كتبت: ياسمين عمرو في الأربعاء 20 أغسطس 2025 08:10 صباحاً - نعم! تناول الأسماك خلال فترة الحمل يقدم فوائد كبيرة للأم والجنين، خاصة فيما يتعلق بتقليل فرص إصابة الجنين باضطرابات طيف التوحد؛ الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة تعتبر مصدراً غنياً بالأوميغا-3، والتي تلعب دوراً حيوياً في تطوير الجهاز العصبي للجنين، ومع ذلك ينبغي توخي الحذر بشأن اختيار أنواع الأسماك الآمنة، وتجنب التي تحتوي على مستويات عالية من الزئبق. في هذا التقرير نتعرف من أخصائية التغذية الدكتورة نوال سعد الدين إلى تأثير الأسماك على صحة الحمل، وخطر الإصابة بالتوحد.
دراسات علمية تدعم تأثير الأسماك على تقليل خطر التوحد
السمك يحوي العديد من الفيتامينات والمعادن
في إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة "الأمراض العصبية والنمائية"مؤخراً، وجد الباحثون أن هناك علاقة بين النظام الغذائي للأم أثناء الحمل وتطور اضطرابات التوحد. الأمهات اللواتي يتناولن مستويات أعلى من الأحماض الدهنية - أوميغا 3- خلال الحمل يكنّ أقل عُرضة لإنجاب أطفال مصابين بالتوحد بنسبة 20 في المائة. هذه الدراسة ربطت بشكل مباشر بين استهلاك الأسماك الغنية بالأوميغا-3 وتحسين نمو دماغ الجنين، وتقليل فرص حدوث الاضطرابات النمائية. ولهذا ينصح بتناول 2-3 وجبات من الأسماك أسبوعياً؛ للحصول على الفوائد الصحية دون التعرض لخطر التسمم بالزئبق، مع تجنب سمك القرش وسمك السيف؛ لأنها تحتوي على مستويات عالية من الزئبق. الأسماك منخفضة الزئبق مثل البلطي، التونة الخفيفة المعلبة، السلمون، سمك القد، وسمك السلور، والأسماك الدهنية: مثل السلمون والسردين، فهي غنية بأوميغا 3، ويُنصح بتناول من 8 إلى 12 أونصة في كل وجبة سمك.
نصائح للحامل في بداية الحمل.. تعرفي إليها داخل التقرير
فوائد تناول الأسماك أثناء الحمل
دعم نمو الدماغ والجهاز العصبي الأسماك الدهنية مثل السلمون، التونة، والماكريل تعتبر مصادر ممتازة للأحماض الدهنية، والتي تلعب دوراً محورياً في نمو الدماغ والجهاز العصبي للجنين. الأوميغا-3- لها فوائد عديدة؛ من أهمها أنها تعتبر من اللبنات الأساسية لنمو الدماغ، تحسين الوظائف المعرفية وتعزيز تطور الأنسجة العصبية، وهو ما قد يقلل من فرص ظهور اضطرابات نمائية مثل التوحد. 60 % من دماغ الإنسان يتكون من دهون، والأوميغا أحد المكونات الرئيسية لهذه الدهون، ما يساعد على تطور الشبكات العصبية، وتعزيز التواصل بين الخلايا العصبية في دماغ الجنين. تحسين التواصل العصبي التواصل العصبي الجيد يلعب دوراً مهماً في تحسين وظائف الدماغ، و الأوميغا-3 تحسن من مرونة الأغشية الخلوية، وتجعل الخلايا العصبية أكثر كفاءة في نقل الإشارات. هذه القدرة على التواصل قد تلعب دوراً في تقليل المخاطر التي قد تؤدي إلى التوحد، والذي يُعتقد بأنه يرتبط بمشاكل في طريقة عمل الشبكات العصبية في الدماغ. تقليل الالتهابات الالتهابات داخل الجسم يمكن أن تكون عامل خطر محتملاً للإصابة باضطرابات نمائية لدى الجنين. الأسماك الغنية بالأوميغا-3 تعتبر من المواد الغذائية التي تقلل من التهابات الجسم، وذلك بفضل خصائصها المضادة للالتهابات. الدراسات تشير إلى أن الالتهاب الزائد أثناء الحمل قد يؤثر سلباً على نمو دماغ الجنين، وهو ما قد يرفع من احتمالات حدوث التوحد. لذا، يساعد تناول الأسماك في تقليل هذه الالتهابات والمساهمة في حماية صحة الجنين. تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية الأوميغا-3 تعزز أيضاً صحة القلب والأوعية الدموية لكل من الأم والجنين، كما تقوم بتحسين صحة الدورة الدموية، ما يعني زيادة تدفق الأكسجين والمغذيات إلى الجنين، وهذا يدعم النمو السليم لجميع أعضائه، بما في ذلك الدماغ والجهاز العصبي.
