اخبار الخليج / اخبار الإمارات

«أبوظبي للصيد والفروسية».. وجهة تعليمية للأجيال الصاعدة

  • «أبوظبي للصيد والفروسية».. وجهة تعليمية للأجيال الصاعدة 1/5
  • «أبوظبي للصيد والفروسية».. وجهة تعليمية للأجيال الصاعدة 2/5
  • «أبوظبي للصيد والفروسية».. وجهة تعليمية للأجيال الصاعدة 3/5
  • «أبوظبي للصيد والفروسية».. وجهة تعليمية للأجيال الصاعدة 4/5
  • «أبوظبي للصيد والفروسية».. وجهة تعليمية للأجيال الصاعدة 5/5

ابوظبي - سيف اليزيد - هالة الخياط (أبوظبي)
حظي معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية بإقبال واسع من طلبة المدارس، حيث شكّل خلال أيام انعقاده وجهة تعليمية مميزة، أتاحت للطلاب فرصة التعرّف عن قرب على ملامح التراث الوطني وقيمه الأصيلة.
ويُعد المعرض أكثر من مجرد حدث ثقافي، إذ تحوّل إلى «مدرسة تفاعلية مفتوحة» تتيح للطلبة مشاهدة عروض حيّة في الصقارة والفروسية، والتفاعل مع الحرفيين والخبراء الذين يروون قصص الماضي ويجسّدون مهارات الأجداد. و أسهم ذلك في غرس مفاهيم الهوية الوطنية وتعزيز روح الانتماء، إلى جانب تعريف الجيل الجديد بعلاقة الإنسان الإماراتي بالطبيعة، وما ارتبط بها من قيم الشجاعة والكرم والصبر.
وأكدت إدارات المدارس التي نظمت رحلات ميدانية إلى المعرض أن هذه التجربة التعليمية تركت أثراً عميقاً لدى الطلاب، لما تحمله من مزيج فريد بين الترفيه والمعرفة، مشيرين إلى أن المعرض ساعد في تقريب التراث إلى عقول الطلبة ووجدانهم بأسلوب تفاعلي ممتع.
وحظيت أجنحة الصقور والأحصنة باهتمام الطالبات والطلاب ممن تعرفوا على بيئتها الطبيعية وظروف تكاثرها ونموها. 
وتقول هيفاء محمد، إحدى المشرفات عن الطلبة، إن الطلاب تلمسوا عن قرب الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في الحفاظ على الصقور وإكثارها، وكذلك تعرف الطلاب على أساسيات رياضات القنص، وأن ممارسيها يجب أن يلتزموا بتعليمات الأمن والسلامة، حتى يمارسوا هوايتهم في إطار من المنافسة والمتعة، على أن تكون الممارسات كافة وفق شروط السلامة التي لا بد وأن يعرفها الراغبون في تعلم القنص واستخدام الأسلحة بمختلف أنواعها. 
وأضافت الطالبة عائشة الحمودي: «إن وجود الطالبات في هذه المرحلة العمرية المبكرة في معرض الصيد والفروسية، يتيح لهن التعرف بشكل مباشر على أشكال الموروث المحلي الإماراتي والرياضات التي كان يمارسها الأقدمون». 
وحرص القائمون على مختلف الأجنحة في المعرض على تعليم الطلبة وتعريفهم بالتاريخ الأصيل الذي تزخر به دولة الإمارات، فضلاً عن التعرف على أحدث ما توصل إليه عالم الصيد والفروسية والأدوات المستخدمة في الصيد. 
وتشمل الزيارات المدرسية خلال اليوم برنامجاً حصرياً يهدف إلى تقديم تجربة غنية للطلاب في مجال الثقافة والتراث الإماراتي، مع التركيز على الممارسات المستدامة، وذلك من خلال جلسات تفاعلية، وأنشطة متنوعة، وعروض حية.

ونظّم المعرض جولة إرشادية خاصة، تتضمن مجموعة متنوعة من الأنشطة وورش العمل المصمّمة لإلهام العقول الشابة وتثقيفها، وتبدأ بزيارة في قسم «الحفاظ على البيئة والتراث الثقافي» بورشة عمل للفنون والحرف اليدوية تنظمها هيئة أبوظبي للتراث، وفيها يتعرف الطلاب على الحرف اليدوية التراثية الإماراتية، مما يقدم لهم مقدمة إبداعية لتراث الإمارات الثقافي. يليها جلسة تعليمية يقدمها نادي صقاري الإمارات، حيث يتعلم الطلاب أسس تربية ورعاية الصقور، وهي ممارسة عريقة ومتأصلة في التقاليد الإماراتية. ويلي هذه الجلسة ورشة عمل تفاعلية تعلّم فن الصيد بالصقور، مع التركيز على ممارسات الصيد المستدامة، وتقديم نصائح حول تربية الصقور والعناية بها. وتستمر الجولة مع أنشطة مستوحاة من عالم الصقور يقدمها متحف زايد الوطني. 
ويشارك الطلاب خلالها في أنشطة حرفية مثل الطباعة على الطين وصناعة بُرقُع الصقر، بهدف ربطهم بتراث الصقارة في الإمارات.

تحدي «حداد».. فعالية مخصّصة للأطفال
قدمت هيئة أبوظبي للتراث تجربة تفاعلية مميزة للأطفال من خلال تحدي «حداد»، الذي يهدف إلى تعريف الجمهور بفن الصقارة، وما يحمله من مهارات وقيم إماراتية أصيلة.
وفي جناح الهيئة بالمعرض، يخوض الزوّار تجربة رقمية عبر شاشة إلكترونية، حيث يتقمصون دور الصقار ويحلّقون افتراضياً بصقر في سباق مع الزمن. ويتضمن التحدي مجموعة من الأسئلة التراثية، التي تختبر معرفة المشاركين، وتُكسبهم نقاطاً تؤهلهم للانتقال إلى مراحل أكثر صعوبة، في رحلة تعليمية ممتعة تعزّز ارتباط النشء بتراثهم الوطني.
ومن أبرز الفعاليات التي استقطبت اهتمام الأطفال، «قرية الصقار الصغير»، التي احتضنت ورش عمل تطبيقية تتيح للصغار التعرف على عالم الصقور، بدءاً من أساليب التعامل الآمن معها، وصولاً إلى صناعة أدوات الصقارة التقليدية مثل البراقع والكواحل والجُسيات. كما شارك الأطفال في أنشطة فنية وحرفية مستوحاة من هذا التراث العريق.
وشهدت الفعالية أيضاً تقديم ورش تفاعلية في منطقة تعليم آداب المجلس الإماراتي وتحضير القهوة العربية، حيث تعرّف الأطفال على تفاصيل الحياة البدوية التقليدية، بما في ذلك المخيمات الصحراوية وممارسات الصقارة.
أما «منطقة العزبة»، فقد خُصصت لغرس قيم الضيافة الإماراتية، وتعليم الأطفال فنون استقبال الضيوف، وآداب المجلس، والطريقة الصحيحة لصب وتقديم القهوة العربية، في إطار يهدف إلى ترسيخ هذه التقاليد الأصيلة في نفوس الأجيال القادمة.

«لئلا ننسى» توثق الذاكرة الإماراتية
أكدت صفية المسكري، مديرة مبادرة «لئلا ننسى»، أن مشاركة المبادرة في المعرض تأتي ضمن جهودها المستمرة لحفظ وتوثيق الذاكرة الثقافية الشفهية لدولة الإمارات. 
وقالت: «نقوم في المبادرة بزيارة الناس في بيوتهم لتوثيق قصص المجتمع وذكرياتهم، ومن ثم نحوّل هذه المادة الغنية إلى كتب وإصدارات توثق جوانب متعددة من التراث الإماراتي».
وأوضحت المسكري أن المبادرة، التي تعمل تحت مظلة مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، أصدرت حتى الآن ستة كتب تغطي موضوعات متنوعة من الثقافة الإماراتية، مثل العادات والتقاليد، والزينة الإماراتية، والبريد.
وأضافت: «شاركتنا في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية فرصة للتواصل المباشر مع الجمهور، وتعريفهم بمشاريعنا وجهودنا في حفظ ذاكرة الوطن للأجيال القادمة».
وتعد مبادرة «لئلا ننسى» مشروعاً بحثياً وأرشيفياً مبتكراً يوثّق الذاكرة الثقافية الإماراتية، من خلال التعاون مع الأفراد والعائلات والمجتمع لإنتاج كتب ومعارض وأعمال فنية تفاعلية، بما يعزّز الهوية الوطنية ويرسّخ قيم التراث.

إحياء مهنة الأجداد
شارك مصنع أحمد عبيد الفلاسي لصناعة السفن الخشبية التراثية، في فعاليات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، حيث استعرض مجموعة مميزة من المجسمات والسفن التراثية بأنواعها، إلى جانب نماذج من اليخوت الخشبية الفاخرة.
وأكد أحمد عبيد الفلاسي، مدير عام المصنع، أن هذه الحرفة العريقة امتداد لمصنع والده –رحمه الله– الذي تأسّس في عام 1972، أي بعد قيام الاتحاد بعام، مشيراً إلى أن المهنة متوارثة أباً عن جد منذ زمن الغوص للبحث عن اللؤلؤ وصيد الأسماك، وصولاً إلى حقبة التجارة البحرية بين منطقة الخليج والهند عبر السفن التجارية التقليدية مثل «البوم» و«البغلة».
وقال الفلاسي: «نحن نعتبر صناعة السفن الخشبية جزءاً من هويتنا الوطنية، وموروثاً غالياً ورثناه عن الأجداد منذ أيام الغوص والتجارة البحرية. مشاركتنا في هذا المعرض تهدف إلى تعريف الأجيال الجديدة بهذه المهنة والمحافظة عليها، وقيادتنا الرشيدة، حفظها الله، تدعم وبشكل مستمر كل ما يتعلق بصون التراث والاعتزاز به».
وأضاف: أن المحافظة على صناعة السفن الخشبية تمثل مسؤولية كبيرة تجاه موروث الأجداد، مشيراً إلى أن ما يقدمه المصنع اليوم يعكس رحلة الإمارات الطويلة مع البحر.
وتجذب نماذج السفن التي يعرضها الفلاسي أنظار الزوار لما تحمله من أصالة ودقة في التصميم.

أدوات الصقارين
نجحت أدوات الصقارين في جذب قطاعات كبيرة من الجمهور للحصول على مستلزمات وأدوات الصقارين، التي تتوافر بكثرة وبجودة عالية خلال أيام المعرض، الذي يترقبه عشاق الصيد والفروسية في مثل هذا الوقت من كل عام. وأبرز ما تطرحه الشركات المشاركة على جمهور المعرض، البراقع، السبوق، والقفازات، وغيرها، باعتبارها من أبرز الأدوات التي يحتاج إليها الصقارون في تربية وتدريب الصقور. والبرقع مخصّص لرأس الطير ويرتديه في الأوقات كافة بعيداً عن وقت ممارسة الصيد، وهو مصنوع من جلد البقر الطبيعي بألوان وتصاميم مختلفة تلبي ذائقة الصقارين على اختلاف أعمارهم وخبراتهم، والبرقع يتراوح سعره بين 100 و500 درهم.
وفيما يتعلق بالسبوق، فيستخدم لربط الطير في الوكر الذي يجلس عليه الطير، ويمنعه من الطيران إلى مسافات بعيدة، وقديماً كانت الألوان محصورة في الأبيض والأسود، بينما تعددت الآن إلى ألوان متعددة وجذابة، وتختلف أطوال السبوق، لكنها في كل الحالات لا تتعدّى متراً واحداً. ويُصنع السبوق من خيوط النايلون والحرير، ويتراوح سعر الواحد منها ما بين 50 و200 درهم. أما كِتاف الطير «جمع كتف»، فتوضع في جناح الطير لحماية الريش الخاص به حين يتم تسفيرها أو نقلها من مكان إلى آخر، ومصنوع من قماش قطني خالٍ من أي مواد صناعية حتى لا تضر الطير.

عالم حشرات الصحراء
في إطار فعاليات منصة المعرفة، ألقت الدكتورة أنيثا ساجي، عالمة الحشرات الأولى وباحثة التنوع البيولوجي في هيئة البيئة – أبوظبي، محاضرةً ثريةً، تناولت فيها عالم حشرات الصحراء، مسلّطة الضوء على أهميتها الحيوية في النظام البيئي الصحراوي.
وأوضحت الدكتورة ساجي أن الحشرات تلعب دوراً جوهرياً في الحفاظ على التوازن البيئي، من خلال مساهمتها في دورة المغذيات، وعمليات التحلّل، وتحسين خصوبة التربة. كما أكدت أن هذه الكائنات الصغيرة تُجسد مثالاً رائعاً على القدرة على التكيف، إذ لا تكتفي بالبقاء في بيئة الصحراء القاسية، بل تزدهر وتؤدي وظائف بيئية متعددة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا