القاهرة - سمر حسين - صحة

تزايدت في الآونة الأخيرة الدعوات لتجربة «الصيام العلاجي» كوسيلة فعالة لتحقيق التوازن الجسدي والنفسي، خاصة بعد انتشاره بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من الفوائد التي يتحدث عنها بعض المؤيدين، يؤكد متخصصو التغذية أن تطبيق هذا النوع من الصيام دون دراسة أو إشراف طبي دقيق قد يؤدي إلى مضاعفات صحية جسيمة، تتراوح بين اضطرابات في القلب وضعف عام وصولًا إلى نقص حاد في المعادن والفيتامينات.
أنواع الصيام العلاجي وطرق تطبيقه
وفي هذا السياق، أوضحت دكتورة ندى عبدالعال، استشاري التغذية العلاجية في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن الصيام العلاجي يشمل عدة أنواع، لكل منها شروطه وتأثيراته على الجسم، مشيرة إلى أن عدم التمييز بينها أو تطبيقها دون إشراف طبي قد يؤدي إلى نتائج عكسية تماما.
الصيام المتقطع
وهو أكثر الأنواع شيوعا وأمانا نسبيا، ويعتمد على الامتناع عن الأكل لفترة تتراوح ما بين 12 إلى 16 ساعة يوميًا مع تناول الطعام خلال باقي اليوم، وتقول دكتورة ندى عبدالعال إنّ هذا النوع مناسب لفئات كثيرة، إذ تم تطبيقه بشكل معتدل، خاصةً إنه يساعد في تحسين حساسية الإنسولين وتقليل الشهية، لكن عندما تزداد عدد ساعات الصيام أويبدأ البعض في الامتناع عن وجبات مهمة مثل الإفطار، فالجسم بيتأثر سلبًا.
الصيام المطول
ويُعد من أخطر الأنواع إذا لم يجر تحت إشراف طبي، ويتضمن الامتناع التام عن الطعام لمدة يومين أو أكثر، ويُستخدم أحيانًا لعلاج السمنة المفرطة، وحذرت استشارية التغذية العلاجية من الصيام المطول لأنه يمكن أن يسبب هبوط حاد في ضغط الدم، اضطرابات في الإيقاع القلبي، وجفاف شديد، خصوصًا مع فقدان الأملاح.
الصيام المائي
وهو الامتناع عن الطعام تمامًا مع الاكتفاء بشرب المياه فقط، ويجب أن يُستخدم هذا النوع في بيئة طبية وتحت رقابة صارمة، إذ يمكن أن يؤدي إلى فقدان كتلة العضلات ونقص البوتاسيوم.
الصيام الجاف
وهو الامتناع عن الطعام والشراب معا، لفترات قد تصل إلى 24 ساعة أو أكثر، ولكن هذا يعتبر أخطر أنواع الصيام، لأنه يُعرض الجسم للجفاف السريع، ويؤثر على الكلى والدورة الدموية، خاصة عند اعتماده دون تحضير مسبق أو متابعة طبية.
فوائد مشروطة.. ومخاطر مؤكدة
ورغم وجود بعض الفوائد المرتبطة بالصيام العلاجي، مثل تحسين وظائف الخلايا، وتنظيم السكر في الدم، وتقليل الالتهابات، إلا أن هذه الفوائد لا تتحقق إلا بشروط صارمة، منها:
- الحالة الصحية الجيدة
- توازن النظام الغذائي في فترات الأكل
- عدم إطالة فترة الصيام
أعراض لا يجب تجاهلها
تشدد استشارية التغذية على ضرورة التوقف الفوري عن الصيام العلاجي في حال ظهور بعض الأعراض مثل:
- الدوخة أو الإغماء المتكرر
- اضطراب ضربات القلب
- رعشة في الأطراف
- ضعف عضلي شديد
- تغير لون البول أو قلته
- زغللة أو صداع مزمن
إرشادات للوقاية من الأضرار
ولمن يرغب في تجربة هذا النظام، تُقدم «عبدالعال» مجموعة من النصائح الأساسية لتقليل المخاطر من بينها:
- استشارة طبيب أو أخصائي تغذية قبل بدء أي نوع من الصيام العلاجي
- بدء الصيام تدريجيًا وعدم تجاوز 16 ساعة في البداية
- شرب كميات كافية من الماء خلال ساعات الإفطار
- تناول وجبات متوازنة تحتوي على بروتينات، دهون صحية، وخضروات
- ممارسة رياضة خفيفة وعدم إجهاد الجسم أثناء فترة الصيام
- تجنب الصيام عند الشعور بالإجهاد أو التوتر الشديد
- احذروا الفوضى الصحية على الإنترنت