القاهرة - سمر حسين - صحة
لا يكتمل عيد الأضحى المبارك دون الولائم والأطباق المميزة التي تتزين بلحوم الأضاحي، حيث تتجلى مظاهر الكرم والاحتفال في تقديم أشهى أنواع اللحوم الحمراء، لكن هذه النعمة قد تتحول إلى عبء صحي لدى البعض، خاصة من يعانون من أمراض القلب، الضغط، أو اضطرابات الكوليسترول، فهل يمكن الاستمتاع بلحم العيد دون الإضرار بالصحة؟
اللحوم مصدر غني بالبروتين ولكن احذر الإفراط
تقول الدكتور شيماء خفاجي استشاري التغذية العلاجية، أن اللحوم الحمراء، وعلى رأسها اللحم الضأن، إذ تعد مصدرًا غنيًا بالبروتين والحديد والزنك وفيتامين B12، وهي عناصر ضرورية للجسم، إلا أن الإفراط في تناولها يحمل آثارًا عكسية، أبرزها ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الدم، خاصة مع وجود نسبة دهون مشبعة في لحوم الأضاحي، مثل «اللية» والقطع المليئة بالدهون.
وأشارت خلال حديثها لـ«الوطن»، إلى أن طريقة الطهي تلعب دورًا محوريًا في التأثير على مستوى الكوليسترول، إذ أن القلي أو الطهي بالسمن البلدي أو الزبدة يضاعف من نسبة الدهون الضارة، بعكس الشوي أو السلق الذي يُعد أفضل صحيًا.
الكمية المسموح بتناولها من اللحوم حسب كل فئة
بحسب شيماء، توجد فئات محددة ينبغي التعامل بحذر معها عند تناول لحم العيد، وأبرزها:
مرضى القلب والضغط المرتفع:
ينصح بعدم تجاوز 100 جرام يوميًا من اللحوم، ويفضل اختيار قطع خالية من الدهون، مع الامتناع التام عن الكبد والكلاوي، لاحتوائهما على نسب عالية من الكوليسترول.
مرضى السكري:
يجب عليهم مراقبة كمية البروتين بدقة، حيث يُفضل ألا تتجاوز حصتهم اليومية 80 جرامًا من اللحم المشوي أو المسلوق، مع تجنب اللحوم المصنعة أو المقلية.
كبار السن:
تتراجع قدرة الجسم مع التقدم في العمر على هضم الدهون الحيوانية، لذا يُفضل ألا تزيد الكمية اليومية عن 70 جرامًا، مع توزيعها على الوجبات وعدم تناولها في وقت متأخر من اليوم.
الأطفال الأصحاء:
يمكنهم تناول ما بين 60 إلى 90 جرامًا يوميًا من اللحم، على أن تكون مطهية جيدًا وخالية من الدهون الزائدة، مع التركيز على التنوع الغذائي وإدخال الخضروات.
الأصحاء من البالغين:
في حال عدم وجود مشكلات صحية، يمكن تناول ما بين 100 إلى 150 جرامًا من اللحوم يوميًا خلال أيام العيد، بشرط ألا تكون ممتلئة بالدهون، وأن يُراعى التوازن مع باقي مكونات الوجبة.
الكوليسترول في لحمة العيد
تؤكد شيماء، أن الكوليسترول ليس عدوا للجسم في المطلق، فهو يدخل في تكوين بعض الهرمونات وأغشية الخلايا، لكن زيادته تؤدي إلى تراكم الترسبات في جدران الشرايين، ما يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين والنوبات القلبية.
وتوضح أن كل 100 جرام من لحم الضأن تحتوي على نحو 90 ملليجرام من الكوليسترول، وهي نسبة قد تبدو معتدلة، لكنها تتضاعف عند تناول الكبدة، التي تحتوي على ما يزيد عن 300 ملليجرام لكل 100 جرام، وهنا تكمن الخطورة، خاصة إذا ترافقت الوجبة مع مقليات أو أطعمة غنية بالدهون الأخرى.
نصائح غذائية خلال العيد
تقدم استشاري التغذية العلاجية، مجموعة من النصائح العملية التي تساعد على تقليل خطر ارتفاع الكولسترول أثناء أيام العيد، منها:
اختيار قطع اللحم الخالية من الدهون المرئية، مثل الفخذ أو الظهر، وتجنب الأجزاء التي تحتوي على دهون بيضاء واضحة.
الاعتماد على الشوي أو السلق كطرق صحية للطهي، والابتعاد عن القلي أو استخدام السمن الصناعي.
الحرص على تناول الخضروات الورقية الطازجة مع كل وجبة، حيث تُساعد على تقليل امتصاص الدهون في الأمعاء.
شرب الماء بانتظام، خاصة بعد الوجبات، لتحفيز عملية الهضم والتقليل من امتصاص الدهون.
عدم تناول اللحوم أكثر من مرة واحدة يوميًا، مع تخصيص وجبات خفيفة تحتوي على الزبادي أو الفاكهة.
ممارسة أي نشاط بدني، حتى إن كان المشي الخفيف بعد الطعام، لتقليل فرص تراكم الدهون.
تحذير من الكبد والكلاوي
توجه شيماء، تحذيرًا خاصًا لمن يتناول الكبدة أو الكلاوي بكثرة خلال أول أيام العيد، مشيرًا إلى أنها تحتوي على كميات كبيرة من الكوليسترول والبيورين، وهو ما قد يتسبب في ارتفاع حمض اليوريك في الدم، وزيادة فرص الإصابة بالنقرس، بالإضافة إلى رفع نسبة الكوليسترول الضار.
وتشدد على ضرورة تناول هذه الأعضاء بكميات قليلة جدًا، وعدم تكرارها أكثر من مرة أسبوعيًا، بل ويفضل الامتناع عنها تمامًا لمرضى الكبد والقلب والكوليسترول المرتفع.