القاهرة - سمر حسين - صحة

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة أوكلاند في نيوزيلندا، أن التعرض للضوء النهاري، أي أشعة الشمس، يساعد على تعزيز قدرة الجهاز المناعي على محاربة الالتهابات، وأظهرت الدراسة أن خلايا الدم البيضاء، خاصة نوع يسمى العدلات (Neutrophils)، التي تُشكل دورًا رئيسيًا في الدفاع ضد البكتيريا والميكروبات، تتأثر بشكل مباشر بالدورة اليومية للضوء والظلام، وذلك وفقا لموقع medicalxpress.
ضوء النهار مفتاح لمناعة أقوى
يؤكد الدكتور محمود فوزي، استشاري الصحة العامة، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن ضوء النهار يمثل عنصرا جوهريا في دعم الجهاز المناعي، يتجاوز دوره في تحفيز إنتاج فيتامين د، ويشير إلى أن التعرض المنتظم لأشعة الشمس يساعد في ضبط الساعة البيولوجية للجسم، ما يُسهم بشكل مباشر في تعزيز كفاءة الاستجابة المناعية ضد الفيروسات والبكتيريا.
ويقول إن للضوء تأثير بيولوجي عميق لا يدركه كثيرون، فهو ينظم إفراز هرمونات متعددة مثل الكورتيزول والميلاتونين، والتي بدورها تؤثر في نشاط الخلايا المناعية، ولا سيما الخلايا البيضاء، فعندما يتعرض الإنسان للضوء الطبيعي خلال ساعات النهار، تتزامن وظائف الجسم مع هذا الإيقاع، فيصبح أكثر قدرة على مكافحة العدوى، وتقليل الالتهابات.
التعرض الذكي لأشعة الشمس
كما أوضح أن ضوء النهار ليس فقط محفزًا لإنتاج فيتامين د الضروري لبناء المناعة، بل يلعب دورًا في تحفيز إفراز مادة أكسيد النيتريك من الجلد، وهي مادة تساهم في توسعة الأوعية الدموية، وتنشيط الدورة الدموية، الأمر الذي يسمح بوصول أسرع وأكثر كفاءة لخلايا المناعة إلى أماكن الالتهاب أو الإصابة داخل الجسم.
نمط الحياة الحديث يضعف المناعة
ويلفت فوزي إلى أن نمط الحياة العصري، الذي يعتمد على البقاء لفترات طويلة داخل الأماكن المغلقة، مع التعرض المستمر للضوء الصناعي، يؤثر سلبا على الجهاز المناعي، إذ يقول إن العديد من العاملين بنظام الورديات الليلية أو من يقضون ساعات النهار داخل المكاتب والمولات، يعانون من اضطرابات في النوم وضعف في المناعة، وهو ما تثبته الدراسات الحديثة.