كتبت: ياسمين عمرو في الجمعة 5 سبتمبر 2025 09:58 صباحاً - من المعتاد أن نلاحظ ظهور بعض الأعراض المَرضية التي لا نجد لها علاجاً نهائياً عند أطفالنا، ويصنفها الأطباء على أنها حساسية موسمية؛ بمعنى أنها مرتبطة بوقت معين وأحوال جوية معينة، ولذلك فأعراض الحساسية الموسمية تتراوح عند الطفل من أعراض خفيفة إلى شديدة، وتكون أكثر شيوعاً خلال بدايات الفصول أو انقلاب الطقس، مثل بداية فصل الربيع أو الخريف، خصوصاً عندما تكون مستويات حبوب لقاح الأشجار مرتفعة في الأجواء، وإن كانت ليست السبب الأول لحدوث الحساسية الموسمية.
توصل الأطباء إلى أنه في العادة لا تؤثر الحساسية الموسمية على صحة الطفل الذي يقل عمره عن عامين أو ثلاثة، ولذلك فيحتمل أن تظهر الأعراض أكثر على الطفل فوق هذا العمر، ولذلك فقد التقت "الخليج 365 وطفلك"، وفي حديث خاص بها، باستشاري أمراض حساسية الصدر والربو الدكتور سميح شهاب، حيث أشار إلى أعراض الحساسية الموسمية عند الأطفال، وأسبابها، والمؤثرات المرتبطة بها، وطرق التعامل معها، ومضاعفاتها على صحة الطفل، في الآتي:
أسباب الحساسية الموسمية عند الأطفال

- اعلمي أن الحساسية الموسمية تعني ظهور أعراض تنفسية، خصوصاً على الطفل، مع تغير الطقس، خاصة مع انتشار حبوب اللقاح في الجو، حيث يلاحظ أنه كلما زاد عدد الزهور التي تنمو مع بداية فصل الربيع، حيث يصبح الطقس أكثر دفئاً؛ زادت كمية حبوب اللقاح التي قد تنقلها الرياح من أجل حدوث تلقيح للأشجار والأزهار، وعند استنشاق الطفل لرائحة حبوب اللقاح؛ يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث ما يعرف بردود الفعل التحسسية لديه؛ مثل العطس والسعال؛ أي أن الحساسية الموسمية هي رد فعل الجسم تجاه مؤثر خارجي.
- توقعي أن يصاب طفلك بأعراض الحساسية الموسمية عند تعرضه إلى عث الغبار الناتج عن تنظيف المنزل، والسجاد خصوصاً، وكذلك عند تعرضه إلى لعاب القطط ورائحة وبرها، وفي حال تعرضه إلى الفطريات التي تتواجد في البيئات الرطبة؛ أي الغرف والملابس والأغطية سيئة التهوية، وفي حال تعرض الطفل إلى شم العطور ومواد التنظيف، وكذلك دخان السجائر ورائحته العالقة بالملابس والأثاث.
- توقعي أن يصاب طفلك بأعراض الحساسية الموسمية أكثر من الأطفال الآخرين، لأسباب وراثية، فإذا كان أحد الوالدين مثلاً مصاباً بها؛ فسوف يرث هذه الحالة من أحدهما.
أعراض الحساسية الموسمية عند طفلك

- لاحظي أنه في حال إصابة طفلك بالحساسية الموسمية، فسوف يصاب باحتقان أو ضغط على الجيوب الأنفية بشكل كبير وواضح، مسبباً له احمرار الأنف والصداع والشعور بالضيق.
- توقعي في حال إصابة طفلك بالحساسية الموسمية؛ أن يعاني من حالة دائمة من سيلان الأنف، علماً بأن سيلان الأنف عند الأطفال.. لكل حالة علاج، بالإضافة إلى ظهور العيون الدامعة، والرغبة في حكة وفرك العينين.
- لاحظي أن هناك أعراضاً تنفسية سوف تظهر على طفلك من ضمن أعراض الحساسية التنفسية، ومنها السعال، وكذلك التهاب الحلق، مما يعني أن أعراض الحساسية الموسمية تشبه إلى حد كبير أعراض الرشح والبرد عند الأطفال.
- توقعي أنه في حال إصابة طفلك بالحساسية الموسمية، وغالباً ما يكون لها أعراض جلدية وليست تنفسية فقط؛ أن يصبح جلد الطفل منتفخاً ولونه أزرق، خصوصاً في منطقة تحت العينين، كما ستلاحظين ضعفاً في حاستي التذوق أو الشم عند طفلك.
هل يمكنني تقليل أعراض الحساسية الموسمية عند طفلي؟

