامين ونصف، كنا الدولة الأولى التي أرسلت طائرة إنقاذ وبعثة إنقاذ إلى تركيا، لمساعدة الناس، وأقمنا مستشفى ميدانيًا هناك. أردوغان يتصرف بطريقة مهووسة ومتطرفة، وآمل أنه بعد أردوغان سيأتي زعيم يمكننا معه فتح صفحة جديدة في العلاقات مع تركيا.

"الخليج 365": وإذا أقامت تركيا فعلًا قواعد في سوريا، ماذا ستفعل إسرائيل؟ هل ستدمر القواعد أم ستقيم قواعد مقابلة؟
الوزير كوهين:
أعتقد أنه كلما كان هناك وجود لدولة أخرى في سوريا، سيكون هناك أيضًا وجود إسرائيلي.

"الخليج 365": هل ستواصل إسرائيل مهاجمة أماكن تشكل تهديدًا عليها حتى لو كانت من تركيا؟ مثل قواعد في سوريا؟
الوزير كوهين:
دولة إسرائيل ستعمل ضد أي تهديد يحاول أن يتشكل في لبنان أو سوريا.

"الخليج 365": بخصوص الدروز، تحدثت عن ممر إنساني. هل هو فقط ممر إنساني أم أن إسرائيل وعدت الدروز بإقامة دولة درزية هناك؟
الوزير كوهين:
نحن نتحدث عن ممر إنساني. أوضحنا أننا لن نقبل بأي هجوم أو مساس بحياة الدروز في السويداء. يجب أن يتمكنوا من عيش حياتهم دون خوف من مجزرة كما حدث مؤخرًا.

"الخليج 365": إسرائيل لم تعدهم بالانفصال عن سوريا أو السيطرة الإسرائيلية عليها؟
الوزير كوهين:
قلنا إننا سنساعدهم ليدافعوا عن أنفسهم ونضمن لهم المساعدة.

"الخليج 365": وأنهم جزء من سوريا؟
الوزير كوهين:
نعم، ليسوا جزءًا من إسرائيل. ونحن لن ندخل في هذه المسألة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا