
في مقالين سابقين، عرضت لإشكاليات وكلاء الذكاء الاصطناعي أو العمال الرقميون الذين يستفيدون بهدوء من بياناتنا وأساليب عملنا لتزيد قيمتهم يوميا. يلتقط أصحاب النماذج الذين يوظفون العمال الرقميين لصالحهم للحصول على مكاسب عظيمة، ولا يحصل الأشخاص أو الشركات التي تدرب هذه النماذج من المكاسب شيئا. للوصول إلى وضع أكثر عدلا للجميع، أوضحت كيف لنا أن نحسب المساهمات مدعومة بنموذج للتراخيص المشتركة مع تعديلات للسياسات العامة. لكن ماذا لو لم ننفذ هذه التعديلات ولم نفعل شيئا؟ سنرى مستقبلا لا يسر.
لنعد إلى أواخر القرن التاسع عشر. لم تكن سكة الحديد تنقل البضائع فحسب بل تسيطر على البنية التحتية للتجارة بأكملها. للوصول إلى السوق، فأنت ملزم بقواعد اللعبة، تدفع الرسوم وتلتزم بالقيود المفروضة. بنت المدن مستودعات وطرق على نفقتها الخاصة، مضيفة قيمة إلى الشبكة، لكن الفوائد تدفقت غالبا إلى مالكي سكة الحديد ولم تحصل المدن على عوائد، إلا لاحقا بعد جهد كبير.
الخطر أن نكرر قصة سكة الحديد على السحابة اليوم. إذا لم يمكن تدريب وكلاء الذكاء الاصطناعي إلا بالاستخدام اليومي، واستوعبت مكاسب التدريب هذه تلقائيا في نموذج الملكية للبائع، فإننا نخاطر ببناء احتكار رأسمالي خفي، تتواضع عنده احتكارات عمالقة المنصة مثل أمازون وآبل.
يمكن لنا تخيل عواقب الاقتصاد الكلي. يمكن أن تنخفض حصة العمال الذين تتآكل قوتهم التفاوضية، كما يمكن أن تفقد الشركات نفسها النفوذ إذا انتقلت المعرفة للبائع وتكونت سوق للاستعانة بالمصادر الخارجية للتشغيل. يمكن للابتكار أن يتجمد. بمجرد أن يحبس عدد قليل من اللاعبين النماذج الأفضل تدريبا، سيواجه الداخلون الجدد للسوق جدارا يصعب تسلقه. كما ستستفيد القطاعات التي يمكنها الوصول إلى هذه النماذج القوية لأنها تمتلك الملاءة المالية، مما يخلق فجوة سعرية وإنتاجية يصعب تجسيرها.
عالميا، يصبح الخطر أكثر حدة. يمكن للبلدان الغنية بالبيانات أن ترى بياناتها العامة تغذي تحسينات الذكاء الاصطناعي فيذهب الربح للخارج. فكما كانت تذهب الموارد الطبيعية للخارج مثل النفط دون تعظيم القيمة المحلية، هذه المرة المورد هو المعرفة، وخط الأنابيب متشعب لا يرى في عروق الإنترنت.
الطريق الأفضل هو تنظيم السوق وكتابة القواعد من الآن قبل أن تتسرب المعرفة إلى الخارج. من أهم ملامح هذا التنظيم هو الاعتراف بالإنتاج المشترك في القانون والعقد. على المورد أن يشارك مكاسب أدائه بشفافية مع العميل، لتمكين تقاسم الفوائد بفاعلية وإنصاف.
لابد من أن نعمل سويا لجعل عصر الذكاء الاصطناعي عصر الازدهار الواسع النطاق. ليس الخيار متعلقا بما إذا كان الذكاء الاصطناعي يزداد ذكاء. إنما من يستفيد من زيادة الذكاء بالمقدار الذي ساهمت فيه بياناتهم. لابد أن نسرع في اتخاذ القرار قبل أن نجد أنفسنا في عصر ذهبي جديد نقف خارجه بعد أن أقفلت أبوابه.
د. زياد بن عبدالعزيز آل الشيخ – جريدة الرياض
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر اقتصاديات الذكاء الاصطناعي الجديدة لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.