أظهرت الأرقام الرسمية انتشارا مرعبا لحالات السعال الديكي في إنجلترا، إذ ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقدين، وقال المسؤولون الصحيون إن بسبب بعض الإغلاقات الخاصة بكوفيد ساهمت في تفشي وباء السعال الديكي غير المسبوق في إنجلترا، نظرًا لصعوبة التخلص منه.

أعراض السعال الديكي

السعال الديكي هو مرض دوري يبلغ ذروته عادةً كل خمس سنوات، وكان آخر ذروة في عام 2016، وهو مرض تسببه بكتيريا السعال الديكي وينتشر عن طريق السعال والعطس، يصبح المصابون معديين من حوالي ستة أيام بعد بدء الأعراض المشابهة للبرد وحتى ثلاثة أسابيع بعد بدء السعال.

في البداية يكون من الصعب التمييز بينه وبين الزكام، حيث تكون الأعراض الأولية عادةً سيلان الأنف والتهاب الحلق، ولكن في غضون أسبوع، قد يُصاب المرضى بنوبات سعال تدوم لدقائق، وقد يعانون من صعوبة في التنفس بعد السعال ويصدرون صوتا ملحوظا بين السعال، ويُعد السعال الديكي معديًا مثل الحصبة، نقلًا عن منظمة الصحة العالمية.

تشمل الأعراض الأخرى للسعال الديكي، كما يُعرف طبيًا، الآتي:

إخراج مخاط سميك قد يسبب القيء.

احمرار الوجه.

ويكون السعال الديكي أقل شدة في الأطفال الأكبر سنًا، والبالغين، لكن يمكن أن يسبب ألمًا في الأضلاع، وفقًا، التهابات في الأذن، وسلس البول بين هذه الفئات.   

طرق العلاج من السعال الديكي.. لقاح وأدوية

يحمي اللقاح الأطفال في أول أشهر من حياتهم، عندما يكونون في أشد حالات الضعف وقبل أن يتمكنوا من تلقي لقاحاتهم الخاصة.

وقالت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) إن التطعيم أثناء الحمل هو الوسيلة الرئيسية لحماية الأطفال بشكل غير مباشر قبل أن يتمكنوا من الحصول على الحماية المباشرة من خلال برنامج لقاح الأطفال.

وأوصت الوكالة بتلقي لقاح السعال الديكي في كل حمل، ويجب أن تتلقى النساء عادةً لقاح السعال الديكي حول وقت الفحص منتصف الحمل (عادةً في الأسبوع 20)، لكن يمكنهن تلقيه من الأسبوع 16.

بالنسبة للحالات المشتبه في إصابتها بالسعال الديكي، يمكن للأطباء العامين وصف أحد أربعة مضادات حيوية: كلاريثروميسين، إريثروميسين، أزيثرومايسين، وكو-تريموكسازول.

عادةً ما يحتاج الأطفال إلى النسخ السائلة من الأدوية، مع تحديد الجرعة بناءً على وزنهم، بدلاً من الأقراص العادية.   

على الرغم من أن المضادات الحيوية قد لا تقلل من الأعراض، إلا أنها تعتبر حيوية لأنها تمنع المرضى من أن يكونوا معديين بعد 48 ساعة، مما يساعد في الحد من انتشار العدوى البكتيرية، ومع ذلك، إذا كان الشخص قد أصيب بالعدوى لفترة أطول، فإن المضادات الحيوية لن تسرع من شفائه.

أرقام صادمة حول الإصابة بمرض السعال الديكي

وفقًا لـ «ديلي ميل» تم تسجيل ما يقرب من 15 ألف حالة في عام 2024، وهو ما يعادل 17 ضعفًا عن الأعداد المسجلة في عام 2023، كما توفي 11 طفلًا، ما جعله التفشي الأكثر فتكًا في العقد الماضي، وكان جميع الأطفال تحت سن الثلاثة أشهر.

بينما انخفضت الحالات بعد مايو، إلا أن مستويات العدوى ظلّت مرتفعة طوال العام، مما استدعى مراقبة دقيقة، وفقًا لما حذر به مسؤولو وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA).

وفي تقرير حديث عن هذا الارتفاع، حثّ المسؤولون النساء الحوامل على التلقيح في ظل انخفاض معدلات التطعيم بعد الجائحة، وهي ظاهرة ألقى الخبراء اللوم عليها بسبب تزايد التشكيك في اللقاحات.

تظهر أرقام المراقبة من وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) أنه تم تسجيل 14,894 حالة مؤكدة مخبريًا في عام 2024، مقارنة بـ 856 حالة في عام 2023.

بينما تم تسجيل 68 حالة فقط في عام 2022 و49 حالة في عام 2021، وقبل الجائحة، كانت المعدلات تبلغ 3,680 حالة في عام 2019.

ووصلت الحالات إلى ذروتها في مايو ويونيو 2024، حيث تم تسجيل 3,034 حالة و2,419 حالة على التوالي، مما يمثل أكثر من ثلث الإجمالي السنوي.

الجدير بالذكر إن أكثر من نصف الحالات (58.8%) كانت بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 عامًا فأكثر، مع حوالي خمس الحالات (18.2%) في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عامًا، ومع ذلك، ظلت المعدلات مرتفعة في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أشهر، وهم الأكثر عرضة للخطر حيث أنهم غير قادرين على تلقي اللقاح بالكامل.