صحة ورشاقة

كيف تكتشفين اهتمامات طفلك المبكرة وتدعمينها؟ وطرق مضمونة للتعامل

  • كيف تكتشفين اهتمامات طفلك المبكرة وتدعمينها؟ وطرق مضمونة للتعامل 1/6
  • كيف تكتشفين اهتمامات طفلك المبكرة وتدعمينها؟ وطرق مضمونة للتعامل 2/6
  • كيف تكتشفين اهتمامات طفلك المبكرة وتدعمينها؟ وطرق مضمونة للتعامل 3/6
  • كيف تكتشفين اهتمامات طفلك المبكرة وتدعمينها؟ وطرق مضمونة للتعامل 4/6
  • كيف تكتشفين اهتمامات طفلك المبكرة وتدعمينها؟ وطرق مضمونة للتعامل 5/6
  • كيف تكتشفين اهتمامات طفلك المبكرة وتدعمينها؟ وطرق مضمونة للتعامل 6/6


كتبت: ياسمين عمرو في الاثنين 8 سبتمبر 2025 10:02 صباحاً - كثيراً ما تلاحظ الأم انجذاب طفلها لساعات طويلة نحو لعبة واحدة، أو موضوع محدد؛ فيقرأ بشغف بالكتب والموسوعات، يرسم ويلون لساعات، يهتم بحصة العلوم ويعشق إجراء التجارب، يسجل أهدافاً بحرفية يشهد عليها المدربون، إلخ. بينما يفقد اهتمامه سريعاً بأشياء أخرى، فهل تساءلتِ يوماً: هل يمكن أن تكون هذه الاختيارات البسيطة هي الإشارة الأولى لمستقبله العلمي أو المهني؟ وبالتالي على الآباء الاهتمام وتوفير الأدوات!
لهذا كان اللقاء مع الدكتورة ليلى السكري، أستاذة التربية والصحة النفسية للطفل، التي أوضحت طرقاً لاكتشاف اهتمامات الطفل المبكرة؛ لوضعه على الطريق الصحيح، وشرحت التحديات التي تواجه الأمهات، وأوصت ببعض الطرق العملية المضمونة لقياس هذه الميول والتعامل معها، من دون ضغط أو تقييد يضر بالطفل.

أهمية متابعة اهتمامات الطفل

أم تنصت لمشاعر طفلتها باهتمام


اهتمامات الطفل ليست مجرد ألعاب أو فضول عابر، بل هي مؤشرات عميقة على شخصياتهم ومساراتهم المحتملة، هي نافذتهم نحو المستقبل، والأمهات يمتلكن مفتاح هذا الاكتشاف؛ عبر الملاحظة الواعية، التفاعل الصادق، والتشجيع المتوازن؛ حيث أكدت دراسات أن الاستثمار في تنمية قدرات الأطفال في سنواتهم الأولى يمكن أن يحقق عوائد تصل إلى 13% سنوياً، على مستوى التعليم والصحة والإنتاجية، لهذا على الآباء أن يدركوا أن كل دقيقة يقضونها في دعم اهتمامات أطفالهم؛ هي في الواقع استثمار في مستقبلهم.

اهتمامات الطفل في السنوات المبكرة

طفل مهتم باستكشاف الطبيعة من حوله


سنوات الطفولة الأولى فترة حاسمة في تشكيل شخصية الطفل ومستقبله؛ ففي هذه المرحلة تتكوّن في دماغه أكثر من مليون وصلة عصبية جديدة بمعدل وصلة كل ثانية، ما يخلق قاعدة قوية للتعلم والسلوك والصحة، تمتد معه مدى الحياة.
النمو المعرفي: عندما يجد الطفل بيئة تحترم فضوله وتدعم اهتماماته، تتنشط مسارات الدماغ المرتبطة بالتعلم وحل المشكلات؛ فالطفل الذي يُمنح الفرصة ليستكشف ما يحبه، ينمو بسرعة أكبر معرفياً.
النمو العاطفي: الاهتمام المبكر ليس مجرد نشاط مسلٍ، بل هو وسيلة لشعور الطفل بالتقدير والثقة؛ عندما يرى أن أسئلته أو رسوماته أو اختياراته مسموعة؛ يشعر بقيمة ذاته، ويزداد حماسه للتعلم.
التوجيه التعليمي: معرفة الآباء لما يجذب الطفل، يساعد على اختيار الأنشطة، أو تقديم الكتب، أو حتى البرامج التعليمية التي تلائم ميوله.
بذور المهنة: كثير من الاهتمامات التي تبدأ في الطفولة، مثل حب الرسم أو الفضول العلمي، قد تتحول لاحقاً إلى مسارات أكاديمية أو مهنية.

خطوات تساعد طفلكِ على التركيز من دون تدمير شخصيته هل تودين التعرف إليها؟

التحديات التي تواجه الأمهات

رغم أهمية هذه المرحلة، إلا أن العديد من الأمهات يجدن صعوبة في التمييز بين اللعب العابر والاهتمام الحقيقي، ومن أبرز هذه التحديات:

الشكوك المستمرة:

كثيراً ما تسأل الأم نفسها: هل طفلي يحب هذا النشاط فعلاً؟ أم أنها مجرد نزوة مؤقتة وسيتركها؟

مقارنة الأطفال ببعضهم:

الضغوط الاجتماعية تجعل الأمهات يقعن في فخ المقارنة؛ ابن فلانة يحفظ الحروف، بينما طفلي لا يهتم بذلك، والخطأ هنا أن هذا السلوك قد يطمس الاهتمامات الفردية للطفل، ويقلل من ثقته بنفسه.

غياب الأدوات:

لا تتوافر دائماً للأمهات أدوات عملية أو برامج تساعدهن على رصد ميول أطفالهن بشكل منهجي، ومعها يأتي الخوف من التصنيف المبكر، والتردد في دعم ميول معينة؛ خوفاً من أن يحصر ذلك مستقبل الطفل في مجال محدد.

قواعد رصد الاهتمامات المبكرة

مراهقة تحكي عن مشاعرها باستفاضة لصديقتها


هناك عدة طرق عملية يمكن للأمهات اتباعها، إليكِ التفاصيل:
الملاحظة الدقيقة: انتبهي لما يجذب انتباه طفلكِ بشكل متكرر؛ طفل يبني الهياكل بالقطع البلاستيكية مراراً قد يكشف عن ميل للهندسة، بينما آخر يؤلف القصص أثناء اللعب؛ قد يُظهر موهبة أدبية.
الحوار والأسئلة: استمعي إلى الأسئلة التي يطرحها طفلك، عندما يسأل: لماذا يلمع النجم؟ أو كيف تطير الطائرة؟ فهذا ليس مجرد فضول عابر، بل مؤشر على اهتمام بالعلوم أو الفلك.
التعبير الإبداعي: الرسومات، القصص، أو التمثيل المسرحي في اللعب، كلها تعكس عالماً داخلياً غنياً بالاهتمامات، استعدي لجلب الورق والألوان، ولا تتوقفي عن شراء القصص والروايات المناسبة.
اختيارات وسائل الإعلام: متابعة نوع البرامج أو الكتب التي يفضلها الطفل تساعد على فهم اهتماماته؛ (برامج الطبيعة تعني ميل الطفل للعلوم البيئية، القصص الخيالية تشير إلى حب الأدب).
مستوى الاندماج: ليس المهم أن يجرّب الطفل نشاطاً ما، بل المدة، والحماس الذي يظهره، إذا قضى ساعات في التجربة؛ فهذا مؤشر قوي على اهتمام أصيل.
التفاعل الاجتماعي: في اللعب الجماعي، تظهر ميول القيادة أو التمثيل أو حب التعاون. هذه إشارات لا تقل أهمية عن الألعاب الفردية.

خطوات مضمونة لقياس وتوثيق اهتمامات طفلك

طفلة تستمتع بالفك والتركيب


لا يكفي أن نلاحظ، بل نحتاج إلى أدوات تقيس وتوثق، إليك بعض الطرق المفيدة:
دفتر الاهتمامات: سجلي فيه الأنشطة التي يجربها طفلكِ، ومدى حماسه لها، مع الوقت ستظهر أنماط واضحة.
استبيانات بسيطة: سؤال وجواب، ملاحظات يومية، سواء كان بمفرده أو مع أصحابه، في النهاية يمكن تكييفها مع عمر الطفل لمعرفة تفضيلاته.
التعاون مع المعلمات: مشاركة الملاحظات مع المدرسة؛ يتيح صورة أشمل عن الطفل.
الألعاب التعليمية والتطبيقات: بعض التطبيقات الذكية تقيس بدقة الوقت الذي يقضيه الطفل في نشاط ما؛ مما يساعد على فهم اهتماماته.
كيف نترجم ذلك إلى خطوات يومية عملية؟
المشكلة: الاهتمام حقيقي أم لا؟ الأم لا تعرف.
الحل: تدوين الملاحظات على مدى أسابيع؛ لتمييز النمط من النزوة العابرة.
المشكلة: ضغوط المقارنة مع أطفال آخرين.
الحل: التركيز على رحلة الطفل الفردية، فكل عقل يتطور بسرعته الخاصة.
المشكلة: الخوف من حصر الطفل في مجال واحد.
الحل: اعتبار الاهتمامات مسارات مرنة ومتغيرة، وليست قيداً.
التشجيع من دون ضغط: الهدف ليس أن نصنع عالماً صغيراً، أو فناناً مبكراً، بل أن نتيح للطفل فرصة للاستكشاف بحرية، الدعم يعني فتح الأبواب لا دفع الطفل نحو باب واحد.
التعاون المجتمعي: يمكن للأم أن تستفيد من مراكز الطفولة المبكرة، أو المكتبات العامة، أو البرامج الثقافية؛ التي تفتح أمام الطفل آفاقاً جديدة.
خطوات يومية بسيطة: الاستماع الجيد، اللعب المشترك، طرح أسئلة مفتوحة، كلها ممارسات صغيرة تؤدي إلى نتائج كبيرة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا