ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد عاطف، عبدالله أبو ضيف (القاهرة)
شدد خبراء ومحللون على أهمية الاعترافات الدولية المتتالية بالدولة الفلسطينية، واعتبروها فرصة تاريخية تعزز «حل الدولتين»، وتدعم جهود السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدين أنها تعكس تحولاً لافتاً في مسار القضية الفلسطينية، وتمنحها زخماً سياسياً جديداً، وتفتح آفاقاً واعدة أمام الفلسطينيين لتعزيز حضورهم على الساحة الدولية.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن ما يجري حالياً من حراك سياسي ودبلوماسي يعكس تحولات تدريجية، لكنها عميقة، في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية.
تحول مهم
وقال المفكر السياسي المصري، الدكتور مصطفى الفقي، إن هناك تياراً قوياً داخل أوروبا يتبنى خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح على حدود عام 1967، وتتصدر فرنسا هذا التوجه الأوروبي، وهو ما يعكس تحولاً في مواقفها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية.
وأضاف الفقي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هذا المسار يحظى بتأييد كبير على المستوى العالمي، باعتباره خطوة تعكس إرادة المجتمع الدولي ورغبته في إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مما يمنح القضية الفلسطينية زخماً سياسياً جديداً في مواجهة السياسات الإسرائيلية، التي سعت طويلاً إلى عرقلة أي مسار يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية.
تسوية مستدامة
من جانبه، أوضح وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد العرابي، أن مؤتمر «حل الدولتين» مثل فرصة تاريخية للسلام يجب أن يقبلها كل من الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيداً بالاعترافات الدولية المتتالية بدولة فلسطين، في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة على مدار العامين الماضيين.
وأشار العرابي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية من شأنها أن تُضيف زخماً دبلوماسياً للمسار السياسي، في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، موضحاً أن التوقعات تشير إلى احتمال زيادة وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية خلال الفترة المقبلة، غير أن استمرار الجهود الدبلوماسية يظل السبيل الأمثل للوصول إلى صيغة تحقق السلام العادل والشامل.
إنجاز سياسي
بدوره، أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة فلسطين، الدكتور تيسير أبو جمعة، أن الاعترافات الدولية المتزايدة بالدولة الفلسطينية تمثل إنجازاً سياسياً مهماً للشعب الفلسطيني والأمة العربية، وتعكس تحولاً تدريجياً في الموقف الدولي تجاه عدالة القضية الفلسطينية.
وذكر أبو جمعة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الاعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية جاءت نتيجة حراك دبلوماسي عربي ودولي واسع، لعبت فيه دول عربية دوراً محورياً، إلى جانب جهود فرنسا ودول أوروبية أخرى، مما يعكس إدراكاً متنامياً لخطورة السياسات الإسرائيلية.
حراك فاعل
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، إن الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية تُعد انتصاراً معنوياً ورمزياً قبل أن تكون خطوة عملية، لكنها في جوهرها انتصار لدماء وأطفال غزة.
وأضاف الرقب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هذه الاعترافات تمثل استكمالاً للشق الثاني من قرار التقسيم، الذي أقر قيام دولتين، حيث حان الوقت الآن للاعتراف بالدولة الفلسطينية.