- اعلمي أنه يمكنك اتخاذ عدة تدابير منزلية بسيطة، لكي تقللي من أعراض الحساسية الموسمية لدى طفلك؛ عن طريق تقليل التعرض لمسببات الحساسية، مثل غسل الملابس بعد العودة إلى المنزل؛ لتخليصها من الغبار وحبوب اللقاح العالقة بها، وكذلك عدم خلع الأحذية داخل المنزل، ويفضل أن يستحم الطفل بعد عودته من الخارج.
- احرصي على إغلاق نوافذ البيت والشرفات جيداً في حال تعرضت المنطقة لأجواء تقلّب الطقس وهبوب الرياح؛ لمنع دخول الأتربة والغبار، التي تحمل مثيرات الحساسية معها إلى المنزل.
- احرصي على استخدام فلتر خاص لتنقية هواء المنزل في حال توافره؛ لكي يعمل على تخليص ذرات الهواء من مسببات الحساسية، مع الحرص على تنظيفه وتغيير القطع الداخلية منه باستمرار؛ لكي تساعد بشكل جيد على دوران الهواء في المكان وتنقيته.
- حاولي أن يمارس طفلك المشي على جهاز المشي في البيت، ولمدة نصف ساعة يومياً، في حال هبوب الرياح في الخارج، حيث إن أهمية الرياضة للأطفال تسهم في تنظيم البروتينات الالتهابية، التي تتسبب في حدوث الحساسية، بالإضافة إلى أن التمارين الرياضية تعمل بشكل فعال على فتح مجاري الهواء الأنفية المسدودة، وتخفيف احتقان الأنف المزعج.
نصائح مهمة لعلاج الحساسية الموسمية عند الطفل
- احرصي على ضرورة الحد من تعريض طفلك لمسببات الحساسية، والتي تعد أفضل خطوة لعلاج أعراض الحساسية الموسمية لدى طفلك؛ لأن الحساسية الموسمية ليس لها علاج نهائياً، ولكن الوقاية هي أفضل طريقة لتخفيف الأعراض، التي قد تكون شديدة على بعض الأطفال؛ لأن نقص مناعة الطفل يؤدي إلى حدوث مضاعفات، وقد تضطر الأم للجوء إلى قسم الطوارئ؛ نتيجة تعرّض الطفل لضيق التنفس مثلاً.
- استخدمي، وبناءً على وصفة الطبيب فقط، بما يعرف بمضادات الهيستامين الفموية في حال ظهور الأعراض، فهي تساعد الطفل وبشكل فعال في حال كان يعاني من أعراض العطس والحكة في محيط الفم والأنف والعينين، وغالباً ما يقوم الطبيب بتحديد جرعات مضادات الهيستامين التي تم استحداثها للطفل، بحيث يحصل عليها مرة واحدة يومياً؛ لأنها تساعد على شعور الطفل بالرغبة الدائمة بالنعاس.
- استخدمي بخاخات خاصة تعرف ببخاخات المحلول الملحي الأنفية؛ من أجل تنظيف الممرات الأنفية لطفلك، ويمكنك استخدامها عند اللزوم، ومن دون إسراف؛ لكي لا تؤدي إلى أعراض جانبية، وتعد بخاخات الستيرويد الأنفية كمستحضر دوائي فعالة، ولكنها تؤدي إلى نتائج بشكل أفضل عند استخدامها في الوقت الذي تظهر فيه أعراض الحساسية الموسمية على طفلك.
- استخدمي مزيلات الاحتقان التي تؤخذ عن طريق فم الطفل في علاج انسداد الأنف المزعج، ولكن لا يجب أن تستخدميها في حال كان عمر طفلك أقل من أربع سنوات، ويجب عدم المبالغة في استخدامها، بحيث لا يزيد استخدامها على أربعة أيام مثلاً؛ لأنها تتسبب في حدوث مضاعفات أخرى.
قد يهمك أيضاً: كيفية التفرقة بين حساسية الطعام وعدم تحمله عند الأطفال
* ملاحظة من «الخليج 365»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.