كيف يتم تناول الأسماك بأمان أثناء الحمل؟
طبق يحوي شرائح من السمك وأصابع البطاطس
رغم الفوائد العديدة لتناول الأسماك، يجب أن تكون الأم الحامل حذِرة بشأن أنواع الأسماك التي تستهلكها. بعض الأسماك قد تحتوي على نسب عالية من الزئبق، وهو معدن سام يمكن أن يؤثر سلباً على نمو الجنين؛ إذا تم استهلاكه بكميات كبيرة. الأسماك التي تحتوي على نسب منخفضة من الزئبق وتعتبر آمنة للحمل تشمل: السلمون، التونة الخفيفة، السردين، الماكريل. تنبيهات قبل تناول سمك السلمون:
طبق يحوي قطعة من السمك الشهي
تحتوي جميع الأسماك على قدر من الزئبق، بينما تحتاج بعض الأنواع إلى تجنبها تماماً أثناء الحمل؛ إلا أن سمك السلمون من الأسماك التي يمكن للحامل تناولها باعتدال.
تناول السلمون مطبوخاً تماماً، وتناوله مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع؛ من أجل الحصول على فوائد أوميجا 3 مع الحد من التعرض للزئبق.
تجنب سمك السلمون النيء أو المدخن لمنع الليستيريا، وهي بكتيريا تسبب عدوى، ويمكن الإصابة بها عن طريق تناول الطعام الملوث، مما يزيد من خطر الولادة المبكرة أو الإجهاض أو ولادة جنين ميت.
مراقبة تناول الزئبق أثناء الحمل؛ لأن المستويات المرتفعة يمكن أن تسبب تلفاً في الدماغ ومشاكل في السمع والبصر للجنين، لذلك يفضل تناول الأسماك مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع.
أطعمة أخرى تُعزز صحة الدماغ وتُقلل من خطر التوحد
الأوراق الخضراء
بالإضافة إلى الأسماك، هناك العديد من الأطعمة الأخرى، التي يمكن أن تساعد في تعزيز صحة دماغ الجنين، وتقليل مخاطر الإصابة بالتوحد: المكسرات والبذور المكسرات مثل الجوز واللوز، تحتوي على نسب عالية من الأوميغا-3 والبروتينات والفيتامينات الضرورية لنمو الدماغ، بذور الشيا وبذور الكتان أيضاً تُعد مصادر ممتازة للأوميغا 3. البيض البيض يحتوي على الكولين، وهو مركب غذائي يلعب دوراً مهماً في نمو الدماغ ووظائف الذاكرة. أظهرت الأبحاث أن تناول الكولين أثناء الحمل، قد يساعد في تحسين وظائف الدماغ لدى الطفل. الخضروات الورقية الداكنة الخضروات مثل السبانخ والكرنب تحتوي على مستويات عالية من الفيتامينات والمعادن مثل الفولات، وهو ضروري لتطور دماغ الجنين، ويقلل من احتمالات حدوث تشوهات عصبية. الفواكه والخضروات الطازجة الفواكه والخضروات الغنية بالفيتامينات والمعادن، مثل التوت والبروكلي، تحمي الدماغ من التلف الناتج عن الإجهاد التأكسدي، مما يساهم في تعزيز التطور العصبي. الحبوب الكاملة تحتوي الحبوب الكاملة على الألياف، والتي تساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم، مما يؤثر على صحة الدماغ والنمو العقلي للجنين.
نصائح هامة:
الاطمئنان على سلامة الحمل والجنين
الاعتدال: يجب على الحامل تناول الأسماك باعتدال، ويفضل استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية حول الكمية المناسبة.
الطهي الجيد: يجب طهي الأسماك جيداً؛ لتجنب أي خطر للإصابة بالعدوى.
تجنب الأسماك النيئة: يجب تجنب تناول الأسماك النيئة أو غير المطبوخة جيداً لتجنب خطر التلوث.
تجنب الأنواع عالية الزئبق: يجب تجنب تناول الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق، مثل سمك القرش وأبو سيف.
استشارة الطبيب: في حالة وجود أي شكوك أو مخاوف، يجب استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية.
*ملاحظة من"الخليج 365": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.