اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

شيكولاتة البنات المرة

  • شيكولاتة البنات المرة 1/3
  • شيكولاتة البنات المرة 2/3
  • شيكولاتة البنات المرة 3/3

عندما تخضع نصوص محمود جمال حديني للبحث الأكاديمي، سيجد الباحثون أنفسهم بلا شك أمام نتيجة متكررة وهي قدرته البارعة على كتابة حوار يخلو من المباشرة ومُتخم في الوقت ذاته بالعديد من الأفكار التي يمررها سواء عبر المونولوج أو من خلال عدة ممثلين يبدأون الحوار من نقطة محددة ثم ينتقلون لنقاط عدة، كل منها يكفي لأن يكون موضوعًا لعرض مستقل، لكن حديني ينجح دائمًا في تجسيد التداعي بين الأشياء والمواقف والنفوس والشخوص التي تمر بحياة كل إنسان.

الأهم مما سبق أن تقديم تلك الأفكار يأتي من التزام حقيقي بقضايا مجتمع خسر الكثير بسبب المتاجرين بمعاناته، وأقرب مثال على ذلك أن تجربة محمود جمال حديني الدرامية الأحدث “دارك شوكليت”، يمكن تصنيفها بسهولة كعمل “نسوي”، حيث البطلات الأربع نساء، وقضاياهن عبر ثماني حلقات هي ذاتها ما تمر به ملايين البنات والسيدات في مصر تحت سن الأربعين.

رغم كل هذا لم يروج حديني كمؤلف أو مخرج لكونه “فيمينست” ولم يسع لجمعيات تحمل هذه الراية من أجل دعم المسلسل الذي يمكن دراسته وسابقيه “لايف شو”، و”سجن اختياري” كنموذج يحتذى به لتطبيق مفهوم “الإنتاج الذاتي” أو “الفن المستقل” بحق، حيث التمويل والعرض كله يحمل لواء الاستقلال خصوصًا أن منصات البث التدفقي ومن قبلها القنوات التليفزيونية في العادة لا تهتم بالأفكار بل بأسماء الأبطال بالتالي لم تصل أعماله بعد للشاشات الكبرى.

“دارك شوكليت”، يبدأ وينتهي من طاولة في كافيه تجمع 4 فتيات، منهن المتزوجة، والمرتبطة، والوحيدة والمطلقة، ومن خلال جلساتهن الحوارية حلقة تلو الأخرى، يقدم المسلسل تشريحًا وافيًا لقضايا بنات هذا الجيل، وكيف هوت الأحلام والأمنيات من قمة التفاؤل إلى سفح الإحباط، حيث تعيش كل منهن أزمة وجودية خاصة بها، وكل ذلك يقدم بإمكانات فنية بسيطة لكنها بتقنيات تناسب هذا القالب الذي يمكن وصفه بالـ”بودكاست الدرامي”، لأنه قائم على الحوار بشكل أساسي، مع دعم واضح من باقي العناصر الفنية التي استعان بها المخرج، وفي مقدمتها موسيقى رفيق يوسف التي تناسب تقلبات المشاعر في كل حلقة، ما بين الفرح والشجن والاعتراف والإخبار والذروة تتكرر عندما تتصادم اثنتان منهن وتتدخل الباقيات لفض الاشتباك.

مصممة الأزياء أميرة صابر، مهندسة الديكور هبة الكومي، المصور خالد مختار، المونتير إيهاب صالح، نجحوا في توفير ما تحتاجه تجربة تبدأ وتنتهي في أقل من خمسة أمتار مربعة، حيث اللقطات معظم الوقت “كلوز”، الملابس تتناسب مع الفصول التي تم بها البطلات الأربع، الديكور يعطي إيحاء أننا في كافيه يتسم بالحميمية (العمل مستوحى من مسرحية بنات روز)، والمونتاج بطل رئيسي حيث التنقل بين وجوه البطلات الأربع بنعومة واضحة تجعل المتفرج يشعر وأنه أحيانًا يتابع مباراة ملاكمة رباعية، وأحيانًا “فوكس جروب” نفسية، وعادة جلسة صداقة عادية.

المعضلة الأكبر تكمن في استحالة اختيار ممثلة أفضل بين الممثلات الأربع سماح سليم، سالي سعيد، نادية حسن، هاجر حاتم، كل منهن عبّر بصدق عن الشخصية التي صاغها المؤلف وهي الشخصية التي تتكون أمام المتفرج بالتدريج حلقة دون الأخرى، من خلال “حكايات الفلاش باك”، التي تكشف عن عقد الطفولة وأحلام الصبا وطموح الشباب قبل الاصطدام بواقع ما بعد التخرج والزواج.

“دارك شوكليت” أو الشيكولاتة المرة التي تتناولها الفتيات عادة من أجل الريجيم، فكرة انطلق منها محمود جمال حديني للتأكيد على أن الحلو والمر صنوان في حياة أي إنسان، لكن المهم أن ينجح الفنان في التعبير عن الفكرة بتوازن ودون مبالغات وبنهاية تدعو للذهاب إلى السعادة التي لا تأتي عادة لمن ينتظرها.

محمد عبدالرحمن – بوابة روز اليوسف
f189653ada.jpg

صورة اسماء عثمان

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر شيكولاتة البنات المرة لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا