ابوظبي - سيف اليزيد - سامي عبد الرؤوف (أبوظبي)
ينتهي ظهر اليوم (الاثنين) تطبيق قرار «حظر العمل وقت الظهيرة» للأعمال التي تُؤدى تحت الشمس وفي الأماكن المكشوفة، من الساعة 12.30 ظهراً وحتى الساعة الثالثة بعد الظهر، والذي بدء تطبيقه من 15 يونيو الماضي.
وطبقت وزارة الموارد البشرية والتوطين، «حظر العمل وقت الظهيرة» للعام 21 على التوالي، انطلاقاً من منهجية مستدامة تطبقها دولة الإمارات في إطار حرصها على توفير بيئة عمل آمنة تستجيب لأفضل ممارسات واشتراطات الصحة والسلامة المهنية بما يجنب القوى العاملة الإصابات والأضرار التي قد تنتج جراء العمل في درجات حرارة مرتفعة خلال أشهر الصيف.
ومن المتوقع أن يحقق حظر العمل وقت الظهيرة مستوى رائداً من الامتثال وصل إلى أو يتجاوز نسبة 99%، أسوة بالنتائج التي حققها تطبيق القرار خلال الأعوام الماضية، ما يؤكد رسوخ القيم الاجتماعية والإنسانية لدى مجتمع الأعمال وشركات القطاع الخاص في دولة الإمارات، والوعي بأهمية الحفاظ على العنصر البشري الذي يشكل أهم موارد الشركات.
كما تعكس هذه النتائج، الصورة الإنسانية والمضيئة للتشريعات والممارسات المطبقة في الدولة لا سيما ما يتعلق بمعايير واشتراطات الصحة والسلامة المهنية.
وخلال فترة تطبيق القرار، قام عدد من مسؤولي الوزارة، بجولات ميدانية في مواقع عمل، للإشراف على تطبيق القرار والتأكد من التزام الشركات بإجراءات التطبيق، كما يركز جزء من هذه الجولات الميدانية خلال فترة تطبيق القرار على مبادرات التوعية والتوجيه التي ترتكز على تثقيف العمال وأصحاب العمل بأهمية التقيد بحظر العمل في الأوقات المحددة، وذلك بالتعاون مع عدد من الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة بمختلف مناطق وإمارات الدولة.
وقام مفتشو الوزارة، بزيارات ميدانية شملت مواقع العمل والسكنات العمالية، وهو ما يسهم في تعزيز الوعي باشتراطات الصحة والسلامة المهنية، وتجنيب العمال ضربات الشمس والإجهاد الحراري.
والزمت أحكام «حظر العمل وقت الظهيرة» الشركات بتوفير أدوات ومستلزمات خاصة بفترة الحظر، وتجهيز أماكن مظللة للعمال تقيهم من أشعة الشمس خلال فترة التوقف عن العمل، أو خلال ممارستهم للأعمال المرخصة، وتأمين أدوات التبريد المناسبة، مثل المراوح، وكميات كافية من المياه، ومواد الترطيب، مثل الأملاح ومثيلها مما هو معتمد للاستعمال من السلطات المحلية في الدولة، وغيرها من وسائل الراحة، ومعدات الإسعاف الأولية في أماكن العمل.
وينطلق حظر العمل وقت الظهيرة من الالتزام الراسخ في دولة الإمارات بالمعايير الإنسانية في بيئة العمل، وتطبيق أفضل المعايير العالمية في الصحة والسلامة المهنية، خصوصاً وأن تعزيز رفاهية القوى العاملة من خلال بيئة عمل آمنة ومرنة وجاذبة ضمن منظومة حوكمة فاعلة لسوق العمل يندرج ضمن الأهداف الاستراتيجية للوزارة.
ثقافة راسخة
أصبح تطبيق «حظر العمل وقت الظهيرة» ثقافة راسخة لدى مجتمع الأعمال وشركات القطاع الخاص في الدولة نظراً لأهميته في الحفاظ على صحة وسلامة العمال وحمايتهم بوصفهم أهم موارد الشركات. ويعبر مستوى التزام الشركات بتطبيق الحظر على مدى السنوات الماضية عن حجم الوعي والشراكة وعمق المسؤولية المجتمعية وامتثال شركات القطاع الخاص للتشريعات المتعلقة بحماية العمال وسلامتهم.
10 آلاف استراحة
وخلال فترة تنفيذ القرار، وفرت وزارة الموارد البشرية والتوطين، أكثر من 10 آلاف استراحة مكيفة ومزودة بوسائل الراحة لغايات استخدامها من قبل عمال خدمات التوصيل في جميع مناطق الدولة خلال فترة تطبيق «حظر العمل وقت الظهيرة»، وذلك بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية والقطاع الخاص.
وجاءت أهمية هذه المبادرة خصوصاً وأن قطاع خدمات التوصيل يُعد من القطاعات اللوجستية الحيوية التي تتسم بطبيعة عمل خاصة، إذ لا يتواجد العمال في موقع ثابت أثناء فترة تطبيق «حظر العمل وقت الظهيرة»، إضافة إلى طبيعة بعض المواد التي تتطلب توصيلها بسرعة وبدقة، ويمكن لعمال التوصيل الوصول لأقرب استراحة من خلال الخرائط التفاعلية المتاحة عبر التطبيقات.