القاهرة - سمر حسين - صحة

بفكر واعٍ، وحس شبابي نابض بالمسؤولية، انطلقت حملة GENOME كمشروع تخرج من طلاب الفرقة الثالثة بقسم العلاقات العامة والإعلان في كلية الإعلام بأكاديمية الشروق، ولم تكن الحملة مجرد نشاط أكاديمي عابر، بل جاءت كحملة توعوية تجاه ملف صحي شديد الحساسية، طالمًا ظل مهمشًا في الخطاب المجتمعي وهو «الأمراض الجينية والوراثية».
من الفكرة إلى الفعل
تقول إحدى عضوات الفريق: «جاءت فكرة حملة GENOME من رغبتنا كطلبة علاقات عامة في تقديم مشروع تخرج مختلف، له تأثير حقيقي على المجتمع، ومن هنا بدأنا نفكر في قضية مهمشة ولكنها مؤثرة جدًا، وهي الأمراض الجينية، ولقينا إن ناس كتير ما عندهاش وعي كافي بالمجال ده، رغم إن الأمراض الوراثية ممكن تغيّر حياة أسر كاملة، وده اللي شجعنا نبدأ ونقول ليه ما نكونش أول حملة توعية شبابية تفتح الملف ده»؟.
وتُضيف «اختيارنا للموضوع كان بدافع الإحساس بالمسؤولية، فالأمراض الجينية تبدأ بجين، لكنها ممكن تنتهي بجيل كامل بيعاني، ولو فيه وعي وكشف مبكر، ممكن نتفادى معاناة كبيرة، ومن هنا جت سُرعة تحمسنا للفكرة».
تبسيط العلم
لم يكن الطريق سهلًا، كما تُوضح عضوة الفريق، إذ تقول إن الجزء الأصعب كان إننا نعرف نوصل المعلومة الطبية المعقدة بشكل بسيط وسهل، اشتغلنا على تبسيط المصطلحات، استخدمنا فيديوهات وإنفوجرافات، وكتبنا المحتوى بلغة يفهمها الشباب، لكن بدقة علمية كاملة، واعتمدنا كمان على القصص والأمثلة الواقعية عشان نخلي الناس تتفاعل وتحس إن الموضوع بيخصهم فعلًا.
عمل جماعي وتجربة متكاملة
«استفدنا من التجربة على مستويات كتير، أهمها إننا عرفنا إزاي نحول فكرة بسيطة لحملة حقيقية ليها تأثير، عرفنا يعني إيه نشتغل كفريق، كل واحد فينا ليه دور في التصميم، في العلاقات العامة، في السوشيال ميديا، في التنسيق كنا دايمًا بندعم بعض، وكل نجاح بيحصل كان مجهود جماعي حقيقي».
رؤية العلاقات العامة في الميدان
ترى الطالبة أن التخصص نفسه كان حجر الأساس في نجاح المشروع، حيث تقول: «أكتر حاجة بنحبها في مجال العلاقات العامة هو إنك تقدر تغيّر تفكير الناس، وتوصل رسالة ليها معنى، وجودنا في قسم العلاقات العامة ساعدنا نكون مستعدين مهنيًا من أول لحظة، لأننا عرفنا نخطط، ندرس الجمهور، ونبني الحملة بأساس علمي سليم».
أنشطة ميدانية تُجسد الرسالة
لم تظل الحملة على الورق، فقد نظّم الفريق أنشطة ميدانية في محافظة السويس، شملت زيارة دار «طيور الجنة» للأيتام، حيث تم توزيع هدايا بسيطة على الأطفال، مع التركيز على الجانب الإنساني والرعاية النفسية نظرًا لصغر سنهم، دون تقديم محتوى توعوي مباشر.
كما زار الفريق الوحدة الصحية بحي السويس، والتقى بعدد من أفراد الطاقم الطبي والإداري، في حوار تفاعلي حول أهمية الكشف المبكر، ودور الوحدات الصحية في نشر التوعية بالأمراض الوراثية، خصوصًا في المناطق التي تفتقر إلى المعرفة الطبية الكافية.
خطوة أولى.. وطموح مستمر
لم يتوقف طموح الفريق عند حدود التخرج، بل يتطلعون إلى استمرارية المشروع، حيث أوضحت عضوة بالفريق: «خطتنا الجاية هي إن الحملة ما تنتهيش بالتخرج، نفسنا نطوّرها أكتر، ونتعاون مع جهات طبية ومؤسسات مجتمع مدني، وننقلها من جامعة لمجتمع كامل»
وعن رسالة الحملة، جاءت بجملة مقتضبة «صحتك مش صدفة… افحص بدري، وخلي العلم يحمي الجيل الجاي».