اخبار العالم

25 وفاة بالكوليرا خلال يومين في السودان

25 وفاة بالكوليرا خلال يومين في السودان

ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد شعبان (الخرطوم، القاهرة)

أعلنت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في السودان عن وفاة 25 شخصاً في دارفور خلال 48 ساعة، وسط تفشي وباء الكوليرا وتزايد الإصابات.
وأفاد آدم رجال، المتحدث باسم المنسقية، بارتفاع عدد الوفيات جراء الكوليرا، حيث سجلت 25 حالة وفاة خلال اليومين الماضيين. وتشير الإحصائيات إلى أن العدد التراكمي للإصابات منذ بداية تفشي الوباء وصل إلى 11.733 حالة، من بينها 454 حالة وفاة.
وحذرت المنسقية من الانتشار المتسارع للكوليرا، خاصة في ظل النقص الحاد في الإمدادات الطبية والخدمات الأساسية في مراكز العزل، حيث يشمل ذلك نقص المحاليل الوريدية الضرورية لعلاج المصابين.
وحذر خبراء في الشأن الأفريقي من خطورة تفشي وباء الكوليرا على نطاق واسع في السودان، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية، في ظل انهيار منظومة الرعاية الصحية، وصعوبة إيصال المساعدات الإنسانية والطبية، بسبب النزاع المسلح الدائر في البلاد منذ أبريل 2023.
ودعا هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، إلى تدخل دولي عاجل متعدد الأبعاد يشمل إيصال الغذاء والدواء، وفتح ممرات إنسانية آمنة تضمن وصول المساعدات إلى المحتاجين، إلى جانب ممارسة ضغوط سياسية ودبلوماسية لوقف القتال بين طرفي النزاع.
وقالت الباحثة في الشؤون السياسية والأفريقية، الدكتورة نورهان شرارة، إن تفشي الكوليرا يُضاعف المعاناة التي يعيشها ملايين السودانيين منذ أكثر من عامين بسبب الحرب، إذ لم يكتفِ الصراع بتمزيق النسيج الاجتماعي وتدمير البنية التحتية، بل أضعف قدرة الدولة على مواجهة أبسط التحديات الصحية، في ظل انهيار المنظومة الطبية. 
وأضافت شرارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الظروف القاسية الناتجة عن الحرب حوّلت الكوليرا من أزمة صحية إلى تهديد وجودي لملايين المدنيين، خاصة بعد انتشارها في ولايات جنوب كردفان ودارفور، حيث يعيش السكان بين خيارين أحلاهما مر، إما الموت بالسلاح أو الوباء.
وأشارت أن مواجهة هذه المأساة تتطلب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي، عبر الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، لإيصال المساعدات الطبية العاجلة، بما في ذلك محاليل الإماهة الفموية لتعويض السوائل، إضافة إلى المضادات الحيوية وأدوات التعقيم. 
من جانبه، أوضح نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، السفير صلاح حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن انتشار الأوبئة يعكس الانتهاكات الإنسانية الناتجة عن الحرب، بما في ذلك منع وصول المساعدات، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية، ونقص الغذاء والأدوية والأطقم الطبية، وانهيار المنظومة الصحية بشكل كبير.

دعم 
وأضاف أن الدور الذي تقوم به الدول العربية، إلى جانب الدول الأوروبية والمنظمات الأممية العاملة في المجال الإغاثي، يخفف من حدة تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، مشدداً على ضرورة ممارسة ضغط دولي وإقليمي على طرفي النزاع من أجل فتح ممرات إنسانية، ووقف الحرب ومعالجة تداعياتها، في ظل ما تشهده مخيمات النزوح ومعسكرات اللاجئين من معاناة متفاقمة.
وأوضح حليمة أن مؤتمرات عدة خُصصت لدعم الجهود الإغاثية في السودان، لكن حجم التمويل أقل بكثير من المستهدف، مما يُحّمل المجتمع الدولي مسؤولية أكبر للمساهمة الفعّالة في توفير الدعم اللازم.

Advertisements

قد تقرأ أيضا