اخبار العالم

الحوثيون بين الإرهاب البحري وتطوير أسلحة كيميائية بدعم إيراني

الحوثيون بين الإرهاب البحري وتطوير أسلحة كيميائية بدعم إيراني

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من لندن: منذ نهاية عام 2023، تحولت مياه البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة مفتوحة. جماعة الحوثي استولت على سفينة بريطانية-يابانية تقل 25 فرداً من الطاقم، وما زال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم. وفي تموز (يوليو) الماضي، أطلق الحوثيون صاروخاً على سفينة يونانية محمّلة بمساعدات إنسانية متجهة إلى الصومال، ما أدى إلى غرقها ومقتل ثلاثة بحارة وفقدان 19 آخرين.

هذه العمليات لم تكن مجرد أعمال عدائية معزولة، بل تهديد مباشر لأحد أهم الممرات البحرية في العالم، الممر الذي يربط آسيا بأفريقيا وأوروبا، ويُعتبر شرياناً رئيسياً للتجارة العالمية. تعطيله يعني اهتزاز الاقتصاد الدولي بأسره.

استهداف العمل الإنساني.. ضربة قاسية للمدنيين

لم يقتصر التصعيد على البحر. ففي آب (أغسطس) الماضي، اقتحم مقاتلو الحوثي منشآت تابعة للأمم المتحدة في صنعاء وخطفوا 11 موظفاً، بينهم 10 يمنيين وأوروبي واحد.

هذه الحادثة دفعت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى اتخاذ قرار غير مسبوق بتعليق أنشطة المنظمة في اليمن. النتيجة المباشرة: ملايين اليمنيين حُرموا من المساعدات الإنسانية التي يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة.

القرار كشف هشاشة الوضع الإنساني في البلاد، وأكد أن المدنيين هم الضحية الأولى في حرب لا ترحم.

أسلحة كيميائية.. خرق للاتفاقيات الدولية

في تطور أكثر خطورة، كشفت تقارير أن الحوثيين يعملون على تطوير أسلحة كيميائية بدعم مباشر من إيران. ووفق هذه المعلومات، فقد جرى بالفعل تركيب هذه المواد على صواريخ وطائرات مسيّرة، ما يوسع دائرة التهديد من الداخل اليمني إلى دول الخليج المجاورة.

هذا التطور يُعد خرقاً واضحاً لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي وقّعت عليها حكومة اليمن عام 2000. وبما أن الحوثيين يعرّفون أنفسهم كجزء من سلطة اليمن، فإن انتهاكهم لهذه الاتفاقية يضر بسمعة الدولة، ويضعهم في مواجهة مباشرة مع القانون الدولي، ويفتح الباب أمام فرض عقوبات غربية جديدة.

التداعيات الاقتصادية.. أزمة عالمية تتشكل

الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية لم تقتصر على الجانب الأمني، بل انعكست مباشرة على الاقتصاد العالمي. تعطيل حركة السفن في البحر الأحمر أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن، وتأخير وصول البضائع إلى أسواق رئيسية في آسيا وأوروبا وأفريقيا.

هذه التداعيات تضيف عبئاً جديداً على سلاسل الإمداد العالمية، في وقت يشهد فيه الاقتصاد الدولي ضغوطاً متزايدة بسبب التوترات الجيوسياسية.

الداخل اليمني.. شعب يدفع الثمن

في الداخل، يعيش اليمنيون بين مطرقة الحرب وسندان الأزمات الاقتصادية. خطف موظفي الأمم المتحدة وتعليق المساعدات الإنسانية فاقما من معاناة المدنيين، الذين يجدون أنفسهم اليوم بلا دعم خارجي في مواجهة أزمة غذاء ودواء خانقة.

وفي الوقت ذاته، استمرار الحوثيين في تطوير أسلحة محظورة يضع البلاد في عزلة دولية متزايدة. النتيجة: شعب محاصر، واقتصاد منهار، ومستقبل غامض.

اليمن.. أزمة محلية تتحول إلى تهديد عالمي

المشهد اليمني لم يعد أزمة داخلية فحسب، بل تحوّل إلى تهديد عالمي متعدد الأبعاد: إرهاب بحري، انتهاكات لحقوق الإنسان، وتطوير أسلحة كيميائية بدعم إيراني.

كل هذه العوامل تجعل اليمن ساحة صراع إقليمي ودولي مفتوح، حيث يدفع المدنيون الثمن الأكبر، بينما يتراجع الأمل بحل سياسي أو إنساني قريب.

Advertisements

قد تقرأ أيضا