اخبار العالم

تمرين عسكري مشترك في الدار البيضاء بين البحريتين المغربية والأميركية

تمرين عسكري مشترك في الدار البيضاء بين البحريتين المغربية والأميركية

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من الرباط: أجرت البحرية الملكية المغربية ونظيرتها الأميركية تمريناً مشتركاً استمر أسبوعين في ميناء الدار البيضاء، وفق ما ذكره بيان نشرته الصفحة الرسمية للقوات المسلحة الملكية على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف تعزيز كفاءات أطقم البلدين في مجالات الرفع الهيدروغرافي والتقنيات المرتبطة بالبنيات التحتية المينائية.

ويندرج هذا التمرين ضمن تعزيز التعاون العسكري بين المملكة المغربية والولايات المتحدة في مجالات البحث والدراسات البحرية، عبر تبادل الخبرات والتجارب وتطوير الكفاءات التقنية والعلمية المرتبطة بالمعرفة البحرية الحديثة.

وشهد البرنامج تنظيم أنشطة ميدانية شملت خرجات بحرية لإجراء مسوحات هيدروغرافية دقيقة باستخدام تقنيات حديثة، وتمارين على الغوص التقني لمعاينة المنشآت المينائية والتأكد من سلامتها، إضافة إلى ورشات تدريبية لفائدة الأطقم البحرية المشاركة.

وعلى هامش التمرين، نُظّم اجتماع للاطلاع على ٱفاق التعاون، ضم شخصيات مدنية وعسكرية بارزة، من بينها القنصل العام للولايات المتحدة بالدار البيضاء، ماريسا سكوت، وضباط سامون من أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، إلى جانب كبار ضباط البحرية الأميركية.

واختُتم البرنامج بجلسة تقييم مشتركة بين الجانبين المغربي والأميركي، جرى خلالها استعراض الحصيلة العامة للتمرين ومناقشة السبل الكفيلة بتطويره مستقبلاً بما يعزز التنسيق العسكري الثنائي في الميادين البحرية.

وفي سياق تحليل أهمية هذه المناورات، اعتبر خبراء في العلاقات الدولية، في تصريحات متفرقة لـ""الخليج 365""، أن الشراكة المغربية – الأميركية تسعى إلى تكريس منعطف آمن في إفريقيا، يقوم على حماية القارة من التهديدات الأمنية وتمكين شعوبها من الاستفادة من خيراتها. وأكدوا أن هذا التوجه يتماشى مع الرؤية الملكية الهادفة إلى إرساء نظام عالمي جديد أكثر توازناً، مشددين على أن المغرب لم يعد يُنظر إليه كمنطقة عبور نحو إفريقيا فقط، بل كفاعل إقليمي استراتيجي قادر على المساهمة في بناء فضاء إفريقي آمن ومستقر.

وأضافوا أن المناورات العسكرية المشتركة المنتظمة، واتفاقية التجارة الحرة، والتعاون الاستخباراتي الوثيق، كلها تعكس الأبعاد العملية للتحالف المغربي – الأميركي، الذي يجد جذوره في بعد تاريخي متين حين كان المغرب أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة .

ويأتي هذا التمرين في خضم العديد من التحديات التي تواجهها الموانئ المغربية، خصوصاً دعوات اقتحامها من طرف محتجين على خلفية أخبار متداولة عن عبور سفن باتجاه إسرائيل محملة بمعدات موجهة للجيش في سياق الحرب على غزة، في حين نفت مصادر مينائية مغربية صحة هذه الأخبار. وكان محيط ميناء طنجة المتوسط قد شهد محاولات اقتحام سابقة، إلى جانب احتجاجات بميناء الدار البيضاء، بينما تشير أطراف مهنية إلى أن هذه التحركات ترتبط بـ"تضليل إعلامي" يقف خلفه "منافسون إقليميون".

Advertisements

قد تقرأ أيضا