ابوظبي - سيف اليزيد - غزة (الاتحاد)
أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» أن قطاع غزة يتعرض لتدمير شامل، مضيفة أن القطاع بدأ يتحول تدريجياً إلى أرض قاحلة وغير صالحة للسكن البشري.
وأشارت الوكالة إلى أن الأطفال يتضورون جوعاً، والعائلات تهجّر قسراً، بينما يعيش السكان حالة من الرعب الشديد.
وكشف المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني أمس، أن إسرائيل قصفت خلال الأيام الأربعة الماضية فقط 10 مبان تابعة للوكالة بمدينة غزة، منها 7 مدارس وعيادتان تُستخدمان حالياً ملاجئ لآلاف النازحين.
جاء ذلك في تدوينة للمنظمة الأممية على منصة «إكس»، نقلاً عن لازاريني، أوردت فيها أن لا مكان ولا أحد آمناً في مدينة غزة وشمالها، حيث تتزايد حدة الغارات الجوية ما يجبر المزيد من الفلسطينيين على النزوح نحو المجهول.
وفي معرض تعليقه على الوضع بمدينة غزة، قال لازاريني إن الوكالة اضطرت لإيقاف الرعاية الصحية بمخيم الشاطئ، وهو الوحيد المتاح شمال وادي غزة، بينما تعمل خدماتها الحيوية للمياه والصرف الصحي الآن بنصف طاقتها فقط، مشيراً إلى أن فرق «أونروا»، البالغ عدد عناصرها 11 ألف فرد، تواصل تقديم خدمات حيوية في أجزاء أخرى من شمال غزة وبقية قطاع غزة.
وشدد لازاريني، على أن تلك الفرق ملتزمة بخدمة مجتمعاتهم رغم كافة الصعاب، بينما تعيش في ظل ظروف لا إنسانية للغاية، مختتماً: كم من الوقت سيستغرق اتخاذ إجراء للوصول إلى وقف إطلاق نار فوري.
وفي السياق، حذرت فرانشيسكا ألبانيزي مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 من أن هجوم إسرائيل على مدينة غزة سيلحق ضرراً هائلا بالفلسطينيين، وأن المدينة قد تصبح غير صالحة للعيش.
وقالت ألبانيزي أمس، «إسرائيل تقصف غزة بأسلحة غير تقليدية، إنها تحاول إخراج الفلسطينيين قسراً، لماذا؟ هذه هي القطعة الأخيرة من غزة التي يريدون أن يجعلوها غير صالحة للعيش».
ويشرع الاحتلال الإسرائيلي في حملة تدمير تدريجية للمباني السكنية المرتفعة بمدينة غزة، ما زاد في أعداد العائلات المشردة ودفعها إلى ظروف نزوح قاسية، في وقت يحذّر فيه مراقبون من أن الهدف هو دفع الفلسطينيين قسراً إلى النزوح جنوباً، ضمن مخطط لتهجيرهم خارج القطاع.
ومنذ صباح أمس، تشن الطائرات الإسرائيلية غارات عنيفة على مدينة غزة أوقعت 20 قتيلاً، وفي الوقت نفسه وسّعت قوات الاحتلال وتيرة التدمير عبر قصف أو نسف المباني، ووجّهت تهديدات جديدة للسكان، وذلك في إطار خطة لتهجير مئات الآلاف منهم.
وقالت مصادر طبية إن 25 قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ فجر أمس، بينهم 20 في مدينة غزة.
وفي إطار القصف المكثف على أحياء مدينة غزة، استهدفت طائرات الاحتلال أمس برج الغفري في منطقة الميناء غربي المدينة ودمرته بالكامل، حيث جاء القصف بعد دقائق من تهديد الجيش الإسرائيلي باستهداف البرج وتوجيه إنذار للسكان بإخلائه.
كما أنذر جيش الاحتلال السكان المتبقين في منطقة ميناء غزة وحي الرمال غربي مدينة غزة بإخلائهما. وتستمر الغارات العنيفة على غزة وسط توغل لقوات الاحتلال في أطراف بعض الأحياء على غرار الزيتون، والشيخ رضوان في إطار ما يقول جيش الاحتلال إنه تمهيد لبدء عملية احتلال المدينة.
نزوح مستمر
في غضون ذلك، تستمر حركة النزوح من مدينة غزة على وقع القصف الإسرائيلي المكثف للأبراج والمباني واشتداد وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية. ويشهد شارع الرشيد حركة نزوح جماعي لمئات العائلات نحو مناطق وسط وجنوب القطاع التي يزعم الاحتلال الإسرائيلي أنها آمنة.
وقالت مسؤولة الاتصال في الصليب الأحمر الدولي بغزة إن أعداداً كبيرة من الناس هُجّروا من مدينة غزة وانتقلوا إلى الجنوب خلال الأيام الأخيرة مع تصاعد الضربات الإسرائيلية.
وأضافت أن المساحات التي يلجأ إليها النازحون ضيقة، وسط انعدام للأمن، وأن الخدمات الأساسية لا تكفي، وتابعت أن بعض العائلات تضطر للنوم في الشوارع ليالي عدة، مؤكدة أن مستوى الاحتياج بين المدنيين هائل.