في ظل موجة الحر الشديدة التي تضرب مصر حاليًا، ومع تسجيل درجات حرارة قياسية وقت الذروة، لم يعد التأثير مقتصرًا على الصحة الجسدية فقط، بل امتد ليشمل الحالة النفسية للمواطنين أيضًا، فمع ارتفاع درجات الحرارة، يزداد الإحساس بالتوتر والقلق، ويعاني الكثيرون من اضطرابات المزاج وصعوبة في التركيز، خاصة مع استمرار الحر لساعات طويلة خلال النهار.

تأثير ارتفاع الحرارة على الحالة النفسية 

أوضح الدكتور وحيد مصطفى، استشاري الصحة النفسية في تصريحات خاصة لـ«لوطن»، أنّ درجات الحرارة المرتفعة لا تؤثر فقط على الجسم، بل لها انعكاسات واضحة على الصحة النفسية، خاصة في أوقات الذروة، إذ يقول إنه مع ارتفاع الحرارة، يزداد إفراز الجسم لهرمونات التوتر مثل الكورتيزول، ما يؤدي إلى الشعور بالعصبية والانفعال السريع، وقد تظهر أعراض مثل القلق وصعوبة النوم وحتى الإحباط، خصوصا لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من اضطرابات نفسية.

وأضاف أن الدراسات أثبتت أن التعرض للحر الشديد لفترات طويلة قد يؤدي لزيادة معدلات الاكتئاب والقلق، كما قد يؤثر على جودة النوم، ويؤدي إلى الشعور بالإرهاق الذهني وضعف التركيز، وهو ما ينعكس سلبًا على الأداء في العمل والدراسة وحتى العلاقات الاجتماعية.

الفئات الأكثر تأثرا نفسيا

وأشار إلى أنّ الفئات الأكثر تأثرًا نفسيًا بموجات الحر هم كبار السن، والأطفال، والحوامل، وأصحاب الأمراض المزمنة، وكذلك العاملين في الأماكن المفتوحة، ونصح بضرورة تجنب الخروج وقت الذروة إلا للضرورة القصوى، والحرص على التواجد في أماكن جيدة التهوية أو مكيفة.

وأكد أنّ شرب كميات كافية من المياه والسوائل الطبيعية له دور كبير في الحفاظ على توازن الجسم والمزاج، مع تجنب المشروبات المنبهة أو التي تحتوي على الكافيين بكثرة، لأنّها قد تزيد من الشعور بالتوتر، كما شدد على أهمية الحصول على قسط كافٍ من الراحة، ومحاولة تنظيم مواعيد النوم، حتى لو اضطر الشخص لأخذ قيلولة قصيرة خلال النهار لتعويض اضطراب النوم الليلي.

نصائح مهمة لمواجهة الموجة الحارة

وينصح أيضًا بممارسة تمارين الاسترخاء والتنفس العميق، أو أي نشاط بسيط داخل المنزل يساعد على تصفية الذهن مثل القراءة أو الاستماع للموسيقى الهادئة، ومن المهم الابتعاد عن مصادر التوتر الإضافية، وتقليل متابعة الأخبار السلبية، خاصة في أوقات الذروة.

ولفت إلى أنّ ارتداء الملابس القطنية الفاتحة، وتناول وجبات خفيفة ومتوازنة، وتجنب الأطعمة الدسمة أو الحارة، كلها عوامل تساعد في تقليل الإحساس بالإجهاد النفسي الناتج عن الحر، وأكد أنّه في حال استمرار الشعور بالقلق أو ظهور أعراض نفسية شديدة، يجب عدم التردد في استشارة طبيب نفسي مختص.