هزت فضيحة الاعتداء الجنسي التي تورط فيها الراحل جوني كيتاغاوا عالم الترفيه الياباني، مخلفة وراءها فجوة كبيرة وزعزعة للثقة في الصناعة. ومع تفكيك وكالة المواهب الشهيرة ”جوني وشركاؤه“ وإعادة هيكلتها في كيانات جديدة، لا تزال التساؤلات قائمة حول مدى جدية الشخصيات المؤثرة في قطاع الترفيه والإعلام في مواجهة الفساد المتجذر ومعالجة الانتهاكات التي كانت تمثلها هذه القضية. فهل ستؤدي هذه التغييرات إلى إصلاح حقيقي، أم أنها مجرد إعادة تموضع دون تغيير جوهري؟
في السابع من مارس/آذار 2023، بثت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) فيلمًا وثائقيًا بعنوان المفترس: الفضيحة السرية لموسيقى البوب اليابانية، ليكون أول برنامج تلفزيوني يكشف علنًا عن الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها جوني كيتاغاوا بحق الشباب الصغار. يُعد جوني كيتاغاوا، الذي توفي عام 2019، مؤسسًا لوكالة المواهب الفنية الشهيرة جوني وشركاؤه (Johnny & Associates)، التي لعبت دورًا محوريًا في صناعة البوب اليابانية لعقود، حيث أطلقت مسيرة العديد من الفرق الغنائية الناجحة. أثار الفيلم الوثائقي جدلًا واسعًا داخل اليابان وخارجها، مما دفع وكالة جوني وشركاؤه، التي أعيدت تسميتها لاحقًا إلى سمايل أب (Smile-Up)، إلى تعيين لجنة تحقيق مستقلة برئاسة المحامي هاياشي ماكوتو، المدعي العام الكبير السابق. وفي تقرير صدر أواخر أغسطس/آب 2023، أكدت اللجنة أن جوني كيتاغاوا قد تورط بالفعل في اعتداءات جنسية ممنهجة، مما شكل ضربة كبيرة لمصداقية الوكالة وأحدث صدمة واسعة في الأوساط الفنية والإعلامية. نتيجة لذلك، اضطرت إدارة الوكالة إلى عقد مؤتمر صحفي في السابع من سبتمبر/أيلول 2023، لمواجهة الضغوط المتزايدة والإجابة عن التساؤلات المتعلقة بالفضيحة. حضر المؤتمر جولي فوجيشيما، الرئيسة السابقة للوكالة وابنة شقيقة كيتاغاوا، إلى جانب الرئيس الجديد هيغاشياما نوريوكي، وإينوهارا يوشيهيكو، رئيس جوني أيلاند (Johnny’s Island)، وهي إحدى الشركات التابعة للوكالة. خلال المؤتمر، تم الإعلان عن خطط لتعويض الضحايا وإعادة هيكلة الوكالة، إلا أن هذه الإجراءات لم تكن كافية لاحتواء الأزمة، حيث استمرت الانتقادات، خاصة من الضحايا الذين طالبوا باعتراف أوسع بحجم الانتهاكات التي وقعت على مدار العقود الماضية.
من اليسار، رئيس وكالة ”جوني أيلاند“ إينوهارا يوشيهيكو، ورئيس وكالة ”جوني وشركاؤه“ هيغاشياما نوريوكي، والرئيس السابق للوكالة جولي فوجيشيما، والمحامي كيميدا هيروشي في مؤتمر صحفي في السابع من سبتمبر/أيلول 2023 في حي تشيودا بطوكيو (© جيجي برس)
وقد اعتذرت جولي فوجيشيما، الرئيسة السابقة للوكالة، وهي تبكي خلال المؤتمر الصحفي، قائلة: ”لقد كانت هذه أفعال عمي، وأنا أتحمل المسؤولية بصفتي ابنة أخيه.“ كما أدان هيغاشياما نوريوكي، أحد أبرز فناني الوكالة والمقربين سابقًا من كيتاغاوا، تصرفاته ووصفها بأنها ”وحشية ولا تغتفر.“ وفي الثاني من أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام، عقد هيغاشياما إلى جانب إينوهارا يوشيهيكو، وهو فنان آخر من مجموعة جوني وشركاؤه، مؤتمرًا صحفيًا إضافيًا أعربا فيه عن ندم أعمق، مشددين على التزامهم بإصلاح الأضرار التي لحقت بالضحايا وبقطاع الترفيه في اليابان. كانت هذه لحظة نادرة في تاريخ الوكالة، التي لطالما عملت في عزلة تامة عن التدقيق العام ولم تعقد مؤتمرات صحفية كبرى من قبل، مما جعل مواجهتها العلنية لهذه القضية تحولًا جذريًا في سياساتها. في هذا المؤتمر، تعهدت الإدارة الجديدة بتعويض الضحايا بشكل يتجاوز المتطلبات القانونية، مع التأكيد على أنه بمجرد استكمال التعويضات، سيتم حل الوكالة نهائيًا. كما أُعلن عن نقل عملياتها إلى كيان جديد مستقل تمامًا عن جوني وشركاؤه، بحيث لن يكون لجولي فوجيشيما أي دور فيه، في محاولة واضحة لقطع جميع الصلات بالإرث المظلم لجوني كيتاغاوا. هذه الوعود أشارت إلى التزام حقيقي بالإصلاح، لكن التساؤلات لا تزال قائمة حول ما إذا كانت هذه التغييرات كافية لاستعادة ثقة الجمهور ومعالجة الأضرار التي لحقت بالضحايا.
العودة إلى سريتها السابقة
الرئيس التنفيذي لوكالة ”ستارتو إنترتينمنت (Starto Entertainment)“ فوكودا أتسوشي يتحدث إلى الصحفيين في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 2023 في حي ميناتو بطوكيو (© جيجي برس)
لكن المسار تغير في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عندما تقرر أن يتولى فوكودا أتسوشي، الرئيس السابق لشركة فرعية تابعة لشركة سوني للترفيه، منصب الرئيس التنفيذي للوكالة الجديدة، التي أُطلق عليها اسم ”ستارتو إنترتينمنت (Starto Entertainment)“. وقد تحدث فوكودا إلى عدد قليل من الصحف ووسائل الإعلام المختارة في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2023، لكنه لم يعقد أي مؤتمر صحفي حتى الآن. وفي شهر أبريل/نيسان من عام 2024، قامت وكالة ”ستارتو“ بتوقيع عقود مع 295 شخصًا في 28 مجموعة مواهب تابعة لوكالة ”جوني وشركاؤه“، مدعومة بضخ رأس مال أولي قدره عشرة ملايين ين. وبينما يقال إن الأموال جاءت من الإدارة والموظفين، إلا أنه لم يتم الكشف عن التفاصيل. وقد أثار هذا الافتقار إلى الشفافية تكهنات في صناعة الترفيه والتلفزيون بأن التمويل الأولي، بالإضافة إلى ملايين الينات من الأموال التشغيلية، قد تم توفيرها أو ضمانها من قبل جولي فوجيشيما. وإذا كان هذا صحيحًا، فإن هذا يعني أن وكالة ”ستارتو“ ليست أكثر من مجرد نسخة معاد تسميتها من وكالة ”جوني وشركاؤه“. إن عقد مؤتمر صحفي سيكون خطوة أساسية في تبديد مثل هذه الشكوك، لكن فوكودا لم يظهر أي علامة على القيام بذلك. وبدلاً من ذلك، يبدو أن الوكالة قد عادت إلى نفس ثقافة السرية والانعزالية التي كانت سائدة في عهد سلفه.
تقدم في تعويض الضحايا، لكن المعايير لا تزال غير واضحة
وفي الوقت نفسه، تستمر جولي فوجيشيما في منصبها كمدير تمثيلي لوكالة ”جوني وشركاؤه“ السابقة، والتي غيرت اسمها إلى ”سمايل أب (Smile-Up)“، في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023. وتعمل الوكالة الآن فقط من أجل التعامل مع تعويضات الضحايا. وحتى الثالث عشر من شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2024، تقدم ما مجموعه 1,008 أشخاص للإبلاغ عن انتهاكات بحقهم، منهم 538 شخصًا توصلوا إلى اتفاق تعويض، و215 شخصًا أبلغتهم الوكالة أنهم لن يحصلوا على تعويض، و237 شخصًا لم يعد بالإمكان الاتصال بهم، و9 أشخاص ما زالت بلاغاتهم قيد التقييم أو التحقق. ولم تكشف الوكالة بعد عن أي تفاصيل مثل معايير التعويض وغيرها. وقد تعالت أصوات في وسائل الإعلام تحث الوكالة على تقديم توضيحات أكثر تفصيلًا، ولكن لا يبدو أن فوجيشيما ولا هيغاشياما على استعداد لعقد مؤتمر صحفي. فحتى الآن، لم يخاطبا الجمهور إلا عندما كان رد الفعل العنيف في ذروته، مباشرة بعد تأكيد حدوث الاعتداءات الجنسية. وفي الآونة الأخيرة، قام بعض الضحايا والمدعين برفع دعاوى تحكيمية أو قانونية ضد وكالة ”سمايل أب“. وبالإضافة إلى ذلك، تم رفع دعوى قضائية في لاس فيجاس في نيفادا، من قبل الضحايا الذين زعموا تعرضهم لاعتداءات جنسية هناك.
”ستارتو“ تُظهر نفس الموقف المتشدد كما في السابق
أما بالنسبة للوكالة الجديدة ”ستارتو“، فقد لاحظ البعض أن نهجها المتشدد تجاه شبكات التلفزيون بدأ يشبه نهج وكالة ”جوني وشركاؤه“. ومن الأمثلة الرمزية بشكل خاص على ذلك قيام الوكالة بسحب مواهبها من برنامج ”كوهاكو أوتا غاسّين (Kōhaku Uta Gassen)“، وهو برنامج موسيقي سنوي تقوم هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (NHK) ببثه بمناسبة رأس السنة الجديدة. ومنذ شهر سبتمبر/أيلول من عام 2023، توقفت NHK عن توظيف مواهب جديدة من وكالة ”جوني وشركاؤه“ السابقة. ولم يكن هناك أي مشارك من الوكالة في برنامج ”كوهاكو“ لأول مرة منذ 44 عامًا. وحافظت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية على موقفها هذا حتى بعد تأسيس الوكالة الجديدة في شهر أبريل/نيسان من عام 2024. ومع ذلك، في السادس عشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام، أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية أنها ستستأنف توظيف فناني ”ستارتو“. وقد صرح رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية إينابا نوبو في مؤتمر صحفي عُقد في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2024 قائلًا ”بالإضافة إلى جهودهم لتعويض الضحايا واتخاذهم إجراءات لمنع تكرار حدوث ذلك، فقد لاحظنا أن هناك تقدمًا في فصل الإدارة بين وكالتي ”سمايل أب“ و”ستارتو“ أيضًا. وعندما تم إجراء مقابلة مع أحد موظفي الإنتاج في هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، قيل لي إن المنتج الرئيسي لبرنامج ”كوهاكو“ كان يتفاوض مع ”ستارتو“ منذ ما قبل إعلان أكتوبر. ومع ذلك، لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق حول عدد المغنيين الذين سيشاركون. وكان فريق إنتاج برنامج ”كوهاكو“ قد اقترح إدراج فرقة العرض ”رجل الثلج (Snow Man)“ وفرقة أخرى من ”ستارتو“ في البرنامج. ومنذ شهر سبتمبر/ أيلول من عام 2023 لم يظهر أي فنان من الوكالة على قناة هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، وبالنظر إلى أن المشاركة في أنشطة البث في هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية هي أحد معايير المشاركة، فإن الاقتراح الذي يمثل تقريبًا عُشر إجمالي 21 فرقة مشاركة، لا يبدو غير معقول إلى هذا الحد. وهذا صحيح بشكل خاص بالنظر إلى أنه في الفترة من عام 1997 إلى عام 2008، شاركت مجموعة أو مجموعتان فقط من وكالة ”جوني وشركاؤه“ في البرنامج كل عام. ولكن وكالة ”ستارتو“ دفعت باتجاه ظهور ثلاث أو أربع مجموعات في البرنامج. وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو كثيرًا، إلا أنه يمكن تبريره بحقيقة أنه في عام 2022، قبل أن تتوقف هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية عن عرض فناني وكالة ”جوني وشركاؤه“، شاركت ست مجموعات في البرنامج. وخلال المفاوضات بين هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية و”ستارتو“، قامت الأولى ببث برنامج خاص عن جوني كيتاغاوا و”إمبراطورية العارضين“ الخاصة به في العشرين من شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2024، مما أدى إلى تعقيد عملية التفاوض. وتضمن البرنامج مشهدًا تحدث فيه ممثل ”سمايل أب“، الذي يتعامل مع التعويضات، ببرود مع عائلات الضحايا، الأمر الذي أعطى انطباعًا سلبيًا عن ”سمايل أب“ و”ستارتو“. إلا أن أكثر ما أحبط ”ستارتو“ أكثر من غيره هو الانتقادات اللاذعة التي وجهها الفيلم الوثائقي عن ”واكايزومي هيساأكي“، وهو مستشار في الوكالة الجديدة وكان قد انتقل إليها من وكالة ”جوني وشركاؤه“. وكان واكايزومي، وهو مدير سابق في هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، قد قاد قسم الإنتاج في الشبكة في السابق.
انتقاد ”ستارتو“ من الوكالات الأخرى
لقد أشارت الانتقادات إلى العلاقات الوثيقة التي تربط هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية بوكالة ”جوني وشركاؤه“، والتي بدأت في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وقد بدأ عدد فناني الوكالة الذين يظهرون في برنامج ”كوهاكو أوتا غاسّن“ في الازدياد في عام 2009، وبلغ ذروته في عام 2015 حيث وصل إلى سبع مجموعات. وقد جعل الفيلم الوثائقي الأمر يبدو كما لو أن واكايزومي هو المسؤول الوحيد عن هذه العلاقة، ولكن من الواضح أن هذا تبسيط مبالغ فيه. وجدير بالذكر أنه لم يتم تضمين أي من موظفي هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانيةالحاليين كمواضيع للمقابلات في البرنامج، وهو ما أثار القلق حتى بين العاملين داخل الشبكة. ونتيجة لبث الفيلم الوثائقي والخلافات حول عدد الفنانين المشاركين، انسحبت وكالة ”ستارتو“ من برنامج ”كوهاكو أوتا غاسّين“. ومع ذلك، أعربت وكالات الترفيه الأخرى عن انتقادها لوكالة ”ستارتو“. حيث قال أحد المسؤولين التنفيذيين في إحدى الوكالات التي أجريت مقابلة معها ”لن يشاركوا إلا إذا حصلوا على ما يريدونه بالضبط. فالأمر لا يختلف عن وكالة جوني وشركاؤه“. وقد عُرفت وكالة ”جوني وشركاؤه“ بفرض إرادتها على الشبكات التلفزيونية من خلال حجب المواهب المشهورة عن البرامج التي تضم نجومًا يمثلون وكالات أخرى. ويبدو أن هذا النهج بدأ يُعاد إحياؤه من جديد.
معظم الشبكات التلفزيونية التجارية تلتزم الصمت
هل حدث أي تغيير في الشبكات التلفزيونية التي تعرضت لانتقادات بسبب صمتها الذي قيل إنه أطال أمد التستر على فضيحة الاعتداء الجنسي؟ بعد أن اعتذرت وكالة ”جوني وشركاؤه“ عن الإساءة في شهر سبتمبر/أيلول من عام 2023، أوقفت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية توظيف فنانين جدد من الوكالة، بينما توقف تلفزيون نيبون عن إظهارهم في البرامج العادية. ومع ذلك، تبقى الحقيقة أن أيًّا من هذه الشبكات لم تتخذ أي إجراءات قبل عرض تقرير بي بي سي. وهذا أمر إشكالي بالنظر إلى مسؤولياتها كوسائل إعلام. ولسنوات، كان المتخصصون في صناعة التلفزيون على دراية بالشائعات حول إساءة معاملة جوني كيتاغاوا للفنانين الشباب الصغار، لكنهم اختاروا التغاضي عن ذلك. وقبل حوالي عشرين عامًا، أخبرني مسؤول تنفيذي سابق (متوفى) في تلفزيون أساهي أن ”جوني مشكلة“. وقد واصلت قنوات تلفزيون أساهي وTBS وتلفزيون فوجي توظيف الفنانين من الوكالة حتى بعد خريف عام 2023، مبررين ذلك بقولهم ”إن هذا ليس خطأ الفنانين“. ولكن يبدو هذا الموقف وكأنه طريقة للاستمرار في غض الطرف، ويبدو تفسيرهم مخادعًا. ومن المقرر أن تفتتح قناة تلفزيون أساهي مسرحًا يتسع لـ 1500 مقعد في منطقة أرياكي في طوكيو في عام 2026. وقبل أن تصبح فضيحة جوني كيتاغاوا معروفة على نطاق واسع، توقع قطاع صناعة التلفزيون والترفيه أن يكون عامل الجذب الرئيسي للمسرح هو المواهب من وكالة ”جوني وشركاؤه“ السابقة. والحفاظ على استمرار عمل المسرح أمر صعب بدون وجود عامل جذب رئيسي. وقد تمت الإشارة إلى أن السبب وراء عدم توقف قناة تلفزيون أساهي عن توظيف الفنانين من وكالة ”جوني وشركاؤه“ ووكالة ”ستارتو“ هو هذا المسرح. وقد اتخذ تلفزيون فوجي، الذي واصل أيضًا التوظيف من وكالة ”جوني وشركاؤه“، خطوة غير معتادة تمثلت بإعارة إحدى المنتِجات لديه إلى الوكالة مع الاحتفاظ بها كموظفة. وقد أبرزت هذه الخطوة غير المسبوقة في مجال شؤون الموظفين مدى التقارب بين الطرفين. كما لم تتوقف قناة TBS عن توظيف فنانين من الوكالة، بينما استأنفت قناة نيبون التلفزيونية التوظيف في شهر أبريل/نيسان من عام 2024.
هل عادت الشبكات التلفزيونية بالفعل إلى إرضاء الوكالة؟
لقد كانت قناة تلفزيون طوكيو هي الشبكة التلفزيونية الخاصة الوحيدة التي أبقت على تعليق توظيف الفنانين من الوكالة لأكثر من عام، ولم ترفعه إلا في الثالث من شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2024. ويُنظر إلى هذا الأمر على نطاق واسع على أنه متأثر بشركتها الأم ”نيكّاي“، وهي شركة إعلامية لها علاقات قوية مع عالم الأعمال، مما جعلها على الأرجح أكثر حذرًا. ففي عالم الأعمال، اتخذت الرابطة اليابانية للمديرين التنفيذيين للشركات (تُعرف باسم كيزاي دويوكاي)، والتي يرأسها نينامي تاكيشي الرئيس والمدير التنفيذي لشركة سانتوري القابضة، موقفًا متشددًا بشكل خاص من هذه القضية. ولكن حتى تلفزيون طوكيو عاد إلى استرضاء وكالة ”ستارتو“. فبعد قيام NHK ببث الفيلم الوثائقي عن الاعتداءات الجنسية، ورد أن أحد مسؤولي العلاقات العامة في تلفزيون طوكيو كان قد طلب من موظف سابق شارك في الفيلم الامتناع عن استخدام لقب ”موظف سابق في تلفزيون طوكيو“، وأن يتجنب مناقشة الفترة التي قضاها كموظف في الشبكة التلفزيونية. وهذا الموظف السابق هو تابوتشي توشيهيكو، وهو أستاذ في جامعة ”جي إف أوبرلين“ في طوكيو. ووفقًا لمدونته ومقاله الذي ساهم به في موقع ”بريزيدينت أونلاين (President Online)“، طلب منه المدير التنفيذي لتلفزيون طوكيو الامتناع عن التحدث بصفته موظفًا سابقًا، قائلًا له إن طاقم الإنتاج في الشبكة التلفزيونية قد شعر بالقلق بسبب العدد الكبير من المكالمات الهاتفية التي تلقوها بعد بث الفيلم الوثائقي. إلا أن ما ناقشه تابوتشي في الفيلم الوثائقي كان شخصية جوني كيتاغاوا وطبيعة وكالة ”جوني وشركاؤه“، وهي موضوعات من الواضح أنها تحظى باهتمام الجمهور. وقد قال لي تابوتشي في المقابلة التي أجريتها معه ”من الصعب على الموظفين المحترفين في القنوات التلفزيونية التحدث عن وكالات المواهب الفنية. وهذه العقلية قد تغلغلت في هذه الصناعة منذ سنوات عديدة“. لقد خاطر تابوتشي، الذي يعمل كصحفي أيضًا، وقرر التحدث علنًا مع علمه بتبعات ذلك. ولو تم إسكات مثل هذه الأصوات، لبقيت العلاقة بين قطاع صناعة التلفزيون وصناعة الترفيه محاطة بالسرية. فهل يجب الإشادة بـهيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، التي بثت الفيلم الوثائقي عن الاعتداءات الجنسية في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2024 يا ترى؟ أعتقد أنه ليس بالضرورة القيام بذلك. فبصفتها هيئة بث عامة، من المتوقع أن تلتزم هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية بمستوى عالٍ من المسؤولية. وقسم التقارير الذي يتعامل مع الأخبار والأفلام الوثائقية منفصل تمامًا عن قسم الترفيه هيكليًا. وقد تمكن الفيلم الوثائقي الذي أنتجه قسم التقارير من فضح الجوانب المظلمة لصناعة الترفيه. ومع ذلك، فقد تقرر داخليًا بحلول شهر أبريل/ نيسان من عام 2024 أنه سيتم بث الفيلم الوثائقي في شهر سبتمبر/أيلول (تم بثه بعد شهر من ذلك)، ويبدو لي أن هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية كانت تخطط لاستخدام الفيلم الوثائقي كوسيلة لتلميع صورتها قبل استئناف توظيف المواهب الفنية من وكالة ”ستارتو“، خاصة في إطار التحضير لبرنامج ”كوهاكو أوتا غاسّين“، الذي تتم مراقبة نسب مشاهدته عن كثب، بغض النظر عن التقدم المحرز في تعويض الضحايا. وصحيح أن عرض المواهب الفنية من وكالة ”ستارتو“ في البرامج التلفزيونية سيضمن الحصول على تقييمات أعلى، إلا أنه إذا بقيت الشبكات التلفزيونية تركز على نسب المشاهدة، واستأنفت علاقاتها القديمة مع وكالة ”جوني وشركاؤه“ السابقة دون التفكير بشكل كامل في دور هذه الوكالة في فضيحة الاعتداءات الجنسية، فستبقى المشكلة دون حل. وستكون مسألة وقت فقط قبل أن تواجه صناعات الترفيه والتلفزيون موجات جديدة من الفضائح الكبرى.
(الترجمة من اللغة الإنجليزية. صورة العنوان الرئيسي: مبنى المقر الرئيسي السابق لوكالة ”جوني وشركاؤه“ عند وفاة جوني كيتاغاوا. تم التصوير في حي ميناتو بطوكيو، في يوليو/تموز 2019. © أ ف ب/جيجي برس)
الجنس الجريمة تحرش
كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | فضيحة هزت اليابان: كيف تغيرت صناعة الترفيه بعد سقوط إمبراطورية جوني كيتاغاوا؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.