كتبت: ياسمين عمرو في الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 08:05 صباحاً - ارتجاع المريء أو الارتجاع الحمضي حالة شائعة جداً بين النساء الحوامل، وتُصيب حوالي نصف الحوامل تقريباً في مرحلة ما من الحمل، وتبدأ الأعراض منذ الأشهر الأولى، لكنها تزداد غالباً مع تقدم الحمل، خصوصاً في الثلث الأخير، هذه الحالة لا تُشكل عادةً خطراً مباشراً على الحمل أو الجنين، لكنها تسبب انزعاجاً كبيراً للأم، وقد تؤثر على نومها ونشاطها اليومي.
اللقاء والدكتور محمود رحيم أستاذ طب النساء والولادة للتعرف إلى أسباب وأعراض ارتجاع المريء بين الحوامل، وعرض الحلول الوقائية والعلاجية بطريقة آمنة.
ما الفرق بين ارتجاع المريء والحموضة؟
- ارتجاع المريء، هو ارتداد حمض المعدة إلى المريء -الأنبوب الذي ينقل الطعام من الفم إلى المعدة- هذا الحمض يهيج بطانة المريء، مما يؤدي إلى الشعور بالحرقان، وطعم حامض في الفم، وأحياناً صعوبة في البلع.
- الحموضة، شعور بالحرقة في المعدة.
- الارتجاع، هو الشعور بطعم حامض أو مرير في الحلق والفم مع الحرقة، وقد يصاحبه سعال جاف أو تهيج الحلق.
لماذا يحدث ارتجاع المريء أثناء الحمل؟
التغيرات الهرمونية
ارتفاع هرمون البروجيستيرون يؤدي إلى ارتخاء الصمام العضلي بين المعدة والمريء، مما يسمح للحمض بالرجوع بسهولة.ضغط الرحم المتزايد
مع نمو الجنين، يزداد الضغط على المعدة، خصوصاً عند الثلث الثالث من الحمل، فيدفع محتوى المعدة إلى المريء.بطء الهضم
الحمل يبطئ عملية الهضم الطبيعية، مما يزيد من احتمالية تراكم الطعام والحمض في المعدة لفترة أطول.العادات الغذائية
تناول وجبات كبيرة أو دهنية أو حارة يزيد من فرص حدوث الارتجاع.الأعراض الشائعة لارتجاع المريء أثناء الحمل
- حرقة المعدة.
- شعور حارق خلف عظمة الصدر أو في الحلق.
- طعم حامض أو مر في الفم، خصوصاً بعد الوجبات أو عند الاستلقاء.
- صعوبة في البلع أو شعور بالانقباض في الحلق.
- سعال جاف، أو تهيج في الحلق.
- تجشؤ متكرر، وأحياناً غثيان، خصوصاً عند الحوامل في الأشهر الأولى.
عوامل تزيد من شدة الارتجاع أثناء الحمل
- الحمل بتوأم أو أكثر، يسبب زيادة الضغط على المعدة.
- زيادة وزن الأم بسرعة كبيرة.
- تناول بعض الأطعمة مثل الشوكولاتة، الكافيين، المشروبات الغازية، المأكولات الحارة أو الدهنية.
- الاستلقاء مباشرة بعد الوجبات.
- التدخين أو التعرض لدخان التبغ.
نصائح غذائية لتقليل ارتجاع المريء أثناء الحمل
قسّمي الوجبات:
تناول وجبات صغيرة متعددة بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة.تجنب الأطعمة المثيرة للحرقة:
مثل الأطعمة الحارة، الدهنية، الصلصات الثقيلة، القهوة، الشوكولاتة، والمشروبات الغازية.لا تأكلي قبل النوم مباشرة:
اتركي ساعتين إلى ثلاث ساعات بين الوجبة والاستلقاء.تناول الأطعمة المهدئة:
مثل الزبادي، الشوفان، الموز، والخبز الأسمر.شرب الماء بحذر:
كمية صغيرة طوال اليوم أفضل من شرب كمية كبيرة دفعة واحدة.جلسات خاصة تساعد على تقليل الارتجاع
رفع الرأس عند النوم، استخدام وسادة عالية أو رفع طرف السرير بمقدار 15-20 سم يساعد على منع رجوع الحمض.
الجلوس مستقيماً بعد الوجبات، وتجنب الاستلقاء مباشرةً بعد الأكل.
ارتداء ملابس فضفاضة؛ الملابس الضيقة تزيد الضغط على المعدة وتفاقم الارتجاع.
متى يجب استخدام العلاج الطبي؟
- إذا كانت الحرقة شديدة ومتكررة ولا تتحسن بالتغييرات الغذائية.
- إذا ظهرت أعراض مثل قيء مستمر، دم في القيء، صعوبة بلع شديدة.
لا تُستخدمي أي أدوية قبل استشارة الطبيب، لأن بعض الأدوية قد تؤثر على الحمل أو نمو الجنين.
علاجات طبيعية وآمنة أثناء الحمل
الزنجبيل: يمكن إضافته للشاي أو الماء الدافئ لتخفيف الغثيان والحموضة.
النعناع الطازج: يساعد على تهدئة المعدة، لكن تجنبيه إذا زاد من الحرقة.
شاي البابونج : مهدئ للمعدة ويساعد على الهضم.
المشي بعد الوجبات: يحفز الهضم ويقلل الضغط على المعدة.
المواقف التي تحتاج إلى استشارة الطبيب فوراً
- حرقة شديدة مع ألم صدر حاد.
- قيء مستمر أو دموي.
- فقدان وزن سريع أو نقص في الشهية.
- صعوبة بالبلع أو ألم عند البلع.
نصائح عامة
- الالتزام بالوجبات الصغيرة والمتكررة طوال اليوم.
- تجنب الاستلقاء مباشرة بعد الأكل.
- ممارسة المشي الخفيف بعد الطعام.
- اختيار ملابس فضفاضة ومريحة.
- النوم على الجانب الأيسر لتقليل الضغط على المعدة.
- تسجيل الأطعمة التي تثير الحموضة لتجنبها مستقبلاً.
