الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من القاهرة: قال الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية ووزير خارجية مصر الأسبق، عمرو موسى، إن ما وصفه بـ"التهديد التركي" في المنطقة العربية يتجاوز في خطورته الدور الإيراني، داعيًا إلى متابعته باهتمام يتناسب مع طبيعته الاستراتيجية.
وفي مقابلة تلفزيونية بثتها قناة MBC، أشار موسى إلى أن تركيا تتحرك وفق خطط واستراتيجيات مدروسة، خلافًا لما اعتبره اعتماد إيران على "المذهب الديني والتضاد بين السنة والشيعة"، وهو توجه قال إن "العقل لا يتماشى معه"، بحسب تعبيره.
وأضاف موسى أن اللعب على وتر الخلافات المذهبية بين السنة والشيعة يعد "أمرًا مرفوضًا" ويُفقد السياسة منطقيتها، مؤكدًا أن استغلال هذا الانقسام الطائفي "أمر مكروه جدًا ولا يصح اللجوء إليه"، حسب وصفه.
في المقابل، رأى موسى أن التحرك التركي يتجاوز الأدوات الدينية ليبلغ مستوى السيطرة العسكرية والاستراتيجية، معدّدًا مواقع الوجود التركي في الخليج، والبحر الأحمر، والبحر الأبيض المتوسط، والبحر الأسود، مشيرًا إلى أن أنقرة تسعى في الوقت ذاته إلى علاقات مع الاتحاد الأوروبي، وتوازن دبلوماسي بين واشنطن وموسكو.
وقال:
"هذه مواقف وحركات استراتيجية خطيرة جدًا، وليست فقط في العالم العربي، بل تشمل الدول الناطقة بالتركية أيضًا... إنها سياسة أكبر وأهم من سياسة السنة والشيعة والعمائم، ويجب أن تُراقب باهتمام بالغ".
رابطة لم تولد... والجامعة بقيت 22
وفي سياق الحديث عن رؤيته للسياسة الإقليمية، كشف موسى عن مبادرة اقترحها أثناء توليه منصب الأمين العام للجامعة العربية، تهدف إلى ربط الجامعة بدول الجوار العربي، إلا أن المبادرة – حسب تأكيده – "لم تكن تهدف إلى التحالف مع تركيا أو إيران"، خلافًا لما رُوّج إعلاميًا، بل سعت إلى إنشاء "رابطة الجوار العربي".
وشرح أن هذه الرابطة كانت ستضم دولًا إفريقية ومتوسطية وآسيوية، من بينها تركيا، إيران، وإسرائيل، لكنه واجه عقبة في قبول إيران وإسرائيل ضمن المشروع، نظرًا لما بينهما وبين عدد من الدول العربية من خلافات حادة.
وأكد أن بعض القادة العرب رفضوا المبادرة، رغم أنها – حسب تقديره – كانت قادرة على مضاعفة نطاق الجامعة العربية من 22 دولة إلى 44، بضم دول الجوار الإقليمي.