كتبت: ياسمين عمرو في الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 08:05 صباحاً - يبكي الأطفال كثيراً. وقد تكون الأسباب متعددة، أو ربما لا يوجد سبب منطقي لذلك، كما تعتقد بعض الأمهات، هو يبكي لأنه طفل!!. ولكن إذا استمر بكاء طفلكِ لأكثر من ثلاث ساعات يومياً، ثلاثة أيام على الأقل في الأسبوع، فقد يكون مصاباً بالمغص. غالباً لا يوجد ما يمكنكِ فعله لتهدئة طفلكِ الذي يعاني من المغص. إذا كان طفلكِ يعاني من هذه الحالة، وكنتِ تشعرين بالإرهاق، فمن المهم طلب المساعدة، من الأطباء والاختصاصيين، الذين يكشفون لكِ بعض الحركات التي تدل على أن المغص هو سبب البكاء عند الرضيع.
ما هو المغص؟
جميع الأطفال يبكون - إنها طريقتهم في التعبير عن احتياجاتهم. لكن لا يمكنك تهدئة طفل مصاب بالمغص. سيستمر في الصراخ عند الرضيع من دون سبب واضح. وعادةً ما يبدأ البكاء فجأةً في نفس الوقت تقريباً كل يوم، غالباً بعد الظهر أو المساء. ولكن عندما لا يبكي طفلك، فإنه يتصرف بشكل طبيعي تماماً.
المغص عند حديثي الولادة غير ضار ويزول بسرعة. لكن هذه الحالة قد تكون محبطة للوالدين. فالتعامل مع مغص الرضيع يزيد من إجهاد وتعب الأبوة والأمومة. وقد رُبطت هذه الحالة باكتئاب ما بعد الولادة ومتلازمة هزّ الرضيع، لذا، إذا كان طفلكِ كثير التذمر يعاني من المغص، فمن المهم طلب المساعدة عند الحاجة.
متى يبدأ المغص؟
عادةً ما يُصاب الأطفال بالمغص خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة. ويبلغ ذروته بين الأسبوعين الرابع والسادس من العمر. ثم ينتهي عادةً فجأةً عندما يبلغ عمر طفلكِ من ثلاثة إلى أربعة أشهر.
أعراض المغص عند الرّضع
الأطفال الذين يعانون من المغص يتمتعون بصحة جيدة. لكنهم يعانون من نوبات بكاء متكررة - دون سبب واضح - ولا يمكن تهدئتهم. تستمر نوبات البكاء هذه لساعات دون توقف، ويعبرون بما يلي:
تظهر على الرضيع أعراض:
- يشد قبضتي يديه.
- الساقان ملتفتان فوق بطنه.
- انحناء ظهره وتقوسه.
- بطنه الصلب المتورم والمنتفخ.
- نوبات بكاء متكررة لا تُطاق دون سبب واضح.
- خروج الغازات.
- عادةً ما يصبح الأطفال المصابون بالمغص سريعي الانفعال في نهاية اليوم. لكن البكاء قد يحدث في أي وقت.
- تعبيرات وجه نشطة أو نظرة "مؤلمة" على وجوههم.
- تحول الوجه إلى اللون الأحمر الفاتح أو إلى لون أعمق بعد فترات طويلة من البكاء، وقد يكون من الصعب تهدئة طفلكِ خلال هذه الفترات.
- لا توجد علاقة بين فترات الانفعال هذه والجوع أو الانزعاج. على الرغم من أن طفلكِ سريع الانفعال ويبكي، إلا أنه يستمر في تناول الطعام بشكل جيد ويزداد وزنه.
أسباب المغص عند الرضع
ألم أو انزعاج في البطن بسبب الغازات وابتلاع الهواء أثناء الرضاعة أو البكاء
ارتجاع محتويات المعدة
حساسية الطعام
عدم تحمل بروتين الحليب
نقص التغذية أو الإفراط في التغذية
التحميل الحسي الزائد
شكل مبكر من الصداع النصفي
رد الفعل العاطفي للإحباط أو الخوف أو الإثارة
الجهاز الهضمي غير متطور
مضاعفات المغص عند الرضع
يمكن أن يُؤثر مغص حديثي الولادة سلباً على الآباء الجدد والآباء ذوي الخبرة على حد سواء. فالضغط النفسي الشديد الذي قد تُسببه هذه الحالة على مقدمي الرعاية، قد يؤدي إلى اكتئاب ما بعد الولادة ومتلازمة هز الرضيع.
مهما بلغ بكِ الغضب أو عدم الصبر، لا تهزّي طفلك. هزّ الرضيع قد يُسبب العمى أو تلفاً دماغياً أو حتى الوفاة. أخبري طبيبك إذا كنت تشعرين بالاكتئاب أو تواجهين صعوبة في التعامل مع مشاعركِ. يمكنه أن يقترح عليك طرقاً للمساعدة.
كيف أعرف أن طفلي حديث الولادة يعاني من المغص؟
يمكنكِ عادةً معرفة ما إذا كان طفلكِ كثير التذمر يُعاني من المغص من خلال نمط أعراضه. يُفيدكِ الاحتفاظ بسجل لما يلي:
- عندما تحدث نوبات البكاء لدى طفلك
- عندما ينام طفلك
- ماذا يأكل طفلك وكم مرة
- عندما يتبرز طفلك
- إذا ذهبتِ إلى طبيب الأطفال، فقد يُجري فحصاً جسدياً؛ لاستبعاد وجود حالة جسدية تُسبب انزعاج طفلك. قد تشمل هذه الحالات:
- ارتجاع المريء
- عدوى
- حساسية
كيف أهدئ طفلي المُصاب بالمغص؟
لا يوجد علاج شافٍ، ولكن هناك خطوات يمكنك اتخاذها لتخفيف المغص لدى حديثي الولادة. يمكنك تجربة العلاجات التالية لمغص الأطفال الرضع.
تغذية طفلك
إذا كنتِ تُرضعين طفلكِ رضاعة طبيعية، فاحرصي على تسجيل جميع الأطعمة والمشروبات التي تتناولينها في دفتر يوميات. فأنتِ تنقلين كل ما تأكلينه إلى طفلكِ، وقد يؤثر ذلك عليه. وتضطرين إلى التوقف عن تناول:
منتجات الألبان
الكافيين
الشوكولاتة
المكسرات
البصل
كرنب
أي أطعمة أخرى قد تسبب تهيجاً
إذا كنتِ تُطعمين طفلكِ حليباً صناعياً، فقد ترغبين في تجربة نوع مختلف منه. قد يكون لدى الرضع حساسية تجاه بعض البروتينات الموجودة في الحليب الصناعي. استشيري طبيب الأطفال حول تغيير نوع الحليب إلى نوع مُحدد. يمكنكِ أيضاً تجربة إطعام طفلكِ وجبات أصغر حجماً وأكثر تكراراً. لكن تجنبي إطعام طفلكِ بسرعة أو بكميات كبيرة.
تهدئة طفلك
قد ترغبين في إعطاء طفلكِ حديث الولادة الذي يبكي اللهاية. بعض الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يرفضونها بشدة، لكنها قد تُخفف من حدة المغص لدى آخرين. يمكنكِ أيضاً تجربة قطرات مغص الأطفال أو علاج طبيعي، وهناك أدوية مُخصصة لمغص حديثي الولادة تُساعد في تخفيف الغازات عند الرضع.
طرق أخرى لمساعدة الرضيع الذي يعاني من المغص
- ملامسة الجلد للجلد
- التأرجح، إما على كرسي هزاز أو بين ذراعيك أثناء التأرجح من جانب إلى آخر
- مداعبة رأس طفلك بلطف أو التربيت على ظهر المولود أو صدره
- التقميط عن طريق لفّهم بشكل مريح في بطانية الاستقبال
- الغناء أو التحدث
- تشغيل الموسيقى الهادئة
- المشي وهو بين ذراعيك أو في عربة الأطفال
- ركوب السيارة مع طفلك مثبتاً بشكل صحيح في مقعد الأمان الخاص بالسيارة
- الضوضاء الإيقاعية والاهتزاز
- التجشؤ لإخراج أي فقاعات غازية محاصرة
- الحمامات الدافئة للرضيع، والتي يفضلها معظم الأطفال، ولكن ليس جميعهم
- استخدام الأصوات الهادئة وإيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية مثل أجهزة التلفزيون والهواتف
متى يجب عليَّ أن أتصل بطبيب مولودي؟
اتصلي بالطبيب إذا توقف طفلك عن زيادة الوزن، أو أظهر تغييرات كبيرة في السلوك أو كانت لديه أيٌّ من الأعراض التالية:
- الحمى
- القيء القسري (خاصة إذا كان لونه أخضر أو مصحوباً بالدم)
- الإسهال
- الدم في برازهم
كم يستمر المغص؟
مع أن نوبة المغص قد تكون مخيفة للآباء والأمهات الجدد، إلا أنها لا تُضر بصحة طفلك. سيتخلص الأطفال المصابون بهذه الحالة منها مع مرور الوقت. عادةً، ينتهي المغص عندما يبلغ طفلك من العمر 3 إلى 4 أشهر.
وقد يكون من الصعب رعاية مولود جديد لا يتوقف عن البكاء. قد تشعرين بالإرهاق أو الإحباط، لكن مشاعركِ في محلها، لكن اعلمي أنه إذا كان طفلك يعاني من المغص وأصبحت مشاعرك صعبة عليكِ، فاتصلي بصديقة أو فرد من عائلتكِ تثقين به. اطلبي منه رعاية طفلكِ أثناء استراحتكِ. اخرجي من المنزل. صفّي ذهنكِ. امنحي نفسكِ وقتاً لتهدئي.
إذا لم يكن لديك منْ يساعدك، ضعي طفلكِ في مكان آمن (مثل سريره) وغادري الغرفة. سيكون طفلكِ بخير لبضع دقائق، بينما تمشين في الممر وتأخذين قسطاً من الراحة. تذكري، البكاء لن يدوم إلى الأبد.
*ملاحظة من «الخليج 365»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.
