القاهرة - سمر حسين - صحة

تُعد الكلى من الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، فهي المسؤولة عن تنقية الدم من السموم والفضلات، وتنظيم توازن السوائل والأملاح، ومع تزايد أنماط الحياة غير الصحية وانتشار الأمراض المزمنة، تزايدت معدلات الإصابة بأمراض الكلى، لا سيما الفشل الكلوي المتأخر، الذي يُمثل المرحلة الأكثر خطورة وتعقيداً في مسار المرض.
وعلى الرغم من التطور في الوسائل الطبية، لا تزال نسب التشخيص في مراحل متأخرة مرتفعة، ما يستدعي مزيدًا من التوعية حول أعراض المرض وأهمية الاكتشاف المبكر.
ما هو الفشل الكلوي المتأخر ومتى يبدأ الخطر؟
أوضح الدكتور إسلام رشاد، استشاري أمراض الكلى، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الفشل الكلوي المتأخر هو المرحلة الخامسة من مرض الكلى المزمن، حيث تنخفض كفاءة الكلى إلى أقل من 15% من قدرتها الطبيعية، في هذه المرحلة، وتصبح الكليتان غير قادرتين على أداء وظائفهما الحيوية، ما يؤدي إلى تراكم الفضلات والسوائل والسموم في الجسم.
ويقول رشاد: عندما تصل الكلى إلى هذه المرحلة، لا يوجد هناك مفر من الاعتماد على الغسيل الكلوي أو التفكير في زراعة كلى كحل دائم، وإلا ستتعرض حياة المريض للخطر.
أسباب الفشل الكلوي متعددة
بحسب رشاد، فإن هناك عدة أسباب رئيسية تؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي المتأخر، أبرزها:
- إهمال علاج الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري
- الاستخدام المفرط والعشوائي للمسكنات والمضادات الحيوية دون إشراف طبي
- العادات الغذائية السيئة مثل الإكثار من الموالح والأطعمة المصنعة
- قلة شرب المياه، ما يؤثر مباشرة على كفاءة الكليتين
ويضيف أن بعض المرضى يعرفون أنهم مصابون بخلل في وظائف الكلى، لكنهم لا يلتزمون بالعلاج أو النظام الغذائي، إلى أن يدخلوا في مرحلة يصعب فيها التراجع.
أعراض خادعة
من أخطر ما يميز الفشل الكلوي المتأخر أن أعراضه قد تكون خفيفة أو تدريجية، ما يجعل الكثيرين لا يشعرون بمدى خطورة الحالة إلا بعد فوات الأوان، وأبرز الأعراض تشمل:
- تورم القدمين والوجه
- إرهاق دائم وشعور بالضعف العام
- فقدان الشهية وغثيان متكرر
- ضيق في التنفس، خاصة أثناء النوم
- تغيرات في لون ورائحة البول
- حكة جلدية مستمرة
- اضطراب في ضربات القلب أو ارتفاع ضغط الدم بصورة مفاجئة
طرق العلاج
حينما تصل الكلى إلى المرحلة الخامسة، يصبح العلاج محدوداً، والغسيل الكلوي هو الوسيلة الأساسية لإبقاء المريض على قيد الحياة، سواء عبر الغسيل الدموي أو البريتوني، لكن هذا الخيار لا يعوض الكلى بوظائفها بشكل كامل.
ويضيف رشاد أن زراعة الكلى هي الخيار الأمثل إذا توفرت الظروف المناسبة، مثل وجود متبرع مطابق وتوافر الرعاية الصحية الكاملة بعد العملية، لكن تظل هذه الخطوة غير متاحة لجميع المرضى بسبب صعوبات فنية أو مادية.
طرق الوقاية
على الرغم من صعوبة المرض، إلا أن الوقاية ممكنة وسهلة إذا اتبع الشخص نمط حياة صحياً، خاصة لمرضى الضغط والسكري، فأبسط الإجراءات مثل شرب كميات كافية من المياه، تقليل الملح في الطعام، والامتناع عن تناول الأدوية دون وصفة طبية يمكن أن تقي من الإصابة.
ويُنصح بإجراء تحاليل وظائف الكلى بصورة دورية، لا سيما لمن لديهم تاريخ عائلي أو أمراض مزمنة.