الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من القدس: تسعى قطر لحشد دعم عربي وإسلامي بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قادة من حماس في الدوحة، في هجوم أثار إدانة خليجية واسعة وتساؤلات حول الاستقرار الإقليمي. لكن التداعيات الأخطر لهذه الضربة قد تكون قد بدأت للتو، مع عودة مقترح مصري قديم إلى الواجهة يدعو لإنشاء "قوة عسكرية عربية مشتركة"، في تحول استراتيجي قد يضع مستقبل "اتفاقيات أبراهام" على المحك.
تعتبر صحيفة "عرب نيوز" أن استضافة الدوحة لقمة عربية إسلامية طارئة يوم الاثنين المقبل "هي أقوى تعبير حتى الآن عن غضبها" بعد الغارة التي وقعت في التاسع من أيلول (سبتمبر). ويأتي هذا التحرك في وقت تخوض فيه إسرائيل حربًا متعددة الجبهات منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، شملت عمليات برية في غزة ولبنان، ومواجهات مع وكلاء إيران في سوريا والعراق واليمن، بالإضافة إلى هجومين إيرانيين مباشرين خلال عام 2024.
صدمة الحليف الأميركي
كانت الضربة الإسرائيلية على الدوحة مختلفة، فرغم أن قطر تستضيف قادة حماس، إلا أنها تؤكد أن ذلك تم بطلب أميركي ودولي منذ عام 2012، وأن تحويل الأموال إلى غزة قبل الحرب كان يتم بالتنسيق مع إسرائيل. ولهذا، شكلت الغارة صدمة للدوحة، التي تُصنف كحليف رئيسي للولايات المتحدة من خارج الناتو.
ووفقًا لـ "عرب نيوز"، فإن "قرار إسرائيل بمهاجمة حماس على أراضي حليف للولايات المتحدة صدم المنطقة، خاصة وأن قطر لعبت دورًا رائدًا في محاولة التوسط لإنهاء الحرب". وقد سارعت دول الخليج المجاورة، بما فيها الإمارات والبحرين الموقعتان على اتفاقيات أبراهام، إلى إدانة الهجوم، وقام عدد من القادة، من بينهم رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بزيارة الدوحة لإظهار التضامن.
إحياء "الناتو العربي"
لكن التطور الأبرز جاء مع ما كشفته صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية، حيث نقلت عن مصادر قولها إن "الدول العربية تدرس مقترحًا مصريًا لإنشاء قوة عسكرية مشتركة تضم قوات وأسلحة تساهم بها الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الاقتراح، الذي طُرح لأول مرة عام 2015 لمواجهة الحوثيين، "يُعاد إحياؤه ردًا على الغارة الإسرائيلية على العاصمة القطرية". ويمثل هذا تحولًا جذريًا؛ فبعد اتفاقيات أبراهام، كان الحديث يدور حول تحالف دفاعي إسرائيلي-عربي لمواجهة إيران، ومشاريع اقتصادية كبرى مثل ممر الهند-الشرق الأوسط (IMEC). أما اليوم، فقد أصبح الحديث في العالم العربي، كما يلاحظ التقرير، يدور حول اعتبار إسرائيل "قوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة".
وتسعى مصر، بحسب "ذا ناشيونال"، لأن تكون القاهرة مقرًا للقوة المقترحة، على أن يتولى قائد مصري أول فترة لقيادتها.
مقامرة إسرائيلية؟
يرى محللون أن أنقرة تسعى لاستغلال هذا الوضع. ونقلت "ذا ناشيونال" عن رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو قوله: "لا أحد في الشرق الأوسط يشعر بالأمان وسط شعور متزايد بأن الحكومة الإسرائيلية تؤجج عدم الاستقرار في المنطقة".
ويبدو أن الهجوم الإسرائيلي؛ لو نجح في تصفية كبار قادة حماس، لربما تغيرت الحسابات. لكن الرسائل الحالية تشير إلى أن القادة المستهدفين لم يُقتلوا، وما زالوا في حالة اختباء. ورغم عدم اتضاح النتائج النهائية بعد، فمن المؤكد أن هذه الضربة قد غيرت حسابات العديد من الدول الخليجية والعربية، وربما ليس بالطريقة التي كانت تأملها إسرائيل.