اخبار العالم

أسباب صريحة تمنع حزب الله من اعلان خسارته عسكرياً

أسباب صريحة تمنع حزب الله من اعلان خسارته عسكرياً

تتجاوز استحالة إعلان ​حزب الله​ هزيمته العسكرية، الاعتبارات التكتيكية أو السياسية، لتصل الى عمق عقيدته الدينية والنفسية. ومحاولة فهم هذه المسألة المعقدة يتطلب تحليلاً للعوامل المتشابكة التي تحكم سلوك الحزب في مواجهة الضغوط العسكرية.

بداية، لا بد من القول ان الاعتراف بهزيمة الحزب ليس سهلاً بالنسبة الى شريحة كبيرة من ال​لبنان​يين اولاً، وعدد قليل من شعوب المنطقة ثانياً، وذلك يعود لاسباب مرتبطة بجدية وواقعية ومنطقية بعدم الوثوق بإسرائيل ورغبتها في نشر السلام في المنطقة، فالتجربة والأداء يظهران عكس ذلك بشكل كلّي، ولا يدعان أي مجال للشك ولو للحظة بنواياها الخبيثة والسيئة تجاه لبنان (بكل طوائفه) ودول الجوار... وهذا يعني انه حتى لو اضطر لبنان الى التطبيع او توقيع اتفاق سلام معها، فإن القلق والحذر سيبقيان يتسيدان الساحة.

اما بعد، ينطلق حزب الله من منظومة عقائدية تضعه في موقع "المقاوم المقدس" الذي يحظى بالنصر الإلهي. هذه العقيدة ليست مجرد شعار سياسي، بل تشكل الأساس الوجودي للتنظيم، وبالتالي فإن اعترافه بالهزيمة العسكرية يعني ضمنياً، التشكيك في صحة هذه العقيدة. هذا التناقض الوجودي يضع القيادة أمام معضلة لا حل لها: فإما الحفاظ على العقيدة وإنكار الواقع العسكري، أو الاعتراف بالواقع والمخاطرة بانهيار الأسس التي قام عليها الحزب. الخيار الأول يبدو الوحيد المقبول داخلياً، مما يفسر الإصرار بالحديث عن انتصار، او على الأقل عدم الهزيمة العسكرية.

واذا كانت العقيدة هي السبب الأبرز، فهذا لا يعني عدم وجود أسباب أخرى، ولو انها اقل أهمية، تدفع الى البقاء خارج الهزيمة. وليس خفياً ان قدرات حزب الله العسكرية تواجه تدهوراً حقيقياً، سواء من خلال تدمير ترسانته الصاروخية المتطورة أو فقدان فعالية الأسلحة المتبقية أمام التفوق العسكري الإسرائيلي الذي تؤمنه دول العالم. لكن الكشف عن حجم هذا التآكل يعني اضعاف الحزب أمام خصومه وحلفائه على حد سواء.

هذا الوضع يجعل المعادلة كالتالي: كلما تراجعت القدرات الفعلية، ازدادت الحاجة لإظهار القوة والمقاومة، حتى لو كان ذلك لاسباب سياسية. فالحزب محاصر بين واقع عسكري متدهور وضرورة الحفاظ على صورة القوة، مما يجعل أي اعتراف بالضعف بمثابة "انتحار سياسي" وشعبي. وفي هذا السياق، يحمل الحزب مسؤولية أخلاقية ونفسية امام جمهوره وعائلات الشهداء الذين قدموا التضحيات بناءً على وعود النصر والمقاومة المقدسة. الاعتراف بالهزيمة يعني إفراغ هذه التضحيات من معناها، وهو ما يشكل صدمة قد لا يكون من السهل التعافي منها. هذا الالتزام الأخلاقي يدفع القيادة لإعادة صياغة كل نتيجة عسكرية، مهما كانت سلبية، كخطوة على طريق النصر النهائي. التحدي يكمن في الحفاظ على هذه الفرضية من دون فقدان المصداقية تماماً، وهو توازن دقيق يتطلب مهارة عالية.

في غياب القوة العسكرية الحقيقية، يصبح الحضور السياسي والإعلامي الوسيلة الوحيدة لتجنب الاستسلام الكامل، وإظهار التماسك والاستمرارية، حتى لو كان شكلياً، ما يمنح الحزب هامشاً للمناورة في المفاوضات المستقبلية. هذه الاستراتيجية تعكس فهماً عميقاً لطبيعة ​الصراع في المنطقة​، حيث البقاء السياسي أحياناً أهم من النصر العسكري. الحزب يراهن على قدرته على تحويل الهزيمة العسكرية إلى صمود سياسي، يتطور الى انتصار معنوي في نهاية المطاف.

إزاء كل ما تقدم، يجب فهم ان استحالة إعلان حزب الله هزيمته العسكرية ليست مجرد عناد أو كبرياء، بل نتيجة طبيعية لتركيبة معقدة من العوامل العقائدية والاستراتيجية والشعبية الضرورية لبقائه. وعليه، من الضروري فهم هذا الواقع لقراءة سلوك الحزب المستقبلي والتعامل معه بموضوعية تأخذ في الاعتبار هذه القيود التي تحكم قراراته.

كانت هذه تفاصيل خبر أسباب صريحة تمنع حزب الله من اعلان خسارته عسكرياً لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

قد تقرأ أيضا