القاهرة - سمر حسين - صحة

نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية دراسة حديثة كشفت عن علاقة محتملة بين مادة التورين، الموجودة في مشروبات الطاقة الشهيرة، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الدم.
وحذّرت الدراسة، التي أجراها فريق من جامعة روتشستر في نيويورك، من الإفراط في استهلاك هذه المادة، داعية المستهلكين إلى توخي الحذر، خاصة المرضى أو الأشخاص المعرضين للإصابة بهذا المرض الخطير، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإنّ سرطان الدم من أكثر أنواع السرطان التي تؤثر على الدم ونخاع العظم.
سرطان الدم
تُوضح منظمة الصحة العالمية أنّ سرطان الدم، أو اللوكيميا، هو نوع من السرطان يصيب خلايا الدم البيضاء التي تُشكل دورا أساسيا في مناعة الجسم، ويبدأ المرض عندما تتحول خلايا الدم البيضاء الطبيعية إلى خلايا غير طبيعية تنمو وتنقسم بشكل غير متحكم فيه داخل نخاع العظم، النسيج الإسفنجي داخل العظام المسؤول عن إنتاج خلايا الدم.
وينقسم سرطان الدم إلى عدة أنواع رئيسية، الحاد والمزمن، ونوعيا إلى سرطان الدم الليمفاوي وسرطان الدم النخاعي، كما تختلف هذه الأنواع في سرعة تقدم المرض وأعراضه وطريقة العلاج.
أعراض سرطان الدم
بحسب منظمة الصحة العالمية، تتنوع أعراض سرطان الدم وتشمل:
- التعب المزمن والضعف العام نتيجة نقص خلايا الدم الحمراء «فقر الدم»
- نزيف غير مبرر أو كدمات بسهولة بسبب نقص الصفائح الدموية
- الحمى المتكررة نتيجة ضعف الجهاز المناعي
- فقدان الوزن غير المبرر
- تضخم الغدد الليمفاوية أو الطحال
- ألم أو تورم في العظام والمفاصل
- التعرق الليلي والشعور بضيق في التنفس
وهذه الأعراض قد تكون مشابهة لأمراض أخرى، مما يستدعي الفحص الطبي الدقيق لتأكيد التشخيص.
التورين ودوره في سرطان الدم
نشرت مجلة «نيتشر» العلمية دراسة أظهرت أن التورين، وهو حمض أميني طبيعي يُنتج في نخاع العظام ويستخدم كمكون أساسي في مشروبات الطاقة، قد يسهم في تغذية خلايا سرطان الدم وجعلها أكثر عدوانية.
يشرح الباحثون أن التورين يتم نقله إلى خلايا سرطان الدم عبر جين يُسمى SLC6A6، ما يعزز عملية تحلل الجلوكوز في الخلايا السرطانية، وهذه العملية تمنح الخلايا الطاقة اللازمة لتكاثرها السريع وانتشار المرض، مما يزيد من خطورته.
وفي تجارب على الفئران وخلايا بشرية، وجد العلماء أن منع التورين من دخول خلايا سرطان الدم قد يبطئ تقدم المرض.
فوائد وأضرار التورين
بحسب منظمة الصحة العالمية، التورين آمن عند تناوله بكميات معتدلة وهو مهم لوظائف الجسم الطبيعية مثل تنظيم الكالسيوم في الخلايا العصبية والتحكم في الالتهابات، ويُستخدم كمكمل غذائي لتخفيف الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي لدى مرضى السرطان.
لكن الاستهلاك المفرط للتورين، خاصة عبر مشروبات الطاقة التي تحتوي على كميات كبيرة منه إضافة إلى السكريات، قد يشكل خطراً صحياً، فالمستويات العالية من التورين قد تسبب أعراضا مثل:
- القيء
- اضطرابات الجهاز الهضمي
- الدوخة
- الإسهال أو الإمساك
وتنصح منظمة الصحة العالمية بعدم الإفراط في تناول مشروبات الطاقة، خاصة من قبل الأطفال والشباب ومرضى السرطان، حتى مع الحاجة لبعض المكملات الغذائية.