اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | رحلة إلى أعماق ثقافة الزِن العريقة في معبد كينتشوجي في كاماكورا

  • اليابان | رحلة إلى أعماق ثقافة الزِن العريقة في معبد كينتشوجي في كاماكورا 1/11
  • اليابان | رحلة إلى أعماق ثقافة الزِن العريقة في معبد كينتشوجي في كاماكورا 2/11
  • اليابان | رحلة إلى أعماق ثقافة الزِن العريقة في معبد كينتشوجي في كاماكورا 3/11
  • اليابان | رحلة إلى أعماق ثقافة الزِن العريقة في معبد كينتشوجي في كاماكورا 4/11
  • اليابان | رحلة إلى أعماق ثقافة الزِن العريقة في معبد كينتشوجي في كاماكورا 5/11
  • اليابان | رحلة إلى أعماق ثقافة الزِن العريقة في معبد كينتشوجي في كاماكورا 6/11
  • اليابان | رحلة إلى أعماق ثقافة الزِن العريقة في معبد كينتشوجي في كاماكورا 7/11
  • اليابان | رحلة إلى أعماق ثقافة الزِن العريقة في معبد كينتشوجي في كاماكورا 8/11
  • اليابان | رحلة إلى أعماق ثقافة الزِن العريقة في معبد كينتشوجي في كاماكورا 9/11
  • اليابان | رحلة إلى أعماق ثقافة الزِن العريقة في معبد كينتشوجي في كاماكورا 10/11
  • اليابان | رحلة إلى أعماق ثقافة الزِن العريقة في معبد كينتشوجي في كاماكورا 11/11

قبل أكثر من ثمانية قرون، وُلدت كاماكورا كعاصمة جديدة ومركزٍ للقوة والروحانية، حيث امتزج صمت الزن بصلابة الساموراي. في قلب هذه المدينة التاريخية، يقف معبد كينشوجي شامخًا كأقدم معبد زن في كاماكورا، حارسًا لتقاليد روحية ضاربة في القدم. يدعو هذا المعبد العريق زوّاره اليوم لاكتشاف سحر معماره الهادئ، والانغماس في طقوسٍ تأمّلية تعبر الزمن وتلامس جوهر الذات.

معبد في قلب عاصمة دينية تاريخية

تتربع مدينة كاماكورا الخلابة، التي تحتضنها الجبال من ثلاث جهات وتُطل على خليج ساغامي الساحر، لتكون بمثابة كنز ديني يضم 123 ضريحًا ومعبدًا. وما يثير الدهشة أن حوالي ثلث هذه الكنوز المعمارية تُعدّ معاقل لمدرسة رينْزاي للزن البوذية، التي ازدهرت ونمت بقوة خلال فترة شوغونية كاماكورا الممتدة من عام 1185 إلى 1333.

البوابة الرئيسية لمعبد كينشوجي مُصنّفة كممتلكات ثقافية وطنية مهمة، إلى جانب القاعة الرئيسية وقاعة المحاضرات وبوابة الكارامون المزخرفة بدقة خلفها (© هارادا هيروشي)
البوابة الرئيسية لمعبد كينشوجي مُصنّفة كممتلكات ثقافية وطنية مهمة، إلى جانب القاعة الرئيسية وقاعة المحاضرات وبوابة الكارامون المزخرفة بدقة خلفها (© هارادا هيروشي)

تتكوّن الزِن البوذية في اليابان من ثلاث مدارس رئيسية: رينْزاي، سوتو، وأوباكو. وتُعد مدرسة رينْزاي الأقدم بينها، إلا أن المدارس الثلاث جميعها تشترك في التأكيد على ممارسة الزازِن (التأمل أثناء الجلوس) كطريق نحو التنوير الروحي. وفي عهد شوغونية كاماكورا، حظيت خمسة معابد بمكانة رفيعة ومميزة، تُعرف باسم ”جوزان“. وقد تصدر هذه المعابد معبد كينتشوجي، ليأتي بعده في الترتيب كل من إنغاكوجي، جوفوكوجي، جوتشيجي، وأخيرًا جيوميوجي.

تبقى معابد ”جوزان“ الخمسة شامخةً حتى يومنا هذا، غير أن كينتشوجي يواصل ترسيخ مكانته كأكثرها شهرة وأهمية. فقد شُيّد هذا المعبد العريق في عام 1253، ليصبح بذلك أول مركز تدريب خالص لبوذية الزن في اليابان، ولا يزال يحتفظ بعمق تقاليده الروحية وروعته المعمارية التي تعكس عظمة الحقبة التي تأسس فيها.

صفّ مباني المعبد كما يُرى من المنطقة المرتفعة البعيدة في حرم معبد كينشوجي (© هارادا هيروشي)
صفّ مباني المعبد كما يُرى من المنطقة المرتفعة البعيدة في حرم معبد كينشوجي (© هارادا هيروشي)

إن زيارة معبد كينتشوجي ليست مجرد جولة، بل دخول إلى عالم منسجم من الجمال الروحي والمعماري، حيث تصطف المباني الرئيسية في خط واحد مستقيم بانسيابية متقنة، وهو أسلوب معماري ورثته معابد الزن اليابانية عن نظيراتها في بوذية التشان الصينية.

أشجار العرعر الصينية العملاقة تصطف على جانبي مدخل المعبد (© هارادا هيروشي)
أشجار العرعر الصينية العملاقة تصطف على جانبي مدخل المعبد (© هارادا هيروشي)

تُزيّن أشجار العرعر الصينية العتيقة — المنتمية إلى فصيلة السرو والتي تشتهر بقدرتها على مقاومة البرد — الطريق المؤدي إلى القاعة الرئيسية. هذه الأشجار، التي يُنظر إليها في بوذية تشان الصينية كرمز للحيوية والطاقة، تم جلبها إلى هنا كشتلات صغيرة خلال فترة أسرة سونغ الجنوبية. ويعود الفضل في ذلك إلى مؤسس معبد كينتشوجي، الراهب الصيني رانْكيه دوريو (لانكسي داولونغ). واليوم، تقف هذه الأشجار الشاهقة، التي تجاوز عمرها 760 عامًا ويبلغ محيطها 7 أمتار، كشاهد حيّ على عراقة تاريخ المعبد.

يقف على الجانب الأيمن من الطريق المؤدي إلى القاعة الرئيسية جرس المعبد (بونشو)، والذي صُبّ في عام 1255، وقد أُدرِج لاحقًا ضمن الكنوز الوطنية لليابان. يتميز هذا الجرس بأناقته العتيقة وتناسقه الفني، ويُعد واحدًا من ”أجراس كاماكورا الثلاثة الشهيرة“، إلى جانب جرس معبد إنغاكوجي (والذي يعد أيضًا كنزًا وطنيًا)، وجرس معبد جوراكوجي (الأقدم في المدينة).

برج الجرس ذو السقف القشي وجرس الكنز الوطني (© هارادا هيروشي)
برج الجرس ذو السقف القشي وجرس الكنز الوطني (© هارادا هيروشي)

تحتضن القاعة الرئيسية، المعروفة باسم بوتسودين، تمثالًا لـ جيزو، وهو أحد البوديساتفات المعروف بدوره في إرشاد الأرواح في العالم السفلي. ويُعد هذا الاختيار غير مألوف بالنسبة لمعابد الزن، حيث تُعرض عادةً صورة بوذا شاكياموني بوصفه الرمز الرئيسي للتأمل والعبادة.

يبلغ ارتفاع تمثال جيزو في بوتسودن حوالي خمسة أمتار، بما في ذلك القاعدة. (ملاحظة: القاعة مغلقة حاليًا للإصلاحات حتى يوليو ٢٠٢٧) (© هارادا هيروشي)
يبلغ ارتفاع تمثال جيزو في بوتسودن حوالي خمسة أمتار، بما في ذلك القاعدة. (ملاحظة: القاعة مغلقة حاليًا للإصلاحات حتى يوليو ٢٠٢٧) (© هارادا هيروشي)

في أقصى الجزء الخلفي من أراضي المعبد، يتربع مبنى ”هوجو“ الذي كان في السابق مقر إقامة رئيس المعبد. تتميز الحديقة الواقعة خلفه ببحيرة تتوسطها مسطح عشبي أخضر، مُعتنى به بدقة فائقة. يُعد هذا التصميم ميزة قديمة سبقت ظهور حدائق الطحالب التي اشتهرت بشكل واسع خلال فترة إيدو (1603-1868). وقد قام المعبد بإعادة ترميم هذه الحديقة العشبية التاريخية بجهود حثيثة، مستعينًا بخبرات متخصصي تنسيق الحدائق.

حديقة كينشوجي، التي تتوسطها بركة، معلمٌ وطنيٌّ معترفٌ به. أُزيل الجسر الظاهر في الصورة منذ ذلك الحين (© هارادا هيروشي)
حديقة كينشوجي، التي تتوسطها بركة، معلمٌ وطنيٌّ معترفٌ به. أُزيل الجسر الظاهر في الصورة منذ ذلك الحين (© هارادا هيروشي)

تدريب الزن: أكثر من مجرد تأمل

يقع الدوجو على قمة تلة صغيرة في الجهة الشرقية من المعبد، وهو المكان الذي لا يزال فيه الرهبان يخضعون لتدريب صارم حتى اليوم. فإلى جانب التأمل أثناء الجلوس (زَازِن)، يتدرّبون أيضًا على نظام غذائي منضبط كجزء من ممارساتهم اليومية. وتقتصر وجباتهم على نظام نباتي صارم—غالبًا ما تتكوّن من طبق واحد فقط يُقدَّم مع الأرز والحساء، إلى جانب توابل مستخلصة بالكامل من مكونات نباتية.

يُحضّر حساء كينتشين-جيرو المغذي من التوفو والخضروات، ويعتمد في مرقه على فطر الشيتاكي وطحلب الكومبو البحري. ورغم أن هذا الحساء أصبح طبقًا مألوفًا في جميع أنحاء اليابان اليوم، إلا أن أصوله تعود إلى معبد كينتشوجي، حيث كان يُعرف في السابق باسم كينتشو-جيرو (حساء كينتشو).

الفجل الأبيض هو عنصر أساسي آخر في وجبات الرهبان البسيطة (© هارادا هيروشي)
الفجل الأبيض هو عنصر أساسي آخر في وجبات الرهبان البسيطة (© هارادا هيروشي)

تتضمّن الوجبات دائمًا التاكوأن—وهو فجل دايكون مُخلَّل يُعد جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي التقليدي. وفي ختام الوجبة، يسكب الرهبان ماءً ساخنًا في أوعية الأرز ويستخدمون قطعة التاكوأن لجمع كل حبة أرز متبقية، حرصًا على عدم إهدار أي شيء. هذه الطقوس البسيطة تعكس روح الزن في احترام كل كائن حي، كما تُجسّد مبدأ الحد من الهدر وإدارة الموارد بكفاءة.

يُصنع التاكوأن من الفجل الأبيض الذي يتبرع به المزارعون في شبه جزيرة ميئورا المجاورة للرهبان الزائرين كل شهر يناير (© هارادا هيروشي)
يُصنع التاكوأن من الفجل الأبيض الذي يتبرع به المزارعون في شبه جزيرة ميئورا المجاورة للرهبان الزائرين كل شهر يناير (© هارادا هيروشي)

حرصًا على قدسية قاعة التأمل، يُمنع الزوّار عادةً من الاقتراب منها أو دخول محيطها. لكن يُسمح باستثناء نادر خلال أواخر فصل الربيع، حين تتفتح أزهار الفاونيا الشجرية، حيث تُفتح المسارات أمام الزائرين لفترة وجيزة تمنحهم فرصة نادرة لرؤية هذا الموقع المقدّس عن قرب.

يفتح الطريق المؤدي إلى قاعة التأمل للجمهور لفترة وجيزة في الربيع عندما تزهر أزهار الفاونيا، مما يسمح للزوار برؤية نادرة لهذه المساحة الخاصة عادةً. (© هارادا هيروشي)
يفتح الطريق المؤدي إلى قاعة التأمل للجمهور لفترة وجيزة في الربيع عندما تزهر أزهار الفاونيا، مما يسمح للزوار برؤية نادرة لهذه المساحة الخاصة عادةً. (© هارادا هيروشي)

قدّم معبد كينتشوجي العديد من الوسائل لتجربة جوهر فلسفة الزن البوذية، لكن لا شيء يفوق أهمية ممارسة الزازِن—أي التأمل أثناء الجلوس. تُقام جلسات التأمل هذه كل يوم جمعة وسبت، حيث يمكن حتى للمبتدئين أن يختبروا قوة الزن في تهدئة النفس والتأمل الداخلي. ومع استقامة الظهر وانتظام الأنفاس، يساعد الزازِن على تصفية الذهن وتخفيف هموم الحياة اليومية، مما يجدد صفاء الروح ويمنح إحساسًا عميقًا بالسلام.

تُعقد جلسات زازن من الساعة 3:30 مساءً كل جمعة وسبت (يرجى الوصول قبل 15 دقيقة). لا حاجة للحجز، فقط رسوم دخول المعبد. تتوفر مقاعد للجلوس لمن لا يستطيعون الجلوس على أرضية التاتامي عند الطلب (© هارادا هيروشي)
تُعقد جلسات زازن من الساعة 3:30 مساءً كل جمعة وسبت (يرجى الوصول قبل 15 دقيقة). لا حاجة للحجز، فقط رسوم دخول المعبد. تتوفر مقاعد للجلوس لمن لا يستطيعون الجلوس على أرضية التاتامي عند الطلب (© هارادا هيروشي)

(المقالة الأصلية نُشرت باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان الرئيسي: مباني المعبد كما تظهر من قرب مدخل كينتشوجي © هارادا هيروشي.

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | رحلة إلى أعماق ثقافة الزِن العريقة في معبد كينتشوجي في كاماكورا لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

قد تقرأ أيضا