تبرز الإشريكية القولونية «E. coli»، كبكتيريا خطيرة للغاية، إذا وجدت طريقها إلى أجسامنا، حيث تعيش عادة في الأمعاء الغليظة للإنسان والحيوانات ذات الدم الحار، علما بأن معظم سلالاتها غير ضارة، بل تلعب دورا في الهضم، لكن بعض السلالات، قد تسبب أمراضا خطيرة، خاصة تلك المنتجة لسم «ذيفان الشيجا»، بحسب منظمة الصحة العالمية.

مصادر العدوى بالإشريكية القولونية

تنتقل الإشريكية القولونية إلى الإنسان غالبا عن طريق تناول أطعمة أو مشروبات ملوثة، مثل اللحوم المفرومة النيئة أو غير المطهوة جيدا، الحليب غير المبستر، أو الخضروات والفواكه التي لامسها براز الحيوانات، كما يمكن أن تنتقل من شخص لآخر عبر الأيدي أو الأسطح الملوثة، أو حتى من خلال المياه الملوثة.

أعراض الإصابة بالإشريكية القولونية

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تظهر أعراض العدوى عادة بعد 3 إلى 8 أيام من التعرض للبكتيريا، وتشمل:

• مغص وآلام شديدة في البطن.
• إسهال قد يكون مصحوبا بالدم (التهاب القولون النزفي).
• غثيان وقيء.
• حمى خفيفة في بعض الحالات.
• إرهاق عام وضعف.

وفي معظم الأحيان، تكون الأعراض محدودة وتتحسن خلال أيام قليلة، لكن في بعض الحالات قد تتطور إلى مضاعفات خطيرة.

مضاعفات العدوى

من أخطر مضاعفات الإشريكية القولونية المنتجة لذيفان الشيجا، متلازمة انحلال الدم اليوريمي، والتي قد تؤدي إلى فشل كلوي حاد، فقر دم شديد، وانخفاض الصفائح الدموية، وهذه المضاعفات تهدد الحياة، خاصة عند الأطفال وكبار السن، وقد تتسبب في مضاعفات عصبية أو مشكلات كلوية مزمنة.

تشخيص العدوى بالإشريكية القولونية

يعتمد التشخيص بشكل أساسي على الأعراض، ويؤكد بتحليل عينة من البراز للكشف عن البكتيريا أو سمومها، وفي بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب لفحوصات إضافية إذا ظهرت علامات مضاعفات خطيرة.

طرق العلاج والرعاية الطبية

معظم حالات العدوى تتحسن تلقائياً دون علاج خاص، ويُنصح المريض بالراحة وشرب كثير من السوائل لتعويض فقدان الماء بسبب الإسهال، ولا يُنصح عادة باستخدام المضادات الحيوية، لأنها قد تزيد من خطر حدوث المضاعفات، وفي الحالات الشديدة، خاصة عند ظهور أعراض متلازمة انحلال الدم اليوريمي، قد يحتاج المريض إلى دخول المستشفى للعلاج والدعم الطبي المكثف.

كيف نحمي أنفسنا من الإشريكية القولونية؟

• الطهو الجيد للطعام، خاصة اللحوم (حتى تصل درجة الحرارة الداخلية إلى 70 درجة مئوية).
• غسل الخضروات والفواكه جيداً قبل الأكل.
• غسل اليدين باستمرار، خاصة بعد استخدام الحمام وقبل تحضير الطعام.
• فصل اللحوم النيئة عن الأطعمة المطهية أثناء التحضير.
• استخدام مياه نظيفة وآمنة للطهي والشرب.
• تجنب تناول الحليب أو منتجات الألبان غير المبسترة.

ونشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية دراسة سابقة، أوضحت أن الأريكة في المنزل قد تكون أكثر الأماكن تلوثاً بالبكتيريا، متفوقة حتى على مقعد الحمام، واكتشف الباحثون أن الأريكة قد تحتوي على أعداد ضخمة من البكتيريا، بعضها قد يكون ضاراً مثل الإشريكية القولونية، خاصة في البيوت التي توجد فيها حيوانات أليفة.

وأوصت الدراسة بعدة خطوات بسيطة للحد من هذا التلوث، منها تنظيف الأريكة يومياً لإزالة الغبار والأوساخ، واستخدام صودا الخبز للتنظيف العميق، بالإضافة لغسل أغطية الوسائد بانتظام والتأكد من جفافها التام، وبهذه الإجراءات البسيطة، يمكن تقليل خطر البكتيريا وحماية صحة العائلة.