القاهرة - سمر حسين - صحة

تواجه الأمهات المرضعات تحديات كبيرة في فترة ما بعد الولادة، خاصة من حيث التغذية وتعويض العناصر المفقودة، وتُشكل المكملات الغذائية دورا جوهريا في دعم صحتها، وتحسين إنتاج اللبن، ومساعدة جسمها على التعافي، بشرط أن تكون هذه المكملات نابعة من مصادر غذائية طبيعية ومتنوعة.
المكملات الغذائية وأهميتها أثناء الرضاعة
وشددت الدكتورة هالة عبدالمقصود، استشارية أمراض النساء والتوليد، في تصريحات خاصة «الوطن»، على أن فترة الرضاعة تُعد من أكثر المراحل التي تحتاج فيها الأم إلى تغذية دقيقة ومتوازنة، مؤكدة أن جسد المرأة يمر بتغيرات هرمونية وفسيولوجية كبيرة بعد الولادة، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على احتياجاتها الغذائية، وأوضحت أن هناك 5 عناصر غذائية رئيسية ينبغي التركيز عليها، لأنها تُساعد في دعم صحة الأم ونمو الطفل.
الحديد.. أساس النشاط والحيوية
وقالت إن الحديد يأتي في مقدمة هذه العناصر، لأنه المسؤول الأول عن تجديد الدم وتعويض الفاقد خلال الولادة، سواء كانت طبيعية أو قيصرية، مضيفة أن نقص الحديد يؤدي إلى شعور دائم بالإرهاق، الدوخة، وتساقط الشعر، وهو ما تعاني منه كثير من الأمهات دون وعي بأن السبب غذائي بحت، وأوصت بالإكثار من تناول الكبدة، العدس، السبانخ، والحمص، ودمجها بفيتامين C الطبيعي كالليمون لتسهيل امتصاص الحديد.
الكالسيوم.. لعظام أقوى بعد الولادة
وأشارت إلى أن الكالسيوم لا يقل أهمية، إذ تفقد الأم قدرا كبيرا منه أثناء الحمل والرضاعة، مما يعرضها لمشكلات في العظام والأسنان، لافتة إلى أن كثيرا من الأمهات يشتكين من هشاشة مبكرة دون إدراك أن هذا النقص يمكن تعويضه، إذ تقول إن منتجات الألبان، البروكلي، السمسم، واللوز هي مصادر ممتازة للكالسيوم ويجب ألا تخلو منها مائدة الأم يوميًا.
أوميجا 3.. غذاء العقل والمزاج
وتابعت حديثها عن أوميجا 3، قائلة إنه ليس فقط مفيدا لنمو دماغ الطفل وجهازه العصبي، بل يساعد أيضًا الأم على تقليل الاكتئاب بعد الولادة، وأضافت أنه موجود في الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة، وأيضًا في بذور الشيا والكتان، ويمكن الحصول عليه حتى من الجوز النيء.
فيتامين B12.. طاقة ومناعة
ونصحت بضرورة عدم إهمال فيتامين B12، موضحة أنه عنصر أساسي في تكوين خلايا الدم الحمراء وتقوية الأعصاب، ونقصه قد يسبب ضعفا عاما وتنميلا مستمرا، وأوصت بتناول البيض، اللحوم الحمراء، الحليب، والجبن القريش، مشيرة إلى أن بعض الأمهات النباتيات قد يحتجن إلى مكمل دوائي تحت إشراف الطبيب.
الزنك.. للمناعة والتعافي
وأكدت أن الزنك مهم لالتئام الجروح بعد الولادة ورفع مناعة الأم والطفل معا، مُشيرة إلى أنه متوفر في الشوفان، البقوليات، المكسرات، وصفار البيض، وشددت على أن نقص الزنك قد يؤدي إلى تأخر التئام الجروح ومشكلات جلدية مزعجة مثل الطفح الجلدي والتهاب الجلد.
ومن جهتها، أكدت وزارة الصحة في تقرير سابق أهمية اعتماد الأمهات المرضعات على نظام غذائي غني بالعناصر الطبيعية والابتعاد عن الإفراط في تناول المكملات الدوائية دون إشراف طبي، كما شددت الوزارة على ضرورة التثقيف الغذائي في وحدات الرعاية الصحية الأولية لضمان سلامة الأم والطفل خلال فترة الرضاعة.