اخبار الخليج / اخبار الإمارات

نموذج «K2 Think» نقلة نوعية في عالم الذكاء الاصطناعي

  • نموذج «K2 Think» نقلة نوعية في عالم الذكاء الاصطناعي 1/2
  • نموذج «K2 Think» نقلة نوعية في عالم الذكاء الاصطناعي 2/2

ابوظبي - سيف اليزيد - مريم بوخطامين (أبوظبي)

أكّدت روضة المريخي، مدير إدارة الشراكات في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أن نموذج «K2 Think» يُعدّ نقلة نوعية في عالم الذكاء الاصطناعي، إذ يُجسّد نهجاً جديداً في بناء أنظمة أكثر ذكاءً وكفاءة من حيث الحجم مقابل الأداء، فعلى الرغم من اعتماده على 32 مليار معامل فقط، إلا أنّه يتفوق على نماذج استدلالية أخرى تفوقه حجماً بما يقارب عشرين مرة، مما يُبرز قدرته على إعادة تعريف حدود الإمكانات للنماذج الأصغر حجماً، وقد أثبت هذا النموذج أن الحجم ليس مؤشراً على الكفاءة، حيث استطاع أن يغيّر المعادلة السائدة من «الأكبر هو الأفضل» إلى «الأذكى هو الأفضل»، مؤذناً ببدء موجة جديدة من الابتكار ترتكز على الكفاءة والمرونة. 

التعلّم المعزز 
وقالت المريخي في حديث لـ «الاتحاد»: إن نموذج «K2 Think» يعتمد على عدد من التقنيات المتقدمة التي تُعزز قدرته على التعامل مع التحديات المنطقية المعقّدة، ومنها التدريب الخاضع للإشراف على سلاسل التفكير الطويلة التي تمنح النموذج عمقاً منطقياً أكبر، إلى جانب تقنيات مثل التعلّم المعزز بمكافآت قابلة للتحقق، والتي ترفع من دقته في حل المسائل المعقدة، كما يستند النموذج إلى آلية التخطيط الوكيلي التي تتيح له تفكيك التحديات قبل معالجتها استدلالياً، ما يمنحه تفوقاً واضحاً على النماذج التقليدية.
وأضافت المريخي: «ما يميز «كي 2 ثينك» أنه يُطرح كمصدر مفتوح بالكامل، متجاوزاً بذلك معظم النماذج المفتوحة الأخرى التي تقتصر فقط على نشر الأوزان، هذا الانفتاح يشمل بيانات التدريب، الأوزان، والشيفرة البرمجية، وهو ما يتيح للمجتمع البحثي العالمي دراسة آليات التعلّم في النموذج، وإعادة إنتاجه وتطويره، مما يفتح المجال أمام موجة من الأبحاث العلمية والتطبيقات العملية المبنية على نموذج شفاف وقابل للتوسيع»، مشيرةً إلى أن هذه الخطوة تأتي كمساهمة محورية في تعزيز الشفافية في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ تتيح للباحثين والمبتكرين حول العالم الوصول إلى فهم أعمق لآليات التعلم والتطوير، ما يُمهد الطريق نحو ذكاء اصطناعي أكثر فعالية من حيث الكلفة، وقابل للمساءلة.  

توسيع آفاق التعاون 
وتابعت المريخي أن هذا النهج المتقدم في الانفتاح والشفافية أيضاً يمثّل فرصة لتوسيع آفاق التعاون الدولي في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المسؤولة، إذ أن «K2 Think» يُنظر إليه كمعيار عالمي يمكن البناء عليه لتعزيز الشراكات البحثية والعلمية على مستوى دولي، وتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تراعي المسؤولية والشفافية في أدائها وتوجهاتها.
وبيّنت المريخي أن إطلاق النموذج يؤكّد التزام دولة الإمارات العميق بريادة الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي، وقد حظي هذا الإنجاز بمباركة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أكّد أن هذا التطور يعكس رؤية الإمارات في الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة وتوظيف الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وقد جاء الإعلان عن النموذج بالتزامن مع ذكرى ميلاد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، تقديراً لإسهاماته الكبيرة في دعم مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار في الدولة، وهذا ما يرسّخ البعد الاستراتيجي للنموذج ويجعل منه امتداداً لمسيرة الإمارات نحو اقتصاد معرفي متطور قائم على الابتكار، لافتة إلى أن تطوير «K2 Think» جاء ثمرةً للشراكة بين جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وشركة G42، ما يعكس نضج منظومة الابتكار في الدولة، وقدرتها على تقديم نماذج مفتوحة المصدر بكفاءة عالية، تُعزز مكانة الإمارات كعاصمة عالمية للذكاء الاصطناعي.

عصر جديد 
أوضحت روضة المريخي أن معهد النماذج التأسيسية في جامعة محمد بن زايد يُمثّل محوراً رئيسياً في هذا التطور، حيث يكرّس جهوده لتمهيد الطريق نحو عصر جديد من الذكاء الاصطناعي الشفاف والفعال، مضيفةً أن تطوير النموذج، الذي يعد أول نظام استدلال مفتوح المصدر وشفاف بالكامل، خطوة جريئة تعزز من مكانة المعهد كمساهم أساسي في مجال الذكاء الاصطناعي القابل للمساءلة والاستنساخ، وما يثير الإعجاب أن هذا الإنجاز الكبير جاء من جامعة لم يتجاوز عمرها خمس سنوات، وهو ما يعكس المكانة العالمية التي استطاعت الجامعة تحقيقها في وقت قياسي، ويبرز قدرات الباحثين والمهندسين فيها، الذين يواصلون دفع حدود المعرفة والتكنولوجيا بروح ريادية.
ولفتت إلى أن النموذج المفتوح المصدر يمنح فرصة مميزة للطلاب والباحثين في الجامعة وفي المؤسسات الأكاديمية حول العالم، حيث يمكنهم استخدامه كأداة عملية متقدمة في مشاريعهم البحثية والأكاديمية من خلال الاطلاع على بيانات النموذج، وأوزانه، وشيفرته البرمجية، كما يمكن للباحثين دراسة طريقة عمله وإعادة إنتاجه، بل وتطويره نحو آفاق جديدة، ما يُسهم في بناء جيل جديد من المتخصصين القادرين على الابتكار في هذا المجال المتسارع.

Advertisements

قد تقرأ أيضا