في السنوات الأخيرة، أصبح ارتداء الذهب والفضة في آنِ واحد موضة متبعة لدى العديد من الأشخاص، لكن هل خطر في بالك أنّ هذا المزيج قد يؤذي بشرتك؟ فقد يتسبب ارتداء الذهب والفضة معًا في العديد من المشكلات الجلدية التي قد تؤثر على صحة البشرة، في حين أنّ العديد من الأشخاص لا يدركون المخاطر الصحية لهذه الممارسة.

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة سارة قلدس، استشاري الجلدية والتجميل، لـ«الوطن»، إنّ هناك تفاعلات كيميائية قد تحدث بين المعادن المختلفة الموجودة في الذهب والفضة، ما يُسبب مشكلات جلدية عديدة، كما أشارت إلى تأثيرات أخرى للأشياء الأكثر شيوعًا مثل الذهب الصيني والاستانلس التي قد تؤذي البشرة. 

التفاعل الكيميائي بين الذهب والفضة

أحد أكبر المشكلات التي تواجهها الأشخاص عند ارتداء الذهب والفضة في وقت واحد هو التفاعل الكيميائي بين المعادن، حيث إنّ الذهب والفضة لهما خصائص كيميائية متباينة، ما يُؤدي إلى حدوث تفاعلات على سطح الجلد قد تكون ضارة.

وأضافت «قلدس»، أنّ هذه التفاعلات يمكن أن تؤدي إلى تهيج البشرة، مع ظهور التهابات أو احمرار، وفي بعض الحالات، قد يتسبب في تكون بثور على الجلد.

كما أوضحت أنّه في حال ارتداء الذهب الصيني أو الاستانلس لفترات طويلة، قد تتفاقم هذه المشكلات بسبب المواد الكيميائية التي تدخل في تصنيع هذه المجوهرات، فالذهب الصيني، على سبيل المثال، يحتوي عادة على نسبة عالية من النحاس أو النيكل، وهي معادن قد تسبب تفاعلات تحسسية خطيرة لدى بعض الأشخاص، وهذه المواد قد تؤدي إلى التهاب الجلد، زيادة إفراز العرق، أحيانًا إلى تغير في لون البشرة بشكل ملحوظ حول مكان ارتداء المجوهرات.

وفيما يخص الذهب الصيني والاستانلس، أكدت استشاري الجلدية والتجميل، أنّ هذه الأنواع من المجوهرات لا تتمتع بنفس الجودة العالية للذهب العادي، ما يجعلها أكثر عرضة للتفاعل مع الجلد، وهذه المواد الرخيصة تحتوي على معادن إضافية مثل النيكل والكوبالت، والتي تسبب تفاعلات تحسسية على البشرة وتؤدي إلى مشاكل مثل الطفح الجلدي والحكة.

ما الآثار الصحية الأخرى؟ 

قد تؤدي التفاعلات الجلدية مع المعادن الرخيصة إلى مشكلات صحية أوسع من مجرد تهيج البشرة، وأوضحت دكتور سارة، أنه في الحالات الأكثر شدة، قد يؤدي التفاعل الكيميائي مع هذه المعادن إلى مشاكل في الجهاز التنفسي أو القلب، وقد تظهر أعراض إضافية مثل الصداع المزمن، وآلام المفاصل، والإرهاق، وهي كلها مرتبطة بشكل غير مباشر بتعرض الجسم للمعادن الضارة.

متى يصبح الأمر خطيرًا؟ 

في حالات نادرة، قد يؤدي التفاعل طويل الأمد مع المعادن إلى حدوث مشاكل صحية خطيرة قد تؤثر على جودة حياة الشخص، وأكدت «قلدس»، أنّ الأشخاص الذين يعانون من أمراض جلدية مزمنة أو لديهم تاريخ عائلي من الحساسية تجاه المعادن يجب عليهم أن يكونوا أكثر حذرًا عند اختيار المجوهرات، وأضافت أنه في حالة إذا شعرت بحكة أو تهيج بعد ارتداء الذهب أو الفضة أو أي نوع من المجوهرات المصنوعة من المعادن الرخيصة، يجب التوقف فورًا عن استخدامها والتوجه لاستشارة الطبيب.