الارشيف / لايف ستايل

لماذا ينصح بعض المرضى بالصيام الجزئي في أول أيام العيد رغم وفرة اللحوم؟

لماذا ينصح بعض المرضى بالصيام الجزئي في أول أيام العيد رغم وفرة اللحوم؟

القاهرة - سمر حسين - صحة

تمتد الموائد وتتزين بأشهى أصناف اللحوم، كل عيد، وتصبح «كلوا واشربوا» شعار الأيام الأولى من العيد، لكن بين هذه البهجة، هناك من يجب عليه طبيًا أن يمسك عن الطعام لفترات، بل ويفضل أن يبدأ يومه بصيام اختياري، رغم وفرة اللحوم والمغريات.

وفي هذا السياق تؤكد الدكتورة ندى عبدالعال، استشارية التغذية العلاجية، أنّ بعض الفئات من المرضى أو من أصحاب الحالات الصحية الخاصة، يُنصح لهم بالصيام الجزئي أو الامتناع عن تناول اللحوم في أول يوم العيد تحديدًا، حمايةً لأجسادهم من مضاعفات قد تكون خطيرة، وهم:

مرضى الكلى.. الصيام حماية من التسمم البروتيني

 مرضى الكلى، خصوصًا من يعانون من القصور أو ضعف وظائف الكلى، يُفضل لهم الامتناع عن تناول اللحوم في أول أيام العيد، لأن الكلى تكون مرهقة، وأي كمية كبيرة من البروتين الحيواني تُمثل عبئا إضافيًا عليها.

والصيام الجزئي أو تناول وجبات خفيفة خالية من اللحوم يمنح الكلى راحة ضرورية، ويمنع تراكم الفضلات النيتروجينية وحمض اليوريك في الجسم.

مرضى الكبد.. الصيام لتخفيف الضغط عن الكبد المتعب

الكبد مسؤول عن التعامل مع البروتينات والدهون، وتناول كمية كبيرة من اللحوم في وقت قصير يرهقه، إذ تقول عبدالعال إن من يعانون من الكبد الدهني أو التهابات الكبد المزمنة، من الأفضل أن يصوموا أول يوم العيد، أو يتجنبوا اللحوم قدر الإمكان.

فالصيام أو تناول سوائل مغذية فقط يساعد الكبد على الاستقرار وعدم التفاعل مع دهون اللحوم المشبعة التي قد تسبب التهابات مفاجئة.

مرضى السكري.. الصيام لضبط مستويات السكر

تناول اللحوم، خاصة المشبعة بالدهون أو المحضرة بالسمن والزيوت، قد يسبب ارتفاعًا في السكر نتيجة مقاومة الأنسولين، لذلك، يُنصح بعض مرضى السكري، بحسب حالاتهم، بالصيام الجزئي أو الامتناع عن الأكل صباحًا لتجنب تقلبات السكر.

وتوضح استشاري التغذية العلاجية أن الجسم يحتاج إلى وقت ليستعيد توازنه بعد أيام من الصيام، وتناول وجبة ثقيلة مليئة بالدهون واللحوم منذ الصباح قد يؤدي إلى خلل مفاجئ في مستوى الجلوكوز.

أصحاب القولون العصبي.. الصيام يخفف التقلصات

اللحوم، خصوصًا المشوية أو الدسمة، تثير تهيج القولون، وتسبب انتفاخًا وتقلصات، يوصى لأصحاب القولون العصبي أو من لديهم مشاكل هضمية مستمرة، بتجنب اللحوم في أول يوم على الأقل، أو البدء بصيام صباحي وشرب السوائل فقط.

وأكدت أن الصيام الطوعي لعدة ساعات صباحًا مع شرب مشروبات مهدئة الينسون أو النعناع يُعتبر حلًا عمليًا لتجنب أعراض مزعجة خلال العيد.

مرضى القلب والضغط المرتفع.. تقليل اللحوم ضرورة

اللحوم الحمراء ترفع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية، وتزيد من ضغط الدم، ولهذا، يُفضل لمرضى القلب والشرايين أن يصوموا أو يتناولوا وجبات نباتية وخفيفة في أول يوم العيد، ثم يعودوا تدريجيًا إلى اللحوم بكميات محدودة جدًا.

فالصيام الجزئي هنا ليس فقط مسألة صحية، بل وقائية، خاصة أن الكثير من هؤلاء المرضى لا يشعرون فورًا بتأثير الطعام، لكن المضاعفات تظهر بعد أيام.

من يعانون من التهابات أو قرح بالمعدة

أشارت ندى عبد العال إلى أن اللحوم، وخصوصًا الكبدة، غنية بالحديد ومركبات تؤثر على جدار المعدة، وتناولها صباحًا أو على معدة فارغة قد يسبب حموضة، أو حتى نزيف في حالات القرح، ولذلك، يُنصح مرضى المعدة بالبدء بصيام صباحي، والابتعاد عن البروتينات الحيوانية قدر الإمكان.

كبار السن وضعف القدرة على الهضم

مع التقدم في العمر، تقل كفاءة الجهاز الهضمي، وتصبح اللحوم عبئًا، و بعض كبار السن يشعرون بثقل، إمساك، أو غثيان بعد تناول وجبات لحوم دسمة، ولذلك، الصيام أو تأخير الوجبة الرئيسية يعطي الجسم فرصة للتكيف.

Advertisements