القاهرة - سمر حسين - صحة

انتشرت في السنوات الأخيرة بعض العلاجات الطبيعية التي يعتقد الناس بقدرتها على علاج العديد من الأمراض، ومن بينها ديدان البطن، التي تُعد من أكثر الطفيليات شيوعًا خاصة بين الأطفال، وواحدة من أكثر الطرق تداولًا بين الناس هي تناول الثوم على الريق، في محاولة لما يُعتقد أنه «قتل ديدان البطن» بطريقة طبيعية وآمنة؛ ولكن خلف هذه الشعبية الكبيرة، هل الثوم فعال أم ما ينتشر مجرد خرافة؟.
أنواع ديدان البطن الشائعة
في هذا الصدد، قال الدكتور إسلام رشاد، استشاري الجهاز الهضمي، في تصريحات خاصه لـ«الوطن»، إن ديدان البطن هي طفيليات تصيب الأمعاء وتعيش في جسم الإنسان مستمدة غذاءها من محتويات الجهاز الهضمي، ومن أشهر الأنواع هي:
- الديدان الدبوسية، الأكثر شيوعًا عند الأطفال وتسبب حكة شديدة خاصة ليلًا.
- الديدان الشريطية، تنتقل غالبًا عن طريق اللحوم غير المطهية جيدًا.
- الأسكارس "الديدان الأسطوانية"، تنتقل عبر تلوث المياه أو الطعام.
- الهُوْكَوُرْم "الأنكلستوما"، تدخل الجسم من خلال الجلد، خصوصًا عند المشي حفاة على تربة ملوثة.
أعراض الإصابة
أوضح «رشاد» أن أعراض الإصابة تختلف حسب النوع لكنها عادًة ما تتضمن:
- ألمًا في البطن
- فقدان الشهية
- غثيان أو قيء
- فقدان الوزن
- اضطرابات في الإخراج كالإسهال أو الإمساك
- حكة شرجية في حالة الديدان الدبوسية
الثوم على الريق والعلاج الشعبي
ويُعتبر الثوم من أكثر المواد الطبيعية استخدامًا في الطب البديل، ويحتوي على مركبات فعالة أهمها الأليسين «Allicin»، وهي مادة تُطلق عند تقطيع الثوم الطازج وتتميّز بخواص مضادة للبكتيريا والفطريات، ويعتقد البعض أن هذه المادة تهاجم الطفيليات المعوية وتساعد على طردها.
ولكن وفقًا لما ذكره الدكتور إسلام رشاد، فإن الثوم له خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، لكنه لا يُصنّف كمضاد طفيلي فعال بمعايير طبية واضحة، مضيفا أن التجارب على الحيوانات أعطت نتائج أولية واعدة، لكنها لم تصل بعد لمستوى يُمكّننا من اعتماده كعلاج أساسي للديدان.
الدراسات العلمية حول الثوم والديدان
وبحسب ما نشرته مجلة "Parasitology Research" دراسة عام 2015 تشير إلى أن مستخلص الثوم أظهر تأثيرًا مثبطًا على نمو بعض أنواع الديدان عند تجربته في المعمل، إلا أن تأثيره لم يكن بالقوة الكافية لمقارنته بالأدوية المتخصصة مثل:
- Albendazole «ألبيندازول»
- Mebendazole «ميبندازول»
- Pyrantel Pamoate «بيرانتيل باموات»
وتعمل هذه الأدوية على شل حركة الديدان ومنع امتصاصها للغذاء؛ مما يؤدي إلى موتها وطردها من الجسم خلال أيام معدودة.
الآثار الجانبية لتناول الثوم بكثرة
أوضح استشاري أمراض الجهاز الهضمي، أن الإفراط في تناول الثوم، خاصة على معدة فارغة، قد يؤدي إلى:
- التهابات بالمعدة أو ارتجاع مريئي
- شعور بالحرقان أو الانتفاخ
- تهيّج القولون لدى مرضى القولون العصبي
- تفاعل مع أدوية أخرى مثل أدوية سيولة الدم «يُزيد من مفعولها»
وأضاف الدكتور إسلام أن استخدام الثوم كعامل مساعد لتحسين صحة الجهاز الهضمي أمر ممكن؛ لكن لا يجب أبدًا الاعتماد عليه وحده لعلاج ديدان البطن، خاصة في الحالات المتقدمة أو المتكررة.
الوقاية والعلاج الصحيح
أكد «رشاد» أن الطريق الأفضل للتعامل مع ديدان البطن يتضمن:
- غسل اليدين جيدًا قبل الأكل وبعد استخدام الحمام
- طهو الطعام جيدًا
- شرب المياه النظيفة فقط
- مراجعة الطبيب عند ظهور أعراض مقلقة
- تناول جرعة دورية من مضادات الديدان للأطفال في سن المدرسة تحت إشراف طبي
أما بالنسبة للثوم، فيُفضّل استخدامه ضمن نظام غذائي متوازن، كعامل مساعد وليس كبديل طبي